شهد زكي أنور نسيبة، وزير دولة، رئيس مجلس أمناء جامعة السوربون- أبوظبي، مساء أمس إحتفال الجامعة بتخريج الدفعة العاشرة لعام 2019. بحضور عدد كبير من المسؤولين وسعادة لودوفيك بوي، السفير الفرنسي لدى الدولة الإمارات وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية وذوي الخريجين.
وقال في كلمةً امام الحفل الذي أقيم في حرم جامعة السوربون- أبوظبي " يُشرفني الحضورَ والمشاركة في حفل تخريج الدُفعةِ العاشرة من طلبة جامعة السوربون أبوظبي.
وذكر أن هذا العرسَ الأكاديميَ يمثلُ محطةً مشرقةً في تاريخِ هذه الجامعة، والذي انطلقَ مع تخرجِ أولَ دفعةٍ من الطلبة في عام 2009، بتوجيهاتٍ رشيدةٍ من صاحبِ السموِ الشيخُ خليفة بن زايد آل نهيان، "حفظه الله"، والرؤيةِ الثاقبةِ والاستشرافيةْ لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقال معاليه " لقد تمّ افتتاح هذه الجامعة الفرنسية العريقة في 2006 لتكونَ صرحًا علميًا رائدًا، تُساهم مع المؤسسات العلمية الأخرى في بناءِ النهضةِ العلميةِ والثقافية في دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةْ، ومنذ انطلاقِها حرَصت الجامعةْ على أن تكون مؤسسةً أكاديميةً مُتميزة "توفّرُ لطلبتها" أرقى معايير التعليم العالي والبحثِ العلمي وخدمةِ المجتمع، بمعاييرَ تعتمدُ الجودةَ والتميز".
وأضاف قائلا: "إن الجامعة تحرِصُ على أن تكونَ منارةً علمية "توفر بيئةً ورسالة" وحصناً للحريةِ الفكريةِ والكرامة الإنسانية، "وموطناً للإبداع والابتكار" ومشعلاً للمعرفة "يُساهمُ في تعزيزِ الحضارة الإنسانية" وإنه التزاماً بهذا المفهوم، تضعُ الجامعةُ أولى اهتمامِها، "بناءَ الإنسانِ المسلح بالعلمِ" والمُحصّنِ بالمعرفة.
وقال إن المتتبعَ للتحولات والتغيراتِ المُتسارعة التي مرّت بها دولة الإمارات، والنهضةَ العلمية التي تحقّقتْ خلالَ فترةٍ قصيرةٍ "يشعرُ بالفخرِ والاعتزاز"، فشتّان بين الأمسِ القريب واليوم. فعندما نهضَ الشيخ زايد رحمه الله مع إخوانِه الحكام لبناءِ الدولة الحديثة، لم يجدوا من حولَهم سوى الأعدادَ الطفيفة من الخريجين الجامعيين المواطنين، الذين كانوا قد اضطروا إلى اللجوءِ إلى مدارسَ وجامعاتِ الدول المجاورة" "لقلّة عدد المدارس" وانعدامَ وجودِ الجامعات في إمارات الدولة آنذاك. لكن الشيخ زايد، رحمه الله، كان أولَ من آمن بأن التعليمَ هو البوابةْ الذهبية التي ينطلقُ منها أبناءٌ وبنات الوطن، إلى مسيرةٍ واعدةٍ، من التطورِ والازدهار والإبداع" في مختلف المجالات التنموية، وهو أول من قال "بالعلمِ تُبنى الحضاراتْ، وبالعلم تتقدم الأمم". وأنتم اليومَ الثمارُ المباركة لتلك المسيرة المجيدة.
وقال: "كلنا يذكرُ البداياتِ الأولى لهذه الجامعة العريقة، فقدْ بدأتْ ببضعةِ تخصصاتٍ وعدد قليل من الطلبة في بناية مؤقتة. لكننا مدعوّونَ اليومَ للإشادةِ بكلِ الجهودِ المخلصةِ والحثيثةْ من السادةِ أعضاءِ الهيئتين التدريسيةِ والإداريةْ، التي عملتْ على تطويرِ هذهِ الجامعةْ، التي تعكسُ عمقَ علاقاتِ الشراكةِ الاستراتيجية بين فرنسا و دولة الامارات العربية المتحدة، والتي أصبحت تضمّ اليومَ، أكثر من 1700 خريج، وتطرحُ عدداً كبيراً من البرامجِ الدراسية المُتخصّصة".
وأكد زكي نسيبة، أنه من حقنِا أنْ نحتفلَ اليومَ مع جامعةِ السوربون أبوظبي بثمارِ هذه الجهودْ؛ فها هي الجامعةُ توفرُ فُرصَ التعليمِ العالي في هذه السنةِ الدراسيةِ لحوالي (800) طالبٍ وطالبةٍ من مواطنينَ ووافدينَ يدرسونَ في تسعة (9) برامج معتمدة من برامجِ البكالوريوس، وثلاثة عشرَ (13) برنامجاً معتمداً من برامجِ الماجيستير. وقدْ ساهمتْ جامعةُ السوربون أبوظبي بتخريجِ أكثرَ منْ ألف وسبعمائة (1700) خريجاً، في مختلفِ التخصصاتِ العلميةِ، ليرفدوا سوقَ العملِ في جميع أنحاءِ العالم بالكوادرِ الجامعيةِ المؤهلةِ والمزودةِ بمهاراتِ القرنِ الواحدِ والعشرينْ، ويساهمُ كلُ هؤلاءِ الخريجينَ، في مسيرةِ التنميةِ والازدهارِ لدولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ والبلدانِ العربيةِ والأجنبية الأخرى.
ومضى قائلاً: "كلّنا ثقةٌ بأن التطورات التي تمّت مؤخراً باندماج جامعتين عريقتين، هما باريس أربعة وبيير وماري كوري، سيفتحُ البابَ مُتسعاً أمامَ برامجَ دراسيةٍ جديدة تلبّي احتياجاتَ سوق العمل المستقبلية، وتخدِمُ مسيرةَ البناء والتطوّر في مجتمعاتنا العربية والعالمية.
ونؤكد على أن جامعتَكم تسيرُ بخطى واثقة نحو التطورِ المُتسارع، الذي يجعلها من الروادِ في مسيرة التقدمِ والنماء، فمن خلالِ تعاوُنِها المثمرِ مع شركائِها في باريس، تستعدُ لاستقبالِ برامجَ أكاديميةٍ جديدة، تتوافقُ مع متطلباتِ اقتصاد المعرفة، الذي حددّت مسارَهُ الاستراتيجيةُ الوطنيةُ لدولة الإمارات.
وأشاد بجهود أعضاء هيئة التدريس والإدارة ومختلف أقسام جامعة السوربون، والتي ساهمت جميعها في نجاح هذه المؤسسة العريقة، قائلا: "سعيد أيضًا بالبدايات الجديدة لجامعة السوربون أبوظبي في هذه السنة الجديدة، من خلال مجلس إدارة جديد يسعى جاهداً لرسم استراتيجية تطوير تتوافق مع متطلبات العالم المستقبلية من حولنا وذلك من خلال تطوير البحوث والأنشطة الأكاديمية و مع عرض أكاديمي جديد و سلسلة كاملة من البرامج الجديدة.
وتابع: "افتتاح مركز السوربون للذكاء الاصطناعي في يناير 2020، والذي سيستضيف أول كرسي في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى التحديث في مجال إدارة السجلات وإدارة المحفوظات، المصممة بالتعاون مع الأرشيف الوطني، وفي مجال العلوم مع إدخال السنة التحضيرية في العلوم وشهادة في الرياضيات والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تطوير عرض التعليم المستمر والتدريب لكبار المديرين".
وأشار إلى أنه تم تحسين خدمات الطلاب مع إنشاء مركز وظيفي للخريجين منذ سبتمبر 2019، وافتتاح سوق صغير يديره طالب في نوفمبر.
وقال إنه من خلال تطوير فرص دولية جديدة للطلاب: بالإضافة إلى إمكانية النقل إلى جامعة السوربون في باريس، سيقدم تحالف الجامعات الاوروبية لهم فرصة للانضمام إلى المؤسسات الجامعية الأوروبية الكبرى الأخرى.
وفي كلمته بحفل تخريج الدفعة العاشرة من طلبة جامعة السوربون أبوظبي، قال البروفيسور جان شامباز، رئيس جامعة السوربون- باريس، نائب رئيس مجلس الأمناء بجامعة السوربون - أبوظبي: "نحن فخورون جداً بإنجازات جامعة السوربون أبوظبي، ويُبرز احتفالنا اليوم بتخريج الدفعة العاشرة الدعم الكبير والمُتميّز الذي تحظى به جامعة السوربون أبوظبي من قبل الحكومتين الإماراتية والفرنسية".
وأضاف: "نقوم في الوقت الحالي بتطبيق الخطة الاستراتيجية الجديدة لتطوير برامج جديدة في العلوم، الذكاء الاصطناعي في جامعة السوربون أبوظبي مع تطوير البنية التحتية للأبحاث بدعم من بعض الشركات. وأرى بأن هذا الأمر يُعدّ نجاحاً كبيراً لنا، ونحن سعداء للغاية للمُساهمة في تطوير هذه الجامعة العريقة هنا في أبوظبي".
ومضي يقول: "نفتخر بافتتاحنا امس أعمال الدورة الاستراتيجية البحرية المتقدّمة، والتي هي ثمرة التعاون بين القوات البحرية دولة الإمارات العربية المتحدة والقوات البحرية الفرنسية. وستقوم جامعة السوربون أبوظبي وجامعة السوربون باريس بتطوير برامج جديدة في مجال إدارة المحفوظات والسجلات إضافة إلى الذكاء الاصطناعي في خطوة لزيادة عدد الطلاب الإماراتيين وتدريبهم على أحدث ما تُقدمه العلوم والتكنولوجيا الحديثة ليُساهموا في بناء مستقبل وطنهم وفقاً لأرقى المعايير العالمية".
وأوضح شامباز، أنه سيتمّ اتخاذ قرار افتتاح مركز الذكاء الاصطناعي خلال جلسة اجتماع مجلس الأمناء الجديد في 26 يناير 2020، لافتاً إلى أن هذا المركز سيكون نسخة مُطابقة لمركز الذكاء الاصطناعي في جامعة السوربون باريس التي تُعدّ من أبرز الجامعات في العالم في مجال الرياضيات، علوم الكمبيوتر والروبوتات، لذا جاء القرار بإنشاء مركز الذكاء الاصطناعي للنخبة في جامعة السوربون أبوظبي يُقدّم البرامج التعليمية والأبحاث بالشراكة مع بعض الشركات الفرنسية والإماراتية.
واختتم شامباز كلمته قائلاً: "من المؤكد بأننا من خلال إقامة مركز الذكاء الاصطناعي في جامعة السوربون أبوظبي نهدف إلى المُساهمة مع كافة الشركاء في جامعة خليفة للذكاء الاصطناعي وغيرهم لدعم مسيرة البحث والتطوير العلمي وخلق المعرفة ونقل واستخدام الذكاء الاصطناعي في دعم المسيرة التنموية المُستدامة داخل دولة الإمارات".
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة لورانس رينو، المديرة التنفيذية بالوكالة، معلقةً بهذا الصدد: "أنا فخورة حقًا بالعمل لدى جامعة السوربون أبوظبي، وهي جامعة سريعة التطور والنمو تمكن الشباب من صياغة مستقبل العالم"، مؤكدة أنه "بوجود ما يفوق 900 طالب منهم من أبناء دولة الامارات، نجحت سوربون- أبوظبي بتعميق جذورها في دولة الإمارات".
وأضافت الدكتورة لورانس: "تتعامل الجامعة مع العديد من تحديات القرن الحادي والعشرين، وتضم طلبةً من أكثر من 65 جنسية من أنحاء العالم. إنها مؤسسة متعددة الثقافات يتعلم فيها قادة المستقبل قيم التسامح والعيش المشترك. إضافةً إلى ذلك، تساهم الجامعة في تمكين المرأة في المنطقة.
واختتمت: "فيما يخص الثورة الصناعية الرابعة، سيساهم إفتتاح مركز السوربون للذكاء الاصطناعي – أبوظبي في بداية عام 2020، بجعل جامعة السوربون أبوظبي أحد مراكز البحث الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وميادين الإفادة منه كالمناخ والبيئة واستكشاف الكون والصحة والطب – ناهيك عما يخص القضايا الأخلاقية والاجتماعية".
التعليقات