تلك الرواية التي تجذبك بداية من عنوانها (شططا) ولوحة غلافها، وصولاً إلى نهايتها، للكاتب عبد الرحيم إبراهيم، لوهلة قد تظنها رواية مألوفة، لا يميزها شيء. فهي تبدأ في باريس، مدينة النور، تلك المدينة التي تغنى بها الشعراء والكتاب والروائيين وكل من أراد أن يسطر اسمه بين فئة الـ "مثقفين"، ومع ذلك، سرعان ما يستوقفك تصوير مدهش بأسلوب رشيق لتفاصيل يكاد يغفل عنها الكثير.
تتابع القراءة بدافع الفضول ربما، أو هي "حشرية" القارئ النهم ليثبت لنفسه أن التالي ما هو إلا نص مكرر ورتيب. إلا أن دقات قلبك المتسارعة – كتسارع الأحداث- وأنفاسك المنقطعة وأنت تلهث راكضا خلف الأبطال " تنذرك" بأنك أمام رواية مختلفة، بمفردات لم تعهدها كثيرا في روايات "مدينة النور".
في بلد غريب وبزمن وباء مجهول يفتك بمن يُصاب به ووسط جنون الخلق واختلال ميزان العالم، أنت وغريبة -ساقتها الأقدار في طريقك- و"جثة صديق" ووصية عليك الوفاء بها، مهمة قد تكاد تكون مستحيلة يُلقي فؤاد بعبئها على كاهل ماجد، فهل يتمكن من الوفاء بوعده لصديقه؟ عقبات وعراقيل، آلام جسدية ونفسية، ماضِ سحيق يعود ليطفو على السطح ومستقبل مجهول.
مدى وفؤاد وماجد، ثلاثة أصدقاء بخلفيات وحيوات مختلفة جاؤوا من أصقاع الدنيا ليتلقوا في مكان واحد في زمن واحد؛ فيعيش كل منهم آلامه وماضيه ومستقبله وهو متكئ على كتف صديق أرسله له الله في رحلة عبر شوارع باريس وضواحي فرنسا هربا مما كان، وبحثا عما سيكون، وأملا في غد قد لا يبلغونه.
رواية تجعلك بطلا خفيا فيها، يحتسي الأبطال القهوة، فتتجرع أنت مرارتها، تتساقط عليهم زخات المطر، فتبتل ملابسك ويرجف قلبك لبرد قد أصاب أطرافهم، يصرخ أحدهم بملء شدقيه، فتصاب حنجرتك بالبحة وتترقرق عيناك بدموع ذرفها هو.
جوانب إنسانية زاخرة بالمشاعر والألم والخوف يشوبها أمل وحب وإيمان عميق بالأقدار، فأنت "مدى" بصلابتها وحسها العالي وقد تكون "ماجد" بإيمانه وخذلان الحياة له، أو "فؤاد" بما تخفيه من ماضِ قد لا يكون مشرقا، وألم لا يعلم قسوته إلا الله.
مُتْرَعة بالحكمة لمن يبحث عنها، وبالتشويق لمن يستهويه وبالمشاهد التصويرية البارعة التي تجعلك تعيش الأحداث كما لو أنك جزء لا يتجزأ منها. لغة سلسلة ولا تخلو من مفردات تحثك على الركض إلى المعجم لتفسرها؛ فهنا أنت لا تقرأ فقط وإنما تثري لغتك.
لا يمكنك تركها قبل الانتهاء منها، وإن تجرأت وتركتها ستلاحقك كظلك، تركض وراءك كطفل مشاغب لا شأن له بمدى انشغالك، رواية سوف تقض مضجعك تأبى أن تمنحك النوم قبل أن تطمئن على مدى وتعرف ما حل بفؤاد وتتأكد من حكمة وإصرار ماجد، ولا تملك سوى أن تثق بأن النهاية سعيدة! إلا أن النهاية ستجعلك تقف مشدوها فاغرا فاك!
مألوفة، لا يميزها شيء. فهي تبدأ في باريس، مدينة النور، تلك المدينة التي تغنى بها الشعراء والكتاب"مثقفين"، ومع ذلك، سرعان ما يستوقفك تصوير مدهش بأسلوب رشيق لتفاصيل يكاد يغفل عنها الكثير.
تتابع القراءة بدافع الفضول ربما، أو هي "حشرية" القارئ النهم ليثبت لنفسه أن التالي ما هو إلا نص مكرر ورتيب. إلا أن دقات قلبك المتسارعة – كتسارع الأحداث- وأنفاسك المنقطعة وأنت تلهث راكضا خلف الأبطال " تنذرك" بأنك أمام رواية مختلفة، بمفردات لم تعهدها كثيرا في روايات "مدينة النور".
في بلد غريب وبزمن وباء مجهول يفتك بمن يُصاب به ووسط جنون الخلق واختلال ميزان العالم، أنت وغريبة -ساقتها الأقدار في طريقك- و"جثة صديق" ووصية عليك الوفاء بها. مهمة قد تكاد تكون مستحيلة يُلقي فؤاد بعبئها على كاهل ماجد، فهل يتمكن من الوفاء بوعده لصديقه؟ عقبات وعراقيل، آلام جسدية ونفسية، ماضِ سحيق يعود ليطفو على السطح ومستقبل مجهول.
مدى وفؤاد وماجد، ثلاثة أصدقاء بخلفيات وحيوات مختلفة جاؤوا من أصقاع الدنيا ليتلقوا في مكان واحد في زمن واحد؛ فيعيش كل منهم آلامه وماضيه ومستقبله وهو متكئ على كتف صديق أرسله له الله في رحلة عبر شوارع باريس وضواحي فرنسا هربا مما كان، وبحثا عما سيكون، وأملا في غد قد لا يبلغونه.
رواية تجعلك بطلا خفيا فيها، يحتسي الأبطال القهوة، فتتجرع أنت مرارتها، تتساقط عليهم زخات المطر، فتبتل ملابسك ويرجف قلبك لبرد قد أصاب أطرافهم، يصرخ أحدهم بملء شدقيه، فتصاب حنجرتك بالبحة وتترقرق عيناك بدموع ذرفها هو.
جوانب إنسانية زاخرة بالمشاعر والألم والخوف يشوبها أمل وحب وإيمان عميق بالأقدار، فأنت "مدى" بصلابتها وحسها العالي وقد تكون "ماجد" بإيمانه وخذلان الحياة له، أو "فؤاد" بما تخفيه من ماضِ قد لا يكون مشرقا، وألم لا يعلم قسوته إلا الله.
مُتْرَعة بالحكمة لمن يبحث عنها، وبالتشويق لمن يستهويه وبالمشاهد التصويرية البارعة التي تجعلك تعيش الأحداث كما لو أنك جزء لا يتجزأ منها. لغة سلسلة ولا تخلو من مفردات تحثك على الركض إلى المعجم لتفسرها؛ فهنا أنت لا تقرأ فقط وإنما تثري لغتك.
يذكر أن عبدالرحيم المجيني، سبق له تأليف كل من مسلسل «حلم السنين»، «أنا وضميري» وكذلك كلاً من فيلم «عذاب ونعيم» و«هكذا سنعود».
كما أخرج كلاً من فيلم «سماوات» و«نوافذ معلقة» الحاصل على الجائزة الذهبية من مهرجان القاهرة، بالإضافة إلى تأليفه عدداً من المسرحيات، من بينها مسرحية «قادمون» و«سكرات».
التعليقات