قال معالي زكي نسيبة وزير دولة "أن مئوية زايد ليست فقط لذكر مناقبه ومآثره العديدة , ولكن للاستفادة من نهجه وأسلوبه في الحُكم والعمل على هداه، وخاصة أن الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان مؤسس الدولة , رحمه الله , ترك من خلفه مدرسة كبيرة هي مدرسة حُكم حيث تسير القيادة الحالية على نهجها" .
جاء ذلك في محاضرة نظمتها سفارة دولة الامارات لدى مملكة البحرين بعنوان (مئوية زايد) مؤخراً بمناسبة اليوم الوطني الـ٤٧ بالتعاون مع مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في المحرق،
وقد تطرق معاليه إلى حياة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعن أعماله ومآثره ورؤيته التي مكنته من القيام بالمعجزة وهي تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد شهد المحاضرة معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية بمملكة البحرين ، سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الدولية ورئيس مجلس أمناء مركز "دراسات"، سعادة وحيد سيار وكيل وزارة الخارجية للشئون الإقليمية ومجلس التعاون، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، وسعادة الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، سفير الدولة لدي مملكة البحرين , وعدد من السُفراء المعتمدين لدى مملكة البحرين وكبار المسئولين والإعلاميين والمهتمين.
وفي مستهل حديثه تطرق زكي نسيبة إلى مناقب الراحل الشيخ زايد في العديد من أوجه الحياة قائلا "كان الفقيد الشيخ زايد دائماً في مقدمة أفراد شعبه في الإشراف الشخصي والمساهمة الفاعلة في كل برنامج ومشروع تنموي خطط له، أو قام على تنفيذه في جميع الميادين التنموية والاجتماعية والسياسية وعلى كافة المستويات، فقد نجح الشيخ زايد في استقطاب كل من حوله للسير في مشروعه الطموح لبناء الدولة الحديثة، وفي حشد كل أطياف شعبه وشعوب المنطقة للالتفاف حوله وللعمل معه بنفس الاندفاع والإخلاص والجهد لتحقيق مخططات بعيدة المدى".
وحول انسانية الشيخ زايد تحدث معاليه عن فلسفة الأنسنة التي كان يتمتع بها القائد المؤسس , والتي انعكست في منظومة أفكار ورؤى فلسفية واجتماعية وسياسية أحدثت ثورة في الفكر الغربي، لأنها وضعت الإنسان الفرد بما ميزه الخالق من مكانة سامية في الكون في محور الاهتمامات للمجتمع، منوها بأن الشيخ زايد كان الدين عنده "عماد الحكم والتسامح والعدل والتقوى فالرحمة باب الرحمن والعدل أساس الملك والتمسك بالتقاليد والتسامح والتفاهم واحترام الآخر فلسفة الحكم".
وحول علاقات بلاده ومملكة البحرين أشار إلى "أن الشيخ زايد كان يصف علاقة بلاده مع البحرين بالعلاقة المحورية، وكان يردد ذلك كثيرا مع ذكر فضائل آل خليفة الكرام، وشعب البحرين على الإمارات وشعبها وخاصة في سنوات العزلة والحرمان، كما كان الشيخ زايد يؤكد في الكثير من المرات أن البحرين هي صمام الأمان لشعوب الخليج وللأمن القومي".
وتطرق زكي نسيبة إلى شبكة العلاقات المتينة والعلاقات الخارجية المثمرة التي أسسها الشيخ زايد، فعلى المستوى الخليجي عمل على تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام ١٩٨١، وإقليمياً سعى الى تسوية الخلافات وتقوية العلاقات مع جميع دول المنطقة، وعلى المستوى العربي شارك مشاركة فاعلة وعمل على تعزيز روابط التعاون والتعاضد، وعلى صعيد العالم الاسلامي ومع الدول النامية ودوّل عدم الانحياز بنى جسور الصداقة والتنسيق والتعامل وعلى المستوى العالمي فسعى لبناء شراكات استراتيجية ترتكز الى ربط المصالح الاقتصادية الحيوية المشتركة بمنظومة مباديء إنسانية سامية"
وأضاف أن "الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة عمل مع إخوانه حُكام الإمارات في أوقات صعبة وفِي مرحلة مضطربة سياسياً واجتماعياً وأمنياً واقتصادياً، فاستطاع من هذه البدايات بناء دولة الإمارات العربية المتحدة"، منوها بقوله "أن مئوية زايد ليست فقط لذكر مناقبه ومآثره والتي هي عديدة ومختلفة ولكن للاستفادة من نهجه وأسلوبه في الحُكم والعمل على هداه، وخاصة أن الشيخ زايد رحمه الله ترك من خلفه مدرسة كبيرة هي مدرسة حُكم حيث تسير القيادة الحالية على نهجها".
وفي ختام المحاضرة أشاد الوزير زكي نسيبة بجهود معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وبنشاط مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، والذي وصفه بالإنجاز الحضاري الرائع، مؤكدا أن مملكة البحرين كانت دائماً شعلة ثقافة منها انطلق التعليم والثقافة في الخليج منذ بدايات القرن العشرين، ولا زال هذا النشاط يتجدد والذي يحافظ على التراث وهوية البلاد و في الوقت نفسه ينفتح على ثقافات دول أخرى.
التعليقات