لطالما انجذبت لكل من يمتلك شغفا .... بصفة عامة ... كونك تحب شيئا لدرجة أن تقف أمام العالم لتأخذه .... غناء، تمثيل، كرة قدم أو حتى الرقص؛ الذي عشقه الفنان محمود رضا وأبدع فيه بتقديمه لفرقة تحمل اسمه .... فما أجمل أن يحب إنسان شيئا ويكون على استعداد تام بأن يكرس له حياته .... وما أجمل هذا الشخص الشغوف المليء بالحب والطاقة والعطاء ....
وإذا كان هذا الشغف إلي اللغة العربية وآدابها أصبح أجمل وأجمل .... الدكتور صلاح فضل .... رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب جامعة عين شمس منذ عام ١٩٧٩، مؤسس قسم اللغة العربية وآدابها عام ١٩٧٥ في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك .... سبق له أن ترأس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية ، وانتدب عميدا للمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون في مصر في عام ١٩٨٥ حتى عام ١٩٨٨ ..... وعددا من المناصب الرسمية والشرفية في مصر وإسبانيا حيث درس الدكتوراه في الآداب في جامعة مدريد المستقلة ....
كونك نابغة في الدراسة لا يعنى بالضرورة نبوغك في التدريس وتوصيل المعلومة .... فهناك من يعرف ولا يستطيع التعبير وهناك من يستطيع التعبير ولكنه لا يعرف .... وقليل من يعرف ويستطيع التعبير .... ليصبح ناقدا مفكرا مترجما ورجلا أكاديميا بحتا .... أحب التعليم وأحب أن يفيد حقا وخاصة الشباب .... لم يؤثر علمه على طلاب قسمه في الجامعة فقط .... بل أخرج إلي الشباب مجموعة كبيرة من الكتب الدراسية تحوي محاضراته في الأدب والنقد .... بصورة مبسطة سلسة شرح مناهج النقد الحديث في الشعر والنثر .... فكانت رسالته في الحياة أن يعلم النقد لكل من يحب فوجه علمه للشاب المبتدئ أكثر من الباحث الدارس ....
كان حارسا من حراس اللغة العربية كما وصفته وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني ....
توفي الدكتور صلاح فضل وبقي أثره .... رحل عن عالمنا الذي أضاف إليه وأثراه .... تاركا تاريخا مرشدا لكل عاشق للغة العربية وآدابها .... نعاه المثقفون والكتاب ... أصدقاء وتلامذة .... هيئة الكتاب .... دار الكتب والوثائق القومية .... شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب .... أكاديمية الشعر ومركز أبو ظبي للغة العربية ....
فبالتأكيد لوفاته وغيابه حزن وأثر في العيون .... ولكن هناك سعادة أكبر في القلوب من أجله .... " إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له." صدق رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ....
فله العلم .... وله عدد من الأولاد بعدد تلاميذه من عاصره ومن سيأتي من بعده ليستفيد من علمه والدعاء له .... فله الأجر والثواب .....
بكل حب وتقدير ننعي الدكتور صلاح فضل .... شاكرين له على عمره وشبابه الذي أفناه فيما أحب وفيما أحببنا .... فخورين بأننا عاصرناه وشاهدناه .... سائلين الله تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة ويغفر له خطاياه ويسكنه فسيح جناته ....
وإلى لقاء قريب مهما بعد .....
التعليقات