القرآن .... دستور الحياة .... لك تفسيره ومحاولة فهمه وله الاحترام والتسليم به .... فما دون ذلك لك مطلق الحرية في التفكير والمناقشة والإيمان .... فحتى الأحاديث النبوية لك فيها حق البحث والتفكير لمعرفة الصحيح منها والضعيف ....
العادات والتقاليد لها منا كل تقدير واحترام فيما يتوافق مع شرعنا وطبيعتنا كبشر .... لم يعانِ من العادات والتقاليد المؤذية المهينة أكثر من المرأة .... ولكن مع مرور السنين وانفتاح العقول وجدوا أن معظم هذه العادات والتقاليد تعد انتهاكا لحقوقها وجسدها .... بدأت الأمم بتجريم بعضها كالزواج المبكر والختان .... ولكن ما زال هناك العديد من القضايا التي لم يُنطق فيها الحكم النهائي بعد .... وبهذا فلا قوة في تبرير أن هذا ما كبرنا عليه وعاهدناه وبأن هذه هي العادات والتقاليد .... فالعادة مجرد سلوك متوارث في يدنا تغييره ولكل تغيير بداية ....
سمعت قصة آلمتني وأحزنتني ولكنها أيقظتني .... عائلة كبيرة متيسرة الحال .... قرر الوالدان وضع قانون للتعليم في المنزل .... الولد الأكبر لا يتعلم ليساعد الأب في العمل .... والبنت الكبرى لا تتعلم لتساعد الأم في أعمال المنزل .... والولد الثاني والبنت الثانية يتعلمان .... والولد الثالث والبنت الثالثة لا يتعلمان وهكذا دواليك .... حيث عندما يتزوج الكبار يكون بالمنزل من يخدم .... لم يفكر الأب والأم في مصير هذا القرار .... الغيرة بين الأخوة؛ بسبب اختلاف صحة ووضع وحياة من تعلم ومن لم يتعلم .... فكان القرار هادفا إلى بناء نظام يسير عليه هذا المنزل فما بعد ذلك ليس في نطاق تفكيرهم ....
وفي أغلب العائلات قديما كان يسير هذا النظام على النساء فقط عندما يكون الأب موظفا على درجة حكومية فليس بحاجة إلى مساعدة في عمله .....
ومع ذلك كان قانون المنزل ينص على أن الولد هو من يتعلم وهو من سيعمل في المستقبل .... والبنت تجلس في المنزل تخدم وتساعد في شؤونه .... فهي مسئولة من أبيها وبعده من زوجها ....
كان مستقبلها في يد غيرها .... وكان هناك ما تأخذه في مقابل ما تعطيه فلم يكن بالأمر استباحه لصحتها ومجهودها ....
إن مصدر عادة أن أعمال المنزل والخدمة للمرأة كان فكرة توزيع للأعمال وليس بدستور يجبرها على القيام بأمور المنزل مع الدراسة أو العمل في صحتها وفي مرضها ....
خرجت المرأة وطالبت بحقوقها بمسك زمام أمورها وبأن لها الحق في إدارة مستقبلها .... رحب بها الرجل في حياة العمل بدهاء ....
بدهاء ... استطاع الرجل أن يجعل ما يرضي المرأة في صالحه هو وليس هي .... في حين كان للرجل الشرقي حقوق في أن يُخدم في منزله كانت عليه واجبات بأن ينفق على منزله بمن فيه .... كان الرجل الغربي يقول بأن المرأة ليست بخادمة لذلك فعمل المنزل علينا معا .... ولكن في مقابل ذلك ستساعدني في الإنفاق على المنزل .... حقق كلاهما التوازن بين كفتي الميزان .... يعطون ويأخذون ....
إ
لى أن جاء الرجل بوضع دستور غريب .... مزج بين الرجل الشرقي والرجل الغربي بأخذ مميزات كليهما وترك المسئوليات .... فقال " أنا أعترف بحقوق المرأة وكينونتها فاعملي وانفقي علي نفسك فمثلك مثلي هكذا يفعل الغرب .... ولكن أنا لن أساعدك في أعمال المنزل فأنا رجل شرقي وهذا من عمل المرأة !!!!"
فإذا كانت المرأة هي من ستخدمك وهي من ستنفق على نفسها .... فماذا ستقدم أنت ؟؟؟
عندما يُقال للمرأة اعلمي أنك إنسانة لكِ حقوق مثلما عليكِ واجبات .... يُقال هذا من عمل المطلقات المعقدات يريدن الخراب للبيوت ....
كل ما يُقال وما سيُقال ليس موجها إلى المرأة القوية .... بل موجها إلى نوع من النساء ذكره الحاج عبدالغفور البرعي واصفا امرأته وابنته الكبرى " النوع ده من الحريم يا سيد إذا مكنش نصيبه مالدنيا راجل يعاملها بما يرضي الله ينضحك عليها وتتبهدل."
تُطالب المرأة الآن بكل شيء .... فالمسئولية والحمل على عاتقها وحدها .... ولم يجد الكبار ما يقدمونه من نصيحة لأولادهم عند الزواج إلا أن ينصحوا الولد بأن يتزوج من بنت أصغر منه بكثير لأن المرأة يظهر عليها السن مبكرا أسرع من الرجل .... كعادتهم يعالجون العرض وليس المرض ....
الصحة طاقة ..... تتحول من صورة لأخرى ولا تستحدث من العدم .... فمن أمامك الآن هي امرأه لم تحبها فهانت عليك .... فاستمريت تأخذ منها كل طاقة ونور ولم تبادلها .... فهي لم تشب بل أصبحت مستنفذة .... فعندما وصي الرسول (ص) بالرفق بالنساء كان يعلم بأنه سيأتي زمان يُطلب من المرأة فيه ما لا تستطيع .... وما لا يطاق .... "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي" ....
التعليقات