مارست وما زلت أمارس الطب في تخصص التخدير والرعاية المركزة، في مستشفيات بريطانيا ، والمانيا ، وأمريكا ، والسويد ، وسويسرا ، وهولاندا ، والسعودية ، وأماكن أخرى من العالم منذ أن غادرت مصر عام ١٩٧٠.
طبيعة عملي تحتم تواجدي في غرفة العمليات لمدة ست ساعات كل يوم على الأقل، أي حوالي ١٠٠ ألف ساعة عمل طوال ال ٥٢ سنة الماضية ، اشتركت في كل العمليات الجراحية التي تخطر والتي لا تخطر على بال أحد، وهذا يعطيني الحق والخبرة أن أتحدث عن العمليات الجراحية بما لها وما عليها.
كل العمليات الجراحية مهما كانت وحتي البسيط منها، ومع التقدم الطبي والعلمي والتكنولوجي المذهل وغير المسبوق، هذه العمليات لا تزال تحمل شيئا من الخطورة، ومع أن الخطورة منها بسيطة للغاية، إلا أنه لا يصح لأي إنسان أو طبيب أن يقدم عليها إلا للضروره ولأسباب طبية قاهره.
دعني هنا أذكر عملية بعينها وهي عملية الولادة القيصرية C. section. هذه العملية بالذات تُمارس في مصر وبشكل واسع جدا، كأنها عملية خلع ضرس مسوس، أو أخذ شربة لعلاج الإسهال، • وهنا اذكر بعض أسباب التوسع في إجراء هذه العملية في مصر أبدأها بوجود موروثات قديمة في الدراما المصريه أوضحت معاناة آلام الأم خلال الولاده ، مما يؤدي إلى طلب بعض السيدات إجراء الولادة القيصرية تجنبا لذلك المشهد.
• وجود قناعة بأن حقنة "الأبديورال أو كما يسمونها بـ ابره الظهر قد تسبب الشلل.
• عدم ممارسة الحامل للرياضة، والتي لها دور كبير في توسيع الحوض وتقوية عضلات البطن لتسهيل عملية الولادة .
• عدم توافر العديد من الجوانب الخاصة بالخدمة الطبية اللازمة أثناء الولاده الطبيعيه في بعض المستشفيات .
والأهم من هذا كله ان عمليه القيصريه خير اللهم اجعله خير محببة جدا لدي الكثير من الزملاء أطباء النساء والولادة، لأن دخل الولادة القيصرية برقبة اربع ولادات عادية ، خاصة أنها تأخذ من وقت الجراح ساعة واحدة على الأكثر، كما يستطيع الطبيب المعالج تحديد موعد العملية لأن الولادة الطبيعية لا موعد لها وتحدث في غالب الأحيان بعد منتصف الليل، مما يجبر الطبيب المعالج في بعض الأحيان السهر لمؤاخذة بجانب المريضة ٧ أو ٨ ساعات ، ويجب على الجميع أن يعلم أنه يجب إجراء هذه العملية وقت الحاجة فقط، مثل حدوث مشاكل في الولادة، عدم نزول الجنين بسهولة، نزوله بالمقعدة على سبيل المثال، أو طول فترة الولادة، أو حدوث مشاكل على الجنين ممكن أن تهدد حياته للخطر، أو مشاكل في المشيمه أو الحبل السري، أو ارتفاع ضغط دم الأم، وغيرها من المشاكل، والكل يعلم أيضا التأثيرات السلبية من جراء هذه الولادة على الجنين من صعوبة في التنفس وعلي الأم من مشاكل التخدير من حساسية أدوية التخدير وخلافه، أو النزيف، أو حدوث التهابات وتقيحات الجرح، أو إصابات مجري البول والمثانة، أو مشاكل في الرحم، أو التأثير على الولادات اللاحقة، كما ان نسبة الوفاة منها خمس أضعاف نسبة الوفاة من الولادة الطبيعية ، ولا ننسي التأثيرات السلبيه علي جيب الزوج حيث تتراوح تكاليف العمليه مابين ١٠ ألاف جنيه الي ٤٠ الف جنيه في عين العدو.
أود أن أوضح هنا إن منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير وضعت مصر في مصاف الدول المتقدمة في الترتيب في نسبة الولادة بهذه الطريقة بين ١٥٠ دولة، تليها في هذه المصيبة دولة الدومينيكان بنسبة ٥٦٪، ودولة البرازيل بنسبة ٦٠٪ ، وتركيا بنسبة ٥٠٪، ثم إيران بنسبة ٤٨٪، ثم الصين بنسبة ٤٧٪، المكسيك بنسبة ٤٥٪، وشيلي بنسبة ٤٤٪، وأقل دول العالم وأفضلهم في هذه الإحصائية هم فنلندا وأيسلندا والنرويج بنسبة ١٥٪ وهي النسبة المثلي التي وضعتها المنظمة، وبالمناسبة لقد وجدت أن أعلي نسبة عمليات قيصرية داخل مصر في بورسعيد بنسبة ٧٥٪، وأقل نسبة في سوهاج وهي ٢٥٪، ووجدت أيضا أن العمليات القيصرية بالنسبة للولادة الطبيعية كانت ٥٪ في عام ١٩٩٠ ، و٧٪ في عام ٩٥ ١٩ ، و٢٠٪ في عام ٢٠٠٠ ، وازدادت إلى ٢٥٪ في عام ٢٠١٠ ، والي ٥٠٪ في عام ٢٠١٥ ، اما النسبه في هذا العام هي ٧٢٪.
سيدي وتاج راسي وزير الصحة:
أنا أعلم تمام العلم مدى حرصك ومدي خوفك على جيوب أطبائك، وهذا حقك، ولكن أرجو من سيادتكم أن تخاف أيضا على أرحام نسائنا.
التعليقات