صباح الخميس 9 أكتوبر/ تشرين الأول، أعلن الرئيس المصري التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في شرم الشيخ بجنوب سيناء، بين الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية في غزة بقيادة حماس، وذلك بعد المباحثات غير المباشرة بين الطرفين، وبوساطة مصرية قطرية، وفي ضوء الخطة الأمريكية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي.
ويمكن إبراز اهم بنود المرحلة الأولي من الاتفاق (حيث تم الاتفاق على تقسيم الاتفاق لمرحلتين أو أكثر)، الذي طال انتظاره، بعد عامين من الحرب الدامية على قطاع غزة، والتي خلفت ما يزيد عن 68 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف جريح، في الآتي:
- الوقف الفوري لجميع الأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة.
- انسحاب القوات الإسرائيلية لنقاط محددة لخارج مدينة غزة (وليس خارج قطاع غزة).
- إدخال المساعدات بكافة أنواعها للقطاع، على ألا تقل عن 400 شاحنة يومياً.
- الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة وعددهم، 20 شخصاً على قيد الحياة، و28 جثة، مقابل الإفراج عن 2000 سجين فلسطيني، منهم 250 شخصاً محكوم عليه بالسجن مدي الحياة.
- الحق في عودة جميع النازحين الفلسطينيين لمنازلهم، في وسط غزة وبعض المناطق في الشمال.
ويبدو للوهلة الأولي، مدي دقة ووضوح بنود المرحلة الأولى من الاتفاق، على أن تظهر الخلافات في تفاصيل المراحل المقبلة من الاتفاق. إذ تتضمن المرحلة المقبلة عدداً من النقاط الخلافية، مثل:
- حكم غزة بعد نهاية الحرب.
- الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ومدته.
- نزع سلاح حماس، وكيفية التعامل مع من تبقي من أعضائها.
- نشر قوات حفظ سلام دولية في غزة من عدمه.
- تشكيل قوات أمن داخلي في غزة.
- عودة النازحين لجميع لباقي المناطق الشمالية والساحلية والحدودية في غزة.
وتزداد صعوبة المرحلة المقبلة من الاتفاق، عند إدراك أن الفصائل الفلسطينية ستدخل المرحلة الثانية دون أي بطاقات للتفاوض بعد إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين (أحياءً وأمواتاً)، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال انقلاب إسرائيل على تعهداتها والتزاماتها، وخصوصاً في ظل خبرات سابقة في التعامل مع الإسرائيليين، وعدم احترامهم للعديد من الاتفاقيات السابقة لأسباب واهية.
ولعل ما يمكن أن يردع إسرائيل عن التملص من التزاماتها، هو رغبة الرئيس الأمريكي ترامب، في استمرار وقف إطلاق النار، والعودة لمسار السلام، والاتفاقيات الإبراهيمية، وخصوصاً التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وهو ما لا يمكن أن يتحقق دون صمود اتفاق وقف إطلاق النار، وعودة مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
التعليقات