بعدما فقد صدارة التصنيف العالمي لمحترفي التنس في الأسبوع الماضي، بات لاعب التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش مهددا بتراجع هائل في التصنيف لدرجة قد تجعله في المركز الثامن عالميا خلال الفترة المقبلة.
وتسببت التغييرات في مواعيد بعض البطولات في الموسمين الماضيين نتيجة جائحة كورونا وعدم حصول ديوكوفيتش على اللقاح الخاص إضافة لإصابات منافسيه العنيدين الإسباني رافاييل نادال والسويسري روجيه فيدرر خلال العامين الماضي والحالي في خلو المركزين الأول والثاني بالتصنيف من أسماء اللاعبين الثلاثة للمرة الأولى منذ 19 عاما.
وشهد الموسم الحالي تحركات أسرع من المعتاد في التصنيف رغم عودة الحياة إلى طبيعتها في البطولات المختلفة بعد الارتباك الذي شهده جدول البطولات في 2020 و2021 بسبب جائحة كورونا.
وعلى سبيل المثال، كان تغيير مواعيد بعض البطولات في العامين الماضيين سببا في تحريك موعد بطولة فرنسا المفتوحة "رولان جاروس" 2021 لمدة أسبوع لتنتهي في 13 يونيو فيما عادت البطولة إلى موعدها الطبيعي هذا العام لتختتم في 5 يونيو.
ومع فوز ديوكوفيتش باللقب في الموسم الماضي وسقوطه أمام نادال في دور الثمانية لنسخة العام الحالي، استمر ديوكوفيتش على صدارة التصنيف العالمي للمحترفين حتى نهاية البطولة لكنه تراجع في النسخة التالية من التصنيف بعدها بأسبوع حيث فقد الكثير من نقاط التصنيف التي كان من المفترض أن يدافع عنها في رولان جاروس.
وبهذا، تراجع ديوكوفيتش إلى المركز الثالث عالميا برصيد 6770 نقطة خلف الروسي دانيال ميدفيديف "8160 نقطة" والألماني ألكسندر زفيريف "7030 نقطة" فيما تقدم نادال للمركز الرابع برصيد 6525 نقطة بعد فوزه بلقب رولان جاروس، ويلاحقه النرويجي كاسبر رود "5050 نقطة" الذي خسر أمامه في نهائي رولان جاروس.
وبرغم عدم اتساع الفارق بشكل هائل عن المتصدر ميدفيديف، فإن ديوكوفيتش لا يستطيع استعادة الصدارة في التصنيف العالمي حتى في حالة الدفاع عن لقبه في بطولة إنجلترا المفتوحة "ويمبلدون" التي تنطلق فعالياتها الأسبوع المقبل.
وكانت رابطتا محترفي ومحترفات التنس وكذلك الاتحاد الدولي قرروا تجريد البطولة من نقاط التصنيف هذا العام بسبب استبعاد لاعبي روسيا وبيلاروسيا من هذه النسخة نتيجة الحرب بين روسيا وأوكرانيا ليفقد ديوكوفيتش بهذا فرصة الدفاع عن 2000 نقطة كاملة في هذه البطولة فيما سيفقد منافسوه في البطولة القدرة على الدفاع عن عدد أقل كثيرا من النقاط.
وعلى سبيل المثال، سيفقد ديوكوفيتش 2000 نقطة كاملة فيما سيفقد كل من ميدفيديف وزفيريف 180 نقطة فقط، نظرا لخروجهما المبكر من الدور الرابع في ويمبلدون الموسم الماضي ما يعني أنهما سيوسعان الفارق بشكل هائل مع ديوكوفيتش، ونادال الذي سيتقدم على ديوكوفيتش في التصنيف لأنه غاب عن نسخة الموسم الماضي من ويمبلدون.
ولكن الإصابات ما زالت تطارد نادال وقد تفقده هو الآخر في الفترة المقبلة فرصة الاستمرار في المراكز الثلاث الأولى بالتصنيف لتخلو المراكز الثلاثة الأولى من أسماء الثلاثي "نادال وديوكوفيتش وفيدرر" للمرة الأولى منذ نوفمبر 2003 بعدما فرض الثلاثي هيمنته على اللعبة وعلى تصنيف المحترفين لما يقرب من عقدين قبل أن تصبح هذه الصدارة في مهب الريح.
وإذا تغلب نادال على الإصابة مثلما نجح في أستراليا المفتوحة ورولان جاروس ، اللتين فاز بلقبيهما ، فإنه قد يكون الأقرب للتواجد مع ميدفيديف وزفيريف في المراكز الثلاثة الأولى بالتصنيف خلال النصف الثاني من العام الحالي.
وفي المقابل، يبدو فيدرر بعيدا للغاية في الوقت الحالي عن المنافسة على المراكز الأولى بالتصنيف بعدما تأخرت عودته للملاعب بسبب الإصابة ليتراجع 28 مرتبة في التصنيف هذا الأسبوع إلى المركز 96 عالميا، وينتظر خروجه من قائمة أول 100 مصنف عالميا.
كذلك ، يبدو الوضع معقدا للغاية بالنسبة لديوكوفيتش ، الذي فقد صدارة التصنيف للمرة الأولى هذا الموسم في فبراير الماضي بعد 361 أسبوعا متتاليا في الصدارة.
وينتظر أن يتراجع ديوكوفيتش في الأسابيع القليلة المقبلة إلى المركز الخامس ثم إلى السابع وقد يتراجع إلى المركز الثامن ليكون أسوأ ترتيب له في التصنيف منذ 2018 عندما أبعدته الإصابة لفترة طويلة ليتراجع وقتها إلى المركز 22 عالميا.
وقد يتفاقم الوضع بالنسبة لترتيب ديوكوفيتش في التصنيف خلال بطولة أمريكا المفتوحة "فلاشينج ميدوز" في أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر نظرا لقواعد البطولة المطبقة حتى الآن، والتي تمنع اللاعبين غير الحاصلين على لقاح كورونا من المشاركة ليتكرر ما حدث مع ديوكوفيتش في بطولة أستراليا المفتوحة.
وإذا لم تتغير قواعد البطولة، سيفقد ديوكوفيتش بعدم مشاركته في هذه النسخة 1200 نقطة أخرى، نظرا لفوزه بالمركز الثاني في نسخة العام الماضي كما سيضطر للغياب عن كل من بطولة سينسيناتي للأساتذة ذات الـ1000 نقطة بسبب نفس القواعد.
التعليقات