إنظر لصورتك منذ ١٠ سنوات ..هل ترى فيها نفس الشخص..
أعد النظر مره أخرى. أعدها أخرى..ركز في أركانك ..ركز في ملامحك..راجع نظرة عيناك .. تفاصيلك الظاهره والباطنه ..
لا تحاول إقناع نفسك أنك لم تتغير . لست نفس الشخص مهما حاول عقلك خداعك.. فلا تظن ولو لبرهه أنك أنت نفس ذلك الشخص منذ 10 سنوات ولا منذ سنه واحده ولا منذ شهر واحد حتى .
لا تظن أن السنين والأيام والليالي لم تنحتك من جديد. لتعطيك ملامح أقوى ونظرات أعمق وفكر مختلف. فمنظورك للرؤيه تغير، اهتماماتك تغيرت..ردود أفعالك تغيرت . فلم تمر تلك الأيام عليك هكذا مرور الكرام ولكنها أبت إلا أن تترك بصمتها على جبينك وعقلك وروحك ..
كم صدفه مرَّت عليك إنقلبت عليك بها حياتك وطريقة تفكيرك و ثقتك بنفسك واخترقت حتى خيالاتك , بل قد تكون تسببت في انقلاب حياتك كلها ...
كم مره انتصرت ورفعت رأسك شامخا..
كم حرب خضتها وكنت ذلك الفارس المغوار..
كم مره انكسرت لتجدك لا تستطيع حتى النظر لنفسك .
كم مره خُذِلت، وكم مره نُصِفت ، كم مره ظُلمت وكم مره ظَلمت.
كم ليله مرت وأنت تخطط لإنتصار جديد أو تبكي لسقوط وهزيمة قاتله..
كم يوم مر عليك وأنت تائه وسط أفكارك تصارعها و تلملمها من كل مكان ولا تستطيع..
كم مره اصطدت العديد من منح التفكير الربانية التي خَلقت منك إنسان جديد..
تَغَيَّرت وتَغَيَّرت يقينًا وواقعًا. تَغَيَّرت وتَغَيَّرت أحلامًا وخيالًا. .
تغيرت وبشده, ولن تسمح لك الحياة في هذه اللحظات لِتَعْبُرها سوى حاملًا لسلاح واحد, ألا وإنه الوعي , الوعي بأنه كيفما إكتسبنا في الرحله العديد مما هو سيئ, ففي جُعبتنا أيضًا العديد والعديد مما هو حسن, ساندنا طويلًا في الماضي وسيساندنا فيما سيأتي.
الوعي بأن للآخر علينا حق التَقَبُل ,فما طرأ علينا من تغيير طالهُ بالطبع أيضًا. ولا يعتد أبدًا بمنطق أن الزمن مر علينا ولم يَمُر عليه . أو أن يكون ما أصابه من تغير في روحه هو درب من دروب الخذلان المعلن أو المقنع. فقد عاش وكبر ونضج و وعى بمنظور قد يختلف بطريقة أو بأخرى عن منظورك ..قد لا تتخيل مقداره أو قوته ، وقد تكون إلى اليوم تحاول أن تفهمه وتبحث عنه ولم تصل إليه. فلا تطلب مالم تقدر أن تكونه أنت لنفسك.
فقد تغير الزمن، وتغيرت الأشكال, وتغير الطموح ..سنة الحياة ووجب تحقيقها بكل أركانها . فآمن بنفسك الآن وغدًا. وعش وساعد نفسك وغيرك لتكونوا أفضل نسخه منكم تنتج وتنضج وتعلوا إلى السماء.
التعليقات