"الــسينما الــعابــرة للنوع.. حــدود الــتوصــيف والــتصنيف"، هــو أحــدث إصــدارات الــكاتــبة الأكــاديــمية والــباحــثة فــي ســيميولــوجــيا الــصورة الــسينمائــية والــتلفزيــونــية د. أمــــل الجــمل.
يــتضمن مــحتوى الــكتاب خــمسة أبــواب يتخـــللها الـــعديـــد مـــن الـــفصول الـــتي تـــقع فـــي ٦٣٥ صـــفحة.
تســـتهل الـــكاتـــبة مـــؤلـــفها بـــمقدمـــة لكســـر الحـــدود الفيلمية والتي تنحاز فيها للسينما رافضة فكرة التصنيف ونقاء الأنواع الفيلمية.
وهـى أثـناء ذلـك تسـلط الـضوء عـلى ضـرورة الحـذر أثـناء تـلقي الأفـلام الـوثـائـقية، لأنـها ليسـت صـورة صـادقـة لــــلواقــــع تــــمامــــاً، وتــــشكك الــــكاتــــبة فــــي مــــصداقــــية بــــعض الأفــــلام الــــتي تــــتلون بــــأهــــواء أصــــحابــــها، ومــــيولــــهم ومعتقداتهم الفكرية والسياسية وكذلك النشأة الإجتماعية للمبدع أحياناً.
تـطرح المـؤلـفة خـلال دراسـتها تحـليلاً لعشـرات الأفـلام مـن الـوطـن الـعربـي والـسينما الـعالمـية، مـتناولـة جـمالـيات الـشكل والمـضمون، مـثيرة الـتساؤلات بـشأن الـوثـائـقي والـروائـي والحـدود بـينهما مـثل؛ "مـاذا نـقصد بـالـواقـع؟ ومــاذا نــعني بــالــخيال؟ ومــا هــى الحــدود الــفاصــلة بــين الــواقــع والــخيال، فــإذا كــان الــوثــائــقي يــلتزم فــي المــقام الأول والأخـير بـمعالـجة قـضايـا الـواقـع، فـهنا نـتساءل؛ ألـيس الـواقـع ذاتـه مـتغير وفـق رؤيـة ومـوقـع ومـوقـف كـل إنسان منه.
إضـــافـــة إلـــى مـــا ســـبق فـــإن المـــؤلـــفة تـــشير إلـــى خـــطورة الـــدور الـــذي يـــلعبه المـــونـــتاج - بـــمعناه الـــواســـع والـــذي يـتجاوزالـجانـب الـتقني ويسـبق الـتصويـرأحـيانـاً-فـي تـلك الأعـمال الـوثـائـقية لأنـه قـد ُيـزيـف الـحقائـق ويـلون الآراء.
لــــكنها تــــقدم فــــيلم "حــــادث المــــنشية" - للمخــــرج المــــصري المــــقيم بــــإيــــطالــــيا شــــريــــف فــــتحي ســــالــــم - كـنموذج تـطبيقي يـفلت مـن الأوهـام الـتي أثـارهـا فـرانـسيس بـيكون، إلـى جـانـب الـعديـد مـن الـنماذج الـتطبيقية لـــلزمـــن الـــدائـــري فـــي أفـــلام مـــثل "الـــزر الـــلؤلـــؤ" - "رقـــصة فـــالـــس فـــالـــدهـــايـــم" - "بـــراءة الـــذكـــريـــات ومـــتحف أورهــان بــامــوك"، - "شــهود بــوتــين" - "ألــكسندر مــاكــويــن".
ثــم بــالــباب الــثانــي مــن الــكتاب تــتناول د. أمــــل الجــمل إشــكالــيات الــوثــائــقي"الــعابــر لــلنوع والــجنس" متحــدثــة بــإســهاب عــن الــفوارق بــين جــمالــيات الــسينما وضـحالـة الـتليفزيـون ومـيراث الـخوف مـن الـصمت. ثـم تـخصص بـابـا كـامـلا لـلسينما المـصريـة يـتضمن نـماذج تــطبيقية تــزيــد عــن ال١٩ فــيلما، وبــابــاً آخــر لــلسينما الــعربــية وفــي مــقدمــتها الــسينما الــلبنانــية بــخصوصــيتها الواضحة.
ُيــذكــر أن كــتاب "الــسينما الــعابــرة لــلنوع.. حــدود الــتوصــيف والــتصنيف" صــدر عــن دائــرة الــثقافــة والإعــلام بـــالـــشارقـــة، بـــعد أحـــد عشـــر كـــتابـــاً لـــلمؤلـــفة ومـــنها "بـــعيون امـــرأة"، ٢٠٠٧ - "فـــيلموجـــرافـــيا الـــسينما الـــعربـــية المشـــتركـــة" ٢٠٠٨ - "الإنـــتاج المشـــترك فـــي الـــسينما المـــصريـــة" ٢٠٠٩ ، "يـــوســـف شـــاهـــين وتجـــربـــة الإنـــتاج المشـــترك" ٢٠١٠ - "الـــقتلة بـــين هـــيمنجواي وتـــاركـــوفـــسكي" ٢٠١٢ - " نـــوال الـــسعداوي وشـــريـــف حـــتاتـــة.. تجــربــة حــياة"، ٢٠١٤ - "الــلغة الــسينمائــية فــي الأدب.. دراســة مــقارنــة بــين تــاركــوفــسكي وشــريــف حــتاتــة" ٢٠١٤ - "الــسينما المــصريــة فــي المهــرجــانــات الــدولــية الــكبرى" ٢٠١٤ - "ســمير فــريــد، الــناقــد الــسينمائــي الــــنموذج والمــــثال"، ٢٠١٨ - "فــــريــــد شــــوقــــي وحــــش الــــشاشــــة.. ملحــــمة الــــسينما المــــصريــــة"، ٢٠٢٠.
وتــــمت تــرجــمة كــتابــها "ســمير فــريــد الــناقــد الــسينمائــي الــنموذج والمــثال" إلــي الــلغة الــفرنــسية، إضــافــة إلــى الــعديــد مــن الــدراســات المشــتركــة، شــاركــت بــالــدراســات الــبحثية فــي حــلقات نــقاشــية، وفــي ورشــات عــمل ومــؤتــمرات مـنها؛ دراسـة بـحثية حـول "الـسينما والـرقـابـة بـالـقرن الـتاسـع عشـر" فـي جـامـعة بـون بـألمـانـيا، ٢٠١٣. دراسـة نـــقديـــة أدبـــية بـــعنوان "شـــريـــف حـــتاتـــة ومـــقاومـــة الـــسجن بـــالـــذاكـــرة"، ضـــمن مـــؤتـــمر أدب الـــسجون، مـــصر، ٢٠١٣. دراســة بــحثية بــعنوان "ثــوريــة الــسينما الــعربــية وقــدرتــها عــلى الــتنبؤ بــالمســتقبل"، ضــمن ورشــة عــمل بـــــحثية عـــــن الـــــفنون، بـــــجامـــــعة بـــــون بـــــألمـــــانـــــيا ٢٠١٤. دراســـــة بـــــحثية بـــــعنوان " الـــــسينما وصـــــورتـــــها.. فـــــيلم "الأرض" نـــموذجـــاً" ضـــمن مـــؤتـــمر "الـــسينما الـــعربـــية.. تـــاريـــخها ومســـتقبلها ودورهـــا الـــنهضوي“، تـــونـــس، نـــظمها مـــركـــز دراســـات الـــوحـــدة الـــعربـــية فـــي لـــبنان بـــالـــتعاون مـــع المعهـــد الـــسويـــدي بـــالأســـكندريـــة، ٢٠١٤. دراســـة بـــحثية بـــعنوان "الـــتطرف الـــديـــني فـــي الـــسينما المـــصريـــة.. أيـــن الـــقضية مـــن الإرهـــاب؟". بـــالمـــغرب، ٢٠١٨. دراسة بحثية عن "السينما المصرية وتناولها للسجين"، مهرجان حقوق الإنسان بالرباط.
كـــما شـــاركـــت المـــؤلـــفة د. أمـــــل الجـــمل فـــي الـــعديـــد مـــن لـــجان الـــتحكيم الـــسينمائـــية الـــعربـــية والـــدولـــية. كـــتبت الـــسيناريـــو لـــعدد مـــن الأفـــلام الـــوثـــائـــقية لإتـــحاد الإذاعـــات الأوروبـــية بـــالـــتعاون مـــع الـــتليفزيـــون المـــصري عـــن الـحيوانـات المهـددة بخـطر الإنـقراض، وشـاركـت فـي إعـداد بـرنـامـج "مـع نـور الشـريـف"، وكـتبت لـه سـيناريـو "الشــبكة" عــن روايــة دكــتور شــريــف حــتاتــة. كــذلــك، ســيناريــو وحــوار السهــرة الــتليفزيــونــية "المــجانــين" إنــتاج قـناة الـنيل لـلدرامـا، عـن قـصة "فـوق حـدود الـعقل" لـلكاتـب "يـوسـف إدريـس“، وكـتبت فـكرة وسـيناريـو وحـوار الوثائقي جبل موسى.. صعود الألم والمتعة.
التعليقات