اليوم لا يستطيع أحد أن ينكر توغل استخدام تطبيقات التكنولوجيا الحديثة وأدواتها في كافة فروع الحيتة اليومية للشخص العادى وبالتالي فأن التقنية الحديثة أصبحت عنصر اجتماعى مؤثر على حياة وسلوك الفرد على كافة المستويات.
بالتأكيد أثرت التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات الكثيرة اليوم على كل مظاهر الحياة وعلى سلوك الإنسان بصفة عامة وأضافت أبعاد وعادات جديدة ولكن لابد من تحقيق التوازن بين الاستفادة من تطبيقات التكنولوجيا الحديثة مثل الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي الموجودة بسهولة على "الموبيل أبليكشنز"، وغيرها ومن أهم تلك التأثيرات هو التأثير على العادات والشعائر الرمضانية والأجواء العائلية والأسرية والعبادات وأضافت أبعاد وعادات جديدة أبسطها التسوق على الانترنت للمواد الغذائية.
وبالطبع التقنيات الحديثة مثل أي شيء أخر لها مميزات وعيوب وتعتمد مميزاتها على الشخص المستخدم ذاته وكيفية إدراكه ومدى وعيه للاستفادة من التقنية والحديثة لتحسين مستوى معيشته والحصول على فرص وخدمات أفضل، ولكن أعتقد أن أسوأ شيء حاليا ممكن تسببه التكنولوجيا هو سوء استخدام الذكاء الأصطناعى من الأشخاص والهيئات التي تتنافس منافسة شرسة لأن هذا سيؤدى إلى أن الإنسان لن يستطيع أن يفكر أو يخترع ولا يبتكر أي جديد ولكن سنصبح عبيد الكومبيوتر.
اليوم لا أحد يستطيع إنكار دور التكنولوجيا في حياتنا اليومية في كافة المجالات ولكل الاعمار وعلى كافة مستويات التعامل في كل مكان ولذلك مهم جدا على مستوى الأفراد من فوق الخمسين محو الأمية التقنية، وأريد أن أوضح هنا دور الافراد والهيئات والحكومات في تعريف المستخدم البسيط وخاصة كبار السن بكيفية التعامل مع اساسيات التكنولوجيا مثل التطبيقات الهوتف العديدة والتى أصبحت تسطير على حياتنا اليوم. الفكرة هنا في كيفية استخدام الشخص للتكنولوجيا والاستفادة منها في تحقيق حياة افضل لأن كل العالم حاليا متجه نحو تطبيق واستخدام التكنولوجيا في كل شيء وخاصة مع ظهور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى AI.
على سبيل المثال لا الحصر العقود الرقمية مثلا الموجودة في تكنولوجيا البلوك تشين وأقصد هنا smart contract تؤكد الشفافية والنزاهة وضمان الحقوق وهو ما تحاول تطبيقه حاليا بعض الحكومات لتسجيل عقد بيع أو شراء وحدة عقارية باستخدام البلوك تشين والتي سوف تضمن حق الملكية وتسلسل الملكية وطريقة الدفع الآمن وخلافه عند التسجيل بمنتهى الدقة والسرعة والشفافية.
وبالتالي كل هذا سياخذنا الى تعديل فكر مسؤلى الشركات في ضوء التسرع العالى في تطور التكنولوجيا وتاثيرها على قطاع الأعمال أصبح المديرين التنفيذيين للشركات الكبرى يفكروا ما هي الوظائف التى ممكن يقوم بها الذكاء الأصطناعى مثلا وما هي الوظائف التي ممكن نحتفظ بموظفين يقوموا بها ومدى دقة وامان هذه الوظائف التي تقوم بها اللآله وده تحدى جديد غير الشغل التقليدى.
فلابد من تحقيق التوازن بين الاستفادة من تطبيقات التكنولوجيا الحديثة مثل البلوك تشين و الذكاء الاصطناعي والتعامل بالكريبتو وذلك للحفاظ على خصوصية البيانات وحسن أتخاذ القرار لأن كثير من المؤسسات لا تدرك هذا الامر والعديد من شركات الحاسبات ومزودى الخدمة system integrator بدأوا في التحول الى انهم مثلا AI/BC enabler بدون الجاهزية الكاملة وبدون فهم كامل لمتطلبات البزنس للحفاظ على سرية بيانات كل عميل وهنا يحدث تصادم وضرر كبير على الطرفين وهناك عدة قضايا منظورة أمام المحاكم في هذا الشأن.
ومازال في بعض المؤسسات أحيانا كثيرة لا تجد أن المسؤول يفكر في الأمر 360 درجة حيث عليه بالسؤال والاستيعانة بخبرات المستشارين لمساعدته في اتخاذ القرار الصائب والسؤال والتأنى في اتخاذ القرار فعلى سبيل المثال كتابة عقدود مشاريع التقنية معظمها تجده ركيكيا ولا يتغطى العقد كل الجوانب التقينة والقانونية حالة حدوث خلاف لا قدر الله ومن هنا جاء مصطلح Legaltech والذى أنصح كل المسؤلين التنفيذيين بالمشاورة والسؤال والمراجعة حتى يتم التكيف مع التغيرات التقينة ولا تؤثر سلبيا على مستوى أداء العمل لدى مؤسسته أو شركته التي يعمل بها.
أما بالنسبة على مستوى الأفراد أعتقد فأن حسن استخدام التكنولوجيا يعتمد على مدى وعي الفرد وحسن استخدامه للتكنولوجيا للتعلم وزيادة مهاراته ودخله والتعرف على أفق جديدة مفيدة.
اليوم الكثير منا يفكر في الاستثمار في مجال التقنية مما يعنى أنها مجال واعد وهذه النقطة فى غاية الأهمية والإفادة على أكثر من مستوى يُعد الاستثمار في التقنية والتكنولوجيا من أهم الركائز التي تقود النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في العصر الحديث. سواء للأفراد أو الشركات.
فوائد الاستثمار في التقنية للأفراد:
1. زيادة الدخل: تعلم المهارات التقنية الجديدة و الاستثمار في المشاريع التكنولوجية يفتح أبوابًا جديدة للربح، مثل العمل الحر أو ريادة الأعمال.
2. التطور الوظيفي: اكتساب الخبرات التقنية يضمن فرص عمل أفضل ورواتب أعلى في سوق العمل سريع التغير.
3. المرونة والابتكار: استخدام التكنولوجيا يساعد الأفراد على إدارة أعمالهم بذكاء وبدقة أعلى وسرعة اكبر مثل التجارة الإلكترونية أو التسويق الرقمي.
فوائد الاستثمار في التقنية على مستوى الشركات:
1. تحسين الكفاءة: أدوات الذكاء الاصطناعي والأتممة تقلل التكاليف وتسرع الإنتاج.
2. التوسع في السوق العالمي: التكنولوجيا تتيح للشركات الوصول لعملاء جدد عبر عالم بلا أفاق مثل منصات التجارة الإلكترونية.
3. الابتكار والمنافسة: الشركات التي تستثمر في البحث والتطوير التقني تتفوق على منافسيها وتخلق منتجات مبتكرة.
4. تحليل البيانات: يساعد الاستثمار في التقنيات الحديثة والاعتماد على BI/AIفي اتخاذ قرارات دقيقة بناءً على بيانات العملاء والسوق.
في راى أن الاستثمار في التكنولوجيا ليس خيارًا فحسب، بل ضرورة للنجاح في الاقتصاد الرقمي، حيث يضمن ميزات تنافسية ويحقق عوائد مالية ومجتمعية كبيرة على المدى الطويل.
لا شك أن التكنولوجيا في مجالات عدة كالتعليم والفندقة والصحة والتجارة بل والرياضة أصبحت عنصرا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه لتحقيق نتائج افضل وربحية أسرع وبدقة عالية وسنضرب هنا عدة أمثلة عن كل مجال مما سبق:
التعليم والتكنولوجيا
أكيد أن التربية والتعليم لا تستطيع الاستغناء التام عن دور المعلم والمدرسة واستبداله بالتقينلات الحديثة لأن لكل منها أهمية قصوى وضرورية فذهاب الولد أو البنت الى المدرسة تكسبها مهارات وتعاملات لا يمكن أكتسابها من خلف شاشة الكومبيوتر وأيضا دور المعلم في التوجيه وأفادة الطالب في مثلا مجال التربية الرياضية لايمكن أن يحل محلها الذكاء الأصطناعى مثلا ولكن لا ننكر أن تكنولوجيا الواقع الافتراضى ساعدت في تحسين وتطوير العملية التعليمة وزادت من مستوى استيعاب الطلاب للمادة العلمية وجعلتهم يسترجعوا ويفكروا من أكثر من زاوية ورؤية للموضوع محل الدراسة ولكن التحدى الان هو في ابتكار حل قد يكون في بناء جسر لسد الفجوة بين التكنولوجيا والاحتياجات النفسية/الاجتماعية للطلاب، وهو تحدي لا يزال يحتاج أن نعمل عليه .
الفندقة والتكنولوجيا
الفكرة هنا في في ان الأتممة (اوتوموشين) بأستخدام AI سوف تساعد الفنادق الصغيرة على التنافس مع الشركات الأكبر حجمًا من خلال تبسيط العمليات. ويمكن لأعضاء الموظفين التركيز على تقديم خدمة ممتازة للضيوف حيث تتولى الأنظمة الآلية تسجيل الوصول وتنظيف الغرف وتخصيص الغرف. وهذا يعزز الكفاءة ويعزز رضا الضيوف بشكل عام حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات لتوقع تفضيلات وسلوك الضيوف، مما يسمح للفنادق بتقديم تجارب رائعة مما يحسن الاقبال ويرفع مستوى رضا العميل والمميزات كثيرة مثل خفض التكاليف والدقة والسرعة في الخدمة لكن الخدمة البشرية ستبقى عنصرًا حاسمًا في الضيافة، خاصة في المواقف التي تتطلب التعاطف أو المرونة. المستقبل سيشهد فنادق "ذكية" لكن بإدارة بشرية ذكية
التجزئة والتسوق
اليوم الجميع يشهد التحوّلات الجوهرية فى عالم التجزئة بفعل التكنولوجيا ويمكن قطاع التجزئة تحدديا وتأثير التكنولوجيا على سلوك المستهلك بدأ يظهر مع جاحة كورونا وظهور e-commerce platform والمشتريات أون لاين والتي بدأت نسبة مبيعاتها تتزايد بل تأخذ من نسبة مبيعات السوبر ماركت العادى ثم تطورت وزادت أكثر مع ظهور Dark store ومازال اليوم على مستوى الهيبرماركت أو محل بيع التجزئة يوجد العديد من الأفكار التي تعتمد على التكنولوجيا لجذب مزيد من الزبائن وتحقيق السعادة والرفاهية لهم أثناء رحلة الشراء مثل self-check out & البلوك تشين Food tracing & Smart trolley
طبعا الذكاء الأصطناعى بمزيد من تغذيته وتدريبه على معلومات محل التجزئة وسلوك وتاريخ مشتريات كل زبون هيتنبأ ويرسل للزبائن أحتياجاتهم برسالة صغيرة قبل ما يفكروا هما فيها ويزيد من طلبهم على مبيعات محل التجزئة اعتماد على Big Dataلفهم أنماط الشراء وتخصيص العروض حسب العميل ومش بس كده هيساعد AI في slime stock & Out of stock items & IoT for smart shelves وأيضا الواقع المعزز VR تجربة المنتجات افتراضيًا (مثلاً: تجربة الملابس المرايا الذكية أو الأثاث قبل الشراء).
على الرغم من التقدُّم والتطوُّر المذهل الذي تُحقِّقه التجارة الإلكترونية، إلّا أنَّ إلغاء التسويق التقليدي بشكلٍ كامل في المستقبل لا أتوقع حدوثه لأن مازالت ربة المنزل أو الزبون بصفة عامة يحب يمارس تجربة الشراء بنفسه ويتلمس ويتذوق ويقيس البطاعة بنفسه فالمتاجر التقليدية لن تختفى ولكن لن تعمل بدون التكنولوجيا.
لكن الأهم: الذكاء الاصطناعي لا "يقرأ الأفكار"، بل "يتعلّم أنماطك"، وهذا الفرق هو سر نجاحه أو فشله النهاردة شركة أمازون اعتمادا على AI بتتوقع احتياجات الزبائن طبقا للمنطقة والمدينة وتبدا تجهز الأغراض بأقرب مخزن لها توقعا بطلبها.
القضاء والمحاكم
بكل تأكيد ان التكنوبلجيا والواقع الافتراضى والجلسات الذكية من عن بعد ساعدت وستساعد بالمزيد من سرعة ودقة أجراءات التقاضى ولكن وجود محكمة أفتراضية بالكامل دون تدخل العنصر البشرى وتحديدا دور القضاة في فهم النزاع وتطبيق القانون وأحيانا روح القانون فلا أعتقد انه يمكن الاستغناء عن العامل البشرى بالكامل.
ولكن وبكل تأكيد الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون جزءًا من إصدار الأحكام أو التوصيات القضائية مع التحفظ على التحديات الأخلاقية والقانوية التي تواجه ذلك مثل اختفاء العنصر البشرى المتمثل في قاضى الموضوع قد يؤدى الى تحيز في الخوارزمات التي يعتمد عليها AI لأنه يجب تدريبه هذا بالإضافة لأنعدام المسؤلية الأخلاقية والأمنية لبيانات المتنازعين حيث أن استخدام الأنظمة الذكية قد يفتح الباب أمام تسريب أو إساءة استخدام معلومات قضائية، ما يتعارض مع أمانة القضاء وحرمة الخصوصية في الشريعة بالإضافة الى وجود تنوع المذاهب في الأديان السماوية لأهل المنطقة العربية من مسيحسن ومسلمين والذى سيحتاج لأدراك روحى وافتاء شرعة محدد جدا قد يعجز عن أدراكه الذكاء الأصطناعى.
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يدعم العدالة ويساعد القضاء، لكنه لا يمكن أن يحلّ محلها بالكامل في الدول العربية، ما لم يكن هناك توازن دقيق بين التقنية والقيم الشرعية.
فالعدالة في الإسلام مثلا ليست ميكانيكية، بل قائمة على الرحمة، والنية، والاجتهاد، وهي مبادئ يصعب برمجتها داخل آلة.
التكنولوجيا والرياضة
بدأت التكنولوجيا تدخل في مجال الطب الرياضى وتقييم وتحسيين مستوى اللاعبين ثم في التحكيم وتقنية ال VAR وهذا كله إيجابى ولكن الأخطر حاليا هو تسارع الأندية وتحديدا في أوربا في أستخدام الذكاء الاصطناعة وأدوات تكنولوجيا اخرى للتنبوء بأداء الخصم وتوقع إصابات اللاعبين، وتحليل الأداء ومن ثم تدريب لاعبيها للفوز على المنافس بناءا على نصائح الذكاء الأصطناعى وطبعا هذا سوف يصعب الأمر على الأندية الصغيرة والقليلة الإمكانيات للمنافسة العادلة ولا أقول الغير مشروعة لأن العلم والتكنولوجيا متوافرة ولكن طبعا له تكلفة وعشان كده هتلاقى تركز للقوة في أندية معينة.
الخلاصة هنا انه ومع اليقين بأهمية التكولوجيا وحتمية وجودها في حياتنا اليومية على كافة المستويات فلابد من سرعة التعامل مع هذه الظاهرة سواءا على مستوى الافراد وذلك بالتعلم يوميا شيء جديد وأن يحسن الفرد تطبيقه واستخدامه مع حسن إدارته لوقته واستخدام التكنولوجيا كأداة لتحسين دخل الفرد ومستواه بصفة عامة وهذا لن يأتى الا اذا كان عند كل فرد أرادة ورؤية واهداف مخطط لها بوضوح مع أن يضع نفسه في بيئة ومجتمع من الأصدقاء المفيدين الذين لديهم نفس الرؤية.
ودائما أنصح الشركات والمسؤلين بالحكومات بالاستثمار في التعليم والتعلم الرقمي مع دعم رواد الأعمال والمشاريع التكنولوجية وتوافر بأستدامة الخدمات الرقمية عبروصلات الانترنت فائقة السرعة للأفراد ولدى المؤسسات مقدمة الخدمة وهذا يحتاج إلى تطوير البنية التحتية الرقمية باستمرار لمواكبة كمية البيانات التي يتم التعامل عليها يوميا.
التعليقات