يغنى سعد لمجرد فى (شرم الشيخ) بعد أن حصل على كل الموافقات الأمنية والنقابية، تابعنا قبل أيام (هاشتاج) للمطالبة بإلغاء الحفل، بسبب اتهامه فى قضايا متعددة فى المغرب وفرنسا بجريمة الاغتصاب، ناهيك عن شائعات التعاطى والإدمان التى تلاحقه قبل خمسة عشر عامًا.
فى عدد من الحفلات السابقة، كانت تنجح (السوشيال ميديا) فى الضغط وتلغى الحفل.. هذه المرة فشلت فى فرض إرادتها.
سعد لمجرد فنان ابن فنان، حصل على عشرات من الجوائز العالمية والعربية، بعضها رسمى من الملك محمد السادس. الملاحقات القضائية لم تنته إلى إدانة صريحة بالسجن. وقضايا مثل (الاغتصاب) لا تموت بالتقادم.
سعد حقق قبل أيام المركز الأول فى 2022 مع إليسا بـ (دويتو) كتبه أمير طعيمة، ولحنه رامى جمال (من أول دقيقة)، الأغنية تقطر رومانسية وتضحية، وصدقته الجماهير، وتفوق بالأرقام على عمرو دياب وتامر حسنى وراغب علامة.
بديهى أن مشاعر الناس تتأثر سلبا بهذه القضايا، إلا أن هذا يبدو فقط على المستوى النظرى، بينما عمليا الأمر لا يستمر طويلا.
بين الحين والآخر، نتابع (هاشتاج) بمقاطعة هذا النجم أو تلك النجمة، وتتم الاستجابة لأسباب أحيانا سياسية، مثلما حدث قبل بضع سنوات مع كاظم الساهر، ألغوا حفلًا له فى اللحظات الأخيرة بالكويت رغم نفاد التذاكر، لأنه غنّى لصدام حسين وهو ما وضع الجميع فى حرج، ومن أيدوه وقطعوا التذكرة مؤكد كانوا ضد غزو العراق لدولة الكويت، ولكنهم لم يحسبوها سياسيًا، إلا أن قرار الإلغاء عادة ما يستمد قوته التنفيذية من اعتبارات أمنية.
المقاطعة حتى لو استندت ظاهريا لأسباب منطقية، فإنها لا تتحقق بالضرورة واقعيا، تنجح المقاطعة فى حالتين فقط: إذا اتكأت على قرار أمنى، أو كان الفنان يعانى بقدر ملحوظ من الخفوت الجماهيرى، فلن يجد ظهيرًا شعبيًا يحميه.
سعد لمجرد سبق فى السنوات الأخيرة أن ألغيت له حفلات خارج وداخل مصر، لأنه افتقد الحماية الأمنية، رغم تمتعه بالحماية الشعبية.
الجمهور لديه حسابات أخرى.. يريد المتعة اللحظية، فى البداية يبدأ الغضب عارمًا، يملأ الفضاء الاجتماعى وينتقل للفضائيات وتشعر أن الفنان يحفر بيديه قبره، حدث ذلك كثيرا مع شيرين، وبعد أن تقرأ عشرات المطالبات بالمقاطعة، (تعود ريما لعادتها القديمة) وتعلن عن حفل جديد لها فى مطلع هذا العام بالكويت، والتذكرة المميزة ارتفع سعرها إلى ما يساوى 20 ألف جنيه مصرى، ضعف الرقم الذى حققه عمرو دياب فى حفلات (العلمين).
الجمهور زجزاجى فى مشاعره (حبة فوق.. وحبة تحت)، يصل لذروة الغضب، وتعقبها ذروة التسامح.. مؤكد قضايا التعاطى أو التجاوزات اللفظية ليست مثل الاغتصاب، لا مغفرة للمغتصب.. المخرج العالمى رومان بولانسكى منذ نصف قرن اعتدى على قاصر فى (لوس أنجلوس)، وسامحته الضحية التى صارت الآن جدة، إلا أن الناس لم تسامحه، ولا يزال مطلوبا أمام القضاء الأمريكى، ويلاحقه الإنتربول الدولى فى أكثر من مطار، كما أنه فى أكثر من مهرجان بعد إعلان تكريمه يتم الإلغاء، المهرجانات تقبل مشاركة أفلامه، ويحصل أيضا على جوائز، إلا أنه لا يستطيع تسلم الجائزة بسبب غضب الجمهور.
سعد لمجرد لم يتلقَ حتى الآن إدانة صريحة بالاغتصاب، بدليل أنه يحيى الحفلات فى العديد من الدول.. الناس وضعت خطا فاصلا بين المتهم الذى من الممكن أن يحصل على البراءة وبين الفنان، وانحازت للمطرب الرومانسى.. وحتى إشعار آخر!.
التعليقات