كانت أمسية جميلة وكان موجود فيها بعض الأصدقاء المقربين لي ومن بينهم سعاد حسني.
بعد العشاء وكنا مازلنا جالسين على مائدة الطعام، بدأنا السهرة بتشجيع سعاد لي ومساعدتي في القاء بعض النكات والكلام على بعض المواقف الساخرة، بدأت أحكى على موقف ساخر حدث مؤخرا لآحد اصدقائي وهو طبيب كبير السن وفى غايه الوقار والإحترام ويشغل منصب رفيع ، سافرت زوجته الانجليزية إلى شمال إنجلترا لزياره والدتها ، وبقى بمفرده فى لندن مع أولاده الثلاثة، حضر من العمل فى المساء كالعادة وقالت له إبنته: إحنا عايزين نتعشى فراخ محمره (كنتاكي) علشان موش عايزين نطبخ الليله ، وفعلاً ذهب إبنه لشراء الفراخ المحمرة.
أحضر الابن جردل فراخ (كما يسمونه)، وجلس الاربعه للعشاء ، كان صديقى جائع جداً فأكل أربع قطع من الفراخ المحمره اللذيذه ، وفى نفس هذا اليوم وبالصدفه وصل صديقى بالبريد دواء من أدويه التخسيس يسمى (زينكال Xenical) فكرة الدواء أنه يبطيء من عمل الأنزيم المخصص لامتصاص الدهون ولذا يسمح بامتصاص 70% فقط من الدهون والباقى أى حوالى ثلث الكمية التى يتعاطاها الإنسان من دهون ينزل مع الإخراج.
بعد أن أكل صديقى هذه الأكله الدسمه قرر أخذ كبسوله من هذا الدواء ليجربه ولكن وبعد شويه تفكير وجد أن كبسوله واحده غير كافيه لذا آخذ كبسولتين وبعدها ذهب إلى حجرة نومه للقراءه قبل النوم كعادته ، وبعد انتهائه من القراءة وجد جريدة الأهرام التي كان لم يقرأها بعد ، كان نائماً على ظهره ورافعاً رأسه بمخدتين وبينما هو مستغرق في القراءة وجد نفسه ينزلق إلى أسفل، عدل نفسه وهو لا يعرف سبب هذه الظفلطة، قال جايز عدد الاهرام هذا فيه حاجه غير عاديه ، حدث هذا ثلاثة مرات حتى تأكد أن الجريدة مظلومــــة في هذه الزحلقة ، قام من السرير ويالا الهول على رأي الاستـاذ ( يوسف وهبي)، لقد وجد السرير كله مليء بالزيت، ذهب على الفورً إلى الحمام الملحق بحجرة نومه وهو عمال يسرسب زيت حتى أنه جائت له فكرة الإنضمام إلى منظمة الأوبك الدولية لأن كمية الزيت الذي أنتجه في هذه الليلة أكثر مما تنتجه السعودية في أسبوع كامل، كنت مسترسلاً في الحكاية كالعادة والجميع يضحك ضحكاً هستيرياً ونظرت إلى سعاد فوجدتها تضحك والدموع تنساب على خديها من شدة الضحك (الله يرحمك ياسعاد كانت ضحكتها أجمل ضحكة) هذا شجعني على الاستمرار في الحديث، أخذ صديقى حمام سريع ثم نظر إلى ملاءة السرير وارتابته خضة فظيعة ماذا يقول لأولاده في الصباح عندما يشاهدون سرير والدهم الذي يحترمونه طول عمرهم وعليه بقعة الزيت الكبيرة، عند إذن هب صديقى مسرعا فى تغيير الملاءات وكل الفرش من على السرير وأخفاهم بعيداً . لم يضعهم في غرفة الغسيل وقرر ان يسلمهم باليد لزوجته عند رجوعها بالسلامه ويحلفها بأغلظ الأيمان أن لا تقول حرف واحد للأولاد وطبعاً زوجته أخذت تضحك مدة أسبوع على هذا الموضوع وطبعاً أخبرت أولاده وأولاد الجيران كمان.
كانت ليلة جميلة جداً كنا جميعاً نضحك من قلوبنا لدرجة أن سعاد غيرت جلستها لأن فكها الأيمن بدأ يؤلمها من كثرة الضحك. وفي نهاية السهرة أخذناها أنا وزوجتى فى سيارتي لتوصيلها إلى منزلها كالعاده وواصلنا الضحك والقفشات، كانت سعاد تحب جداً هذه الجلسات المسائية الخفيفة وقد أمضت ليالي كثيرة جدا في منزلي كتلك الليلة. وفي السيارة وعدتني سعاد بأنه عند رفتي من وظيفتي ستجد لي عمل في التمثيل لأنهم دائماً وأبداً محتاجين إلى كومبارس.
عند رجوعي انا وزوجتي إلى المنزل وجدت رسالة على الفاكس تنتظرني في مكتبي، أخذت الفاكس وقرأته فوجدته من الإنسانة الرقيقة سعاد وتبينت أنه عندما أوصلنا سعاد إلى منزلها في حوالي الساعة الثانية صباحاً لم تصعد إلى شقتها بل توقفت في حجرة حارس البناية الموجود فيها أجهزة التليفون المركزي وجهاز الفاكس وقامت بكتابة هذه الرسالة وأرسلتها لى عبر الفاكس ..
هكذا كانت سعاد جميله من الخارج وأجمل من الداخل.
التعليقات