هنأ الكاتب الصحفي محمد منير، الفنان عادل إمام، زعيم الفن العربي، بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاده الـ85، اليوم السبت، مستذكرًا أول حوار صحفي أجراه مع الزعيم بعدما كان من أشد معجبيه في طفولته.
روى "منير"، عبر حسابه الرسمي على منصة "فيس بوك"، مغامرة أول فيلم حاول مشاهدته للزعيم عندما كان طفلا، ويقول: "كنا أطفالًا، وذهبنا إلى السينما الصيفي لنشاهد فيلم "رجب فوق صفيح ساخن"، لكننا لم نجد تذاكر، وكانت القاعة كاملة العدد، فقررنا أن نستأجر سلّمًا خشبيًا من عم سيد النجار، ونضعه على سور السينما الصيفي، ونجلس لنشاهد الفيلم من فوق السور".
وأضاف: "أذكر أن مدير السينما وقتها، اكتشف أمر السلم، فسحبه ونحن مندمجون في مشاهدة الفيلم.. انتهى العرض.. لنكتشف أننا عالقون على السور بلا سلّم.. لم يُنقذنا إلا صديق كان يشاهد الفيلم بالطريقة نفسها، وأعارنا سلّمه".
وذكر محمد منير أبرز الأفلام التي أشعلت في قلبه حبا كبيرا للزعيم، قائلا: "كانت أفلام عادل إمام مثل "المشبوه"، "عنتر شايل سيفه"، "شعبان تحت الصفر"، "على باب الوزير"، "خمسة باب"، "الأفوكاتو"، و"اتنين على الطريق" وغيرها من الأعمال، تُشكّل خزانة ذكرياتنا الأولى."
انتقل الكاتب محمد منير من مرحلة المشاهد المعجب إلى الصحفي الذي اقترب من عادل إمام، حاملا في قلبه مشاعر المعجب، فيقول: "مرّت السنوات.. وأصبحت صحفيًا. وبدأت تراودني فكرة أن ألتقي الزعيم، لا طمعًا في سبق صحفي، بل فقط لأقول له: "أنا أحد أولئك الأطفال الذين كبروا على أفلامك، وكتبوا أول ضحكة في حياتهم من شاشة كنتَ أنت بطلها."
وأكمل: "حين التقيته بعد تلك السنوات، لم أشعر أنني أمام نجم.. وفنان، بل أمام إنسان يُشعرك أنك تعرفه منذ زمن، لا لأنه مشهور، بل لأنه يشبهك: في لغته، في ضحكته، في ردّه التلقائي، وفي قدرته الغريبة على أن يجعلك تبتسم حتى في أكثر اللحظات جدية. فنانٌ مثقف، متواضع، بسيط، يُدهشك بحضوره، ويدهشك أكثر بإنسانيته."
وأكد الكاتب الصحفي محمد منير، أن الفنان عادل إمام كان هو ذاته، ذاك الذي عرفناه من فوق السور، ومن خلف تذاكر السينما، ومن جلسات البيت، ومن مقاعد المسرح. لم يكن يوماً مجرد فنان، بل ذاكرة حيّة.
وأشار إلى أنه في أحد الحوارات، سألوا العندليب عبدالحليم حافظ ذات يوم عن عادل إمام، فقال: "عادل أجمل اختراع للقضاء على الحزن."
وكتب "منير" عن عادل إمام: "لم ينحز يومًا إلا للبهجة.. ولم يقف يومًا إلا من أجل أن يُسعد جمهوره.. عادل إمام هو تلك الذاكرة التي جمعتنا، هو الوجه الذي كبرنا معه، هو الحضور الذي كان دائمًا أكبر من الشاشة… لأنه كان دائمًا واحدًا منّا."
وختم كلماته عن زعيم الفن العربي قائلا: "لذلك، حين نقول: "كل سنة وأنت طيب يا زعيم"، فنحن لا نُهنّئك فقط…نحن نُصافح الذاكرة، ونُربّت على أعمارنا التي مرّت بك، ونشكرك.. لأنك كنت لنا عمرًا من البهجة."
يُذكر أن الكاتب الصحفي محمد منير، أجرى حوارا تاريخيا مع الزعيم عادل إمام، نُشر في مساحة (10 صفحات) في مجلة نصف الدنيا، وصفحة كاملة في صحيفة الأهرام، وتم توزيع نسخة شريط فيديو لفيلم : تجربة دانماركية" هدية مع عدد مجلة نصف الدنيا".
التعليقات