الحقيقة انني في أغلب الأحيان لا أحب التعليق على تعليقات بعض المرضى عقليا ونفسيا في صفحات الأصدقاء..لكنني وجدت تعليقا لشخص جاهل ومريض نفسيا وعقليا دونه على صفحة أحد الأصدقاء يدعي فيه أن هناك نصوصا في الأنجيل والقرآن تنص على كراهية تلك الأديان لبعضها البعض..
ـ وبغض النظر عن كون هذا الكائن أبتلي بنسبة ذكاء أقل من نسبة ذكاء الأبقار إن وجدت .. فقد فاته إن كلامه إن صح (جدلا) بالنسبة للقرآن الكريم باعتباره لاحق على الأنجيل المقدس .. فكيف يصح بالنسبة للإنجيل الذي سبق ظهور زمنيا القرآن ..
ولا يمكن لعاقل أن يتصور أن هناك نص إنجيلي يحض على كراهية ديانة لم تظهر بعد؟!!! منطقيا على الأقل .. ★هذا أولا..
★ ثانيا ولتفنيد الكذب والجهل والإفتراء وإدعاء العلم :
ـ ورد في الأنجيل نصا على لسان السيد المسيح له المجد .. التالي :
"وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،" (مت 5: 44).
ـ أما في القرآن الكريم فقد جاء في صحيح التنزيل " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون" المائدة (82) .. أي الذين يقولون أنهم من أنصار السيد المسيح وأتباعه وعلى منهاج أنجيله ، كما قال تعالى في القرآن الكريم أيضا : "وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة" الحديد(27)..
ثم يأتينا كائن في صورة إنسان في رأسه عقل بغل أو بقرة ليدعي العلم ويطلق أكاذيبه المرضية على أديان لا يعرف عنها شيئا بما فيها ما يعتقده هذا إن كان له دين أصلا ..
★ ثالثا :
مصر دون سائر بلدان الأرض كانت خلال معظم تاريخها أكثر المجتمعات الأثنية تسامحا وتعايشا .. اللهم إلا في بعض الأحداث الإستثنائية النادرة خلال حقبة الغزو الوهابي وما شابه .. الأمر الذي جعل المندوب السامي البريطاني خلال فترة الإنتداب "لورد / كرومر" يبرر فشل بريطانيا في تطبيق سياستها الشهيرة "فرق تسد" والتي إتبعتها في مستعمراتها ومنها "الهند" على سبيل المثال لا الحصر بقوله الشهير " إننا لا نستطيع التفرقة بين المسيحي والمسلم في مصر إلا عندما يتوجه لدار العبادة الخاص به في الصلاة .. سواء كان كنيسة أو مسجد " ..
وحديثا خلال فترة التهديدات الإرهابية في التسعينات ، وأحداث ما أطلق عليه (الربيع العربي) كان المسلمون المصريون أول من هبط لمنع وقوع أي إعتداء على الكنائس ..
وفي كل المناسبات الدينية والوطنية تجد المصريين إلى جوار بعضهم البعض في دور العبادة يتشاركون كافة المشاعر حزنا أو فرحا ، ومنذ أقل من يومين في إحتفال الكنيسة المصرية "الكرازة المرقسية" بعيد الميلاد المجيد في "كتدرائية عيد الميلاد" كان عدد السيدات المسلمات المحجبات يساوي تقريبا عدد إخوتهن من السيدات المسيحيات ، ناهيك عن الرجال وفي مقدمتهم كبار رجال الدولة المصرية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ..
★ أخيرا لن الوم على أحد سوى الصديق الذي لم يرد على النقاط التي إدعاها ذلك الكائن الجاهل الكاذب ..
وكان عليه أن يعلمه كما إعلم أنا الجميع الأن .. " أن المجتمع المصري فريد في تكوينه الأثني على مستوى العالم عبر تاريخه الأطول والأقدم على ظهر البسيطة ، وأن هذا المجتمع لا يشبه البلدان المريضة بالطائفية والقبلية والمناطقية في محيطه ، وفي سائر أصقاع الأرض ، كما أن مصر لم تشهدا طوال تاريخها الأطول والأقدم ما شهده العالم من حروب دينية ، وطائفية ، وعرقية الخ كما حدث ويحدث في الهند وأوروبا .. ومازلنا نشهد في أوروبا ذلك الإقتتال الطائفي بين أبناء الديانة الواحدة والذي كان قريبا بين الكاثوليك والبروتستانت في أيرلندا ، والخلاف مازال قائما .. ناهيك عما سبقها من حروب لنفس الأسباب السالف ذكرها..
★ أيها السادة مصر مختلفة متفردة ولا تشبه أحد .. فلا تجروها إلى المستنقعات التي تخوضونها حتى غرقتم فيها.
التعليقات