الفنانة الكبيرة عفاف شعيب؛ درست في المعهد العالى للفنون المسرحية؛ عام 1972 ولفتت الأنظار إليها في العديد من المسلسلات؛ التي عملت بها فأنطلقت بسرعه إلى السينما؛ من هذة المسلسلات؛ (مرت الأيام) و(أفواة وأرانب) و(قيس ولبنى) و(اليتيم والحب) و(دعاء الكروان) و(الشهد والدموع).
و اعتزلت التمثيل في أوائل التسعينيات ؛ثم عادت لتعمل فقط بالحجاب، عام 1998 في مسلسلات منها؛( إمام الدعاة) و(العار)و(طريق النور) و(موسى بن نصير) و(عائلة نجف) و(عقبة بن نافع ) و(رأفت الهجان).
ومن أهم أفلامها؛ (ضد الحكومة) و(امان يادنيا) و(المرشد) و(عنبر الموت) و(انتحار مدرس ثانوي) و(ابتسامة في نهر الدموع) و(الشرابية) و(الأونطجية ) و(الاختلاط ممنوع) و( أسود سيناء) و( كيدهن عظيم) (1983) و(الراجل اللي باع الشمس ) و(المعتوه ) و(وضاع حبى هناك) و(مسافر بلا طريق) و(خدعتني امرأة ) و( القضيةالمشهورة )
و( همسات الليل) .
وتقول الفنانة عفاف شعيب؛ قد تحجبت يوم 9 أكتوبر عام 1992م وبعد ثلاثة أيام؛ حدث الزالزال الشهير وكان رهبيا جدا ,وكانت الأرض تهتز تحتي وبدون شعور هتفت بأعلى صوتي؛ ((سلام قولا من رب الرحيم )).
فالفن في حد ذاته يقدم القيمة والمثل العليا ؛وهو رسالة طيبة؛ وإذا استخدم بطريقة مثلى في التعبير عن مشاكل وقضايا المجتمع؛ الذي نعيشه .
وهناك الكثيرات تحجبن بسببي ,فأنا أظهر بالحجاب وأقول قيما هادفة وسلوكيات نبيلة؛ ولهذا لم أخض معهن كثيرا في مسألة الحجاب؛ لأنها حرية شخصية .
وعرفت الطريق إلى هذه المجالس والندوات الدينية؛ عن طريق الحاجة ياسمين الخيام وكان اللقاء بمسجد الشيخ الحصري ؛وكنت دائما أستشيرها في الكتب الدينية؛ التي أقرأها وأحضرت لي كتبا كثيرة لعلماء الدين .
وبدأت أقرأ وأجتهد بيني وبين نفسي؛ حتى أفهم ديني جيدا وما يدعو إليه من مثل عليا ؛وقيم وأخلاق حميدة.
والشئ الوحيد الذي جعلني أوافق على رجوعي للفن ؛والأشتراك في عمل جديد , يحمل رسالة؛ ويقول كلمة طيبة؛ و يوجه النصح والأرشاد وأن يكون له هدف، وأن يسمح بظهور كما أنا بالحجاب .
على سبيل المثال مثلث بالتلفزيون مسلسل ((امام الدعاء))؛ و جسدت شخصية زوجة الأمام الراحل الشيخ (محمد متولي الشعراوي)؛ وهذا المسلسل يحسب لي في تاريخي الفني؛ و خطوة جيدة واتمنى تكرارها في أعمال دينية أخرى.
وعلى المسرح مثلث دور ((رابعة العدوية))؛وهذه الشخصية يمكن أن تكون نموذجا للمرأة المسلمة؛ في الزهد و التقرب الى الله.
وقد أحببت ((رابعة العدوية)) ؛ لمعرفتي بسيرتها ؛ وليس أجمل من وصفها لهذا العشق بقولها: ((أحبك حبين .. حب الهوى .. وحب لأنك أهل لذالك)).
بعد قرار ارتدائي للحجاب؛ كان لابد أن أحرص على تقديم نموذج للمرأة المسلمة العربية ؛في أحسن صورة لها وهو ما أقدمه بالفعل بعد عودتي للتمثيل.
فالحجاب ليس مجرد ارتداء لزى معين ولكنه سلوك وتصرفات؛ ولابد من توافر مواصفات معينة؛ في الأدوار التي أقدمها ,فالحجاب هو حجاب عن هوى القلب؛ أيضا ولابد من توضيح ذلك في العمل الفني.
وأنا لا أخجل من أي دور أو شخصية؛ لعبتها سواء على شاشة التلفزيون؛ أوعلى شاشة السينما؛ لأنها كلها نمط من الأدوار الدرامية الجادة والملتزمة ؛ولم أقدم صورا مبتذلة لا تتناسب مع طبيعتي.
فمثلا دوري في مسلسل (الشهد و الدموع )؛هو في سباق الأدوار التي تقدم النصيحة والقدوة؛ لكل مشاهد أو متلق لأنها تعكس ضرورة أن يكون أفراد الأسرة؛ جميعا متعاونين تسودهم روح الألفة و المودة و التكافل؛ التي دعانا اليها .
وأمرنا بها الله سبحانه؛ و تعالى و كذلك أدوار أخرى قدمتها من قبل تدعو الى الأخلاق؛ و المبادئ الكريمة و النبيلة .
والفن له دور حيوي ومهم في المجتمع؛ و لا بد أن أسهم عن طريق هذا الدور؛ بشئ ما في صالح مجتمعي و خدمة أبناء وطني.
فلا بد من تقديم نماذج جيدة من البشر ؛ وشخصيات نقية؛ و هو ما أحرص عليه.
أريد نوعية جديدة من أدوار المرآة تختلف تماماً عما يكتب اليوم؛ و أريد دوراً معبراً عن المرآة العاملة ؛في كافة المجالات بمشاكلها ومتاعبها وتحملها المسئولية سواء في البيت أو في الشارع أو في العمل لأن حياة المرأة؛ الآن مليئة بالأحداث الهامة والهادفة .
وما أكثر الأدعية من القلب، ولكنني مع ذلك أحب دعاء ((ربنا اجعلنا عبيد إحسان وليس عبيد اختبار)).
التعليقات