يوم وفاتك يا أبي ... اختفت كل ألوان الدنيا واكتسى الرمادي الباهت كل ما حولي... حتى الورود ذات الألوان الزاهية باتت سوداء... هل توقفت الطيور والعصافير الشدو ذاك اليوم... أين اختفى ضوء الشمس الساطعة...
هل تغيرت النواميس... أم تغيرت أنا...
ليله بكى فيها قلبي لتذرف الدنيا الدموع...
فقدت فيها قلبي الدفين في صدري... الذي طالما هدهدته أبي... لكنك لست هنا لتصلح ما أصابه...
كنت أعلم أن ذاك اليوم آت. ولطالما هيئت قلبي لهذه اللحظات... ولكن كل هذه الإعدادات اندثرت... دفنت معك...
وكأني لم أخبره أن هذا ما سيحدث...
قلبي انكسر دونك لأسمعه يئن في صمت... يذرف دموعا في صمت... يتألم دون أن يتنفس... فهل ما زالت للأنفاس قيمه اليوم...
كنت أناديك وما زلت حبيبي... فأنت حبيبي الأبدي...
علمت أنك راحل قريبا... ولكن فقدانك كان أسرع مما تخيل عقلي البسيط... قضاء الله كان كالسيف، قطع في لحظات...
كنت أعلم أنك كنت تعاني من المرض، لكني كنت أعتقد أنك ستتعافى. كنت أعلم أنك كنت تكبر في السن، لكني كنت أعتقد أنك ستعيش معي طويلا.
لكنها الأقدار أبي... غادرتني وتركتني أواجه الدنيا. كمْ كنت أحتاجك اليوم كثيرا. تسندني كعادتك. تهيئ لي طريق الصمود لاستمر أبدا...
جلست بجانب سريرك في المستشفى، ونظرت إلى وجهك الشاحب. المس جسدك البارد... الذي طالما كان هو منبع الدفء... لأشعر بالصقيع يجتاح جسدي ويستمر للأبد...
كنت أريد أن أقول لك كمْ أحبك، كمْ كنت أحتاجك، كمْ كنت أتمنى أن تبقى معي. لكني لم أستطع.
الألم تتفوق على كل أنوع الألم...
القلب ينهار وجعا من تعدد الكسور...
ما زلت أسمع اسمي بصوتك... تهمس لي... أو حتى تغضب على...
اعلم أنك في عالم أفضل... ولكني أفتقدك جدا...
تركت كل أشيائك في نفس مكانها... نظارتك. مصحفك. قارورة المياه... كمْ تمنيت ان اختلس بعضها لأحتضنه دائما... ولكن صوتك برغبتك الدائمة في ابقاء كل مكان كما كان منعني...فلا داعي اليوم أن اغضبك.. قد لا نتلاقى لأراضيك..
سأظل أتذكرك دائما... ستظل معي ابدا... سأظل أحتفظ بك في قلبي. الى انتظار اللقاء...
أحبك يا أبي، وسأظل أحبك دائما. حتى لو فرقتنا العوالم. ستبقى تتصدر قلبي وروحي واشيائي. فأنت كل الحب يا حبيبي...
التعليقات