يعد التفكك الأسري من القضايا الرئيسية المهمة في وقتنا الحالي؛ ويرجع السبب الرئيسي إلى ازدياد أعداد الأسر؛ التي تعاني منها ويمكن أن يؤثر التفكك الأسري على جميع أفراد الأسرة وخاصة الأبناء؛ ولا تقتصر حالات التفكك الأسري على وجود طلاق أو انفصال أحد الأبوين؛ وإنما هناك بعد حالات التفكك يكون فيها الأبوين؛ تحت سقف واحد ولكنهم في حالة نزاع وخلاف دائم.
التفكك الأسري أحد أهم المشاكل التي تعاني منها جميع المجتمعات وأدى الى حدوث التوتر والصراع داخل الأسر.
وهناك من يطلق على التفكك الاسري؛ تصدع الأسرة ومهما اختلفت التسميات الا أن المعنى واحد وهو انحلال العلاقات ؛والروابط الأسرية بين أفراد العائلة الواحدة.
التفكك الأسري يعد من أحد أبرز وأخطر المشاكل التي تواجه الأسرة حاليا حيث يعود ذلك إلى فشل العلاقات الأسرية وإنحلالها .
ويبدو ذلك واضحا في إضطراب العلاقة بين الزوجين ؛ وإختلاف ثقافة وفكر وميول كل منهما على الأخر .
أصبح التفكك الأسري من العلامات البارزة في الواقع ؛والذي يشهد فجوة في القيم الإنسانية النبيلة؛مع التطور التكنولوجي الذي أفرز عدة تحولات التي مست جميع بنيات المجتمع.
لقد غاب دور التوجيه والرقابة للوالدين؛ وضعف قيامهم بواجباتهم؛ ومهامهم في تربية ومتابعة الأبناء؛ كما غاب الحوار والتواصل في الأسرة؛ وزاد البعد عن قيم المجتمع وعاداته، مما ساعد ذلك في زيادة معدل الإنحراف والضياع والتفكك الأسري وقطع الصلة بين الأرحام.
ومن أسباب التفكك الأسري عوامل اقتصادية وهي التي تؤدي إلى انخفاض المستوى الاقتصادي؛ مما يقود إلى إنخفاض القيم داخل الأسرة؛ وبالتالي يشعر الطفل بعدم الإرتباط بالقيم فيؤدي إلى إنحراف وينعدم الولاء عند الطفل.
ومن أسباب التفكك الأسرى خلال العوامل الإجتماعية؛ والأخلاقية ويتمركز حول الأساليب الإجتماعية والعلاقات والأنماط والقيم والمعتقدات؛ والمحاور التربوية كافة.
ومن أسباب العوامل العاطفية والنفسية تتمثل في فتور العلاقة العاطفية بين الزوجين وهذا من أخطر أنواع التفكك الأسري عدم الشعور بالأمان والطمأنينة بجانب الطرف الآخر.
وعوامل تعليمية ثقافية من خلال إنخفاض المستوى الثقافي والتعليمي والقيمي داخل الأسرة يؤدي إلى إمتصاص الأطفال لقيم غير مرغوب فيها تكون سبباً في كثير من المشاكل الأسرية الحالية ثم ينقلونها بعد ذلك إلى أسرهم المستقبلية .
التفكك الأسري من أخطر الأمراض الإجتماعية في المجتمع وتؤثر في تنمية وتحقيق الأهداف بل قد يؤدي إلى تفكك المجتمع على الزوجين ويهدد إستقرار الجو الأسري والصحة النفسية لكل فرد من أفراد المجتمع .
إن التفكك الأسري والعنف سببه انتشار الفقر والعوز الاجتماعي، وسوء اختيار الزوج والزوجة من البداية وعدم التوافق الاجتماعي بينهما إلى وجود خلل منظومة التعليم في الوقت الحالي التي بدورها تنشئ الأفراد داخل المجتمع.
والتفكك الأسري يترك كثيرا من الآثار السلبية على الفرد والعائلة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام .
ويتطلب من جميع مكونات المجتمع التدخل وتضافر الجهود والتعاون من أجل إنقاذ الأسر من كل أشكال التفكك الأسري .
من مظاهر التفكك الأسري أما يكون ناتجا عن المشاكل الأسرية؛ وقد يكون التفكك الأسري؛ نتيجة حالات مرضية كتعاطي المخدرات والمواد الكحولية والأمراض العقلية.
ومشكلة التفكك الاسري لها آثار سلبية على بناء وتركيبة الاسرة ؛وأنماطها كما أدى هذا التغيير الى تغيير في الأدوار الاجتماعي وغياب الضمير.
أن التفكك الأسري يحتاج لعلاج من قبل جميع مؤسسات الدولة وليس من جانب واحد لأنه سيكون حلا جزئيا.
ووضع مناهج تعليمية للمبادىء والأخلاق الهدف منها الترابط داخل الأسرة من خلال التربية والتعليم بالإضافة إلى التواصل مع التضامن الاجتماعي لتوفير خدمات الرعاية الاجتماعية طبقا لمعايير الجودة المعتمدة من خلال برامج مطورة ومفعلة للوقاية من التفكك الأسرى .
والاهتمام بمراكز الشباب وتطويرها للمساعدة في خلق جيل جديد مثقف وذو عقلية متزنة، بالإضافة إلى عودة الدراما الراقية بعيدا عن العنف الموجود بها حاليا لأنه يخلق شعور عدائي لدى الأشخاص
وواجب على كل فرد في الأسرة أن يحافظ على أسرته ويرعى حقوقها وتحقيق السعادة لها والسعي إلى حل المشكلات عن طريق التفاهم والحوار بين الزوج والزوجة أو الوالدين والأبناء
والابتعاد عن العنف لأنه لا يعالج المشاكل بل على العكس يزيد من حجمها وغرس المعنى الحقيقي للأسرة ؛في نفوس أفراد المجتمع وضرورة ترابط العلاقة بين الأم والأب؛ وحل المشاكل التي تحدث بين الزوجين بعيداً عن الأطفال.
والاستماع إلى الأبناء والتحدث معهم في مشاكلهم ؛وخصوصياتهم وذلك لإيجاد الحلول لها؛ وتحفيز الأبناء على أن يكونو قدوة حسنة .
وتوجيه ونصح الأبناء بضرورة إختيار الأصدقاء الصالحين؛ والإبتعاد عن الأصدقاء السيئين؛ والإبتعاد عن إستخدام العنف والتسلط عند تربية الأبناء ؛وتعليم الأبناء على ضرورة إستخدام التكنولوجيا بشكل صحيح ؛والإبتعاد عن المواد المخلة بالأخلاق والآداب.
التعليقات