صدر العدد الجديد من مجلة "أقلام عربية"، يحمل الرقم 97 بتاريخ يناير 2025، ليواصل مشواره كمنبر ثقافي فني فكري أدبي مميز، يسعى إلى تقديم إضاءات عميقة ومتنوعة على الساحة الثقافية العربية. هذا العدد يدشن السنة التاسعة من عمر المجلة، ويأتي بمجموعة من المواضيع التي تعكس تنوع اهتماماتها وشموليتها.
تحت عنوان "أعوام أقلام"، قدمت رئيسة التحرير، سمر الرميمة، افتتاحية العدد 97 من مجلة "أقلام عربية"، التي جاءت بمثابة تأمل عميق في مسيرة المجلة وموقعها على خارطة الإعلام الثقافي العربي. استعرضت الرميمة أبرز المحطات التي قطعتها "أقلام عربية"، مشددة على الروح المميزة التي تحملها كمنصة أدبية وفنية وفكرية متجددة، تسعى إلى استقطاب أبرز الأقلام وإثراء الحوار الثقافي العربي.
وتناولت الكاتبة في افتتاحيتها التحديات التي واجهتها المجلة منذ تأسيسها، مشيرة إلى أن "أقلام عربية" نجحت في تحقيق توازن فريد بين التمسك بهويتها الأصيلة والانفتاح على كل جديد. كما أكدت أن المجلة ليست مجرد وعاء للنشر، بل مساحة تفاعلية تحمل رؤية شمولية تُعنى بالمبدعين في كافة المجالات، مشيرة إلى أنها استطاعت أن تكون منبرًا مفتوحًا لكل من يحمل إبداعًا، سواء كان أديبًا مخضرمًا أم موهبة شابة.
وأوضحت الرميمة أن "أقلام عربية" تشكل جسرًا حيويًا بين الفكر والثقافة والإعلام، حيث أشارت إلى أهمية بناء قنوات حوار ثقافي تواكب التغيرات الاجتماعية والسياسية. ومن هذا المنطلق، سلطت الضوء على المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق الإعلام الثقافي في مواجهة التحديات التي تهدد الهوية والتراث الثقافي العربي. ولم يفت الكاتبة أن تعبر عن شكرها العميق لجميع الكُتّاب والمبدعين الذين أسهموا في إثراء صفحات المجلة بمقالاتهم وقصائدهم وتحقيقاتهم. كما وجهت رسالة إلى القراء الذين يشكلون جزءًا لا يتجزأ من نجاح المجلة، مؤكدةً أن هذا النجاح لم يكن ليكتمل لولا دعمهم المستمر وثقتهم.
واختتمت الرميمة الافتتاحية بتوجيه رسالة أمل إلى كافة الأطراف المعنية بالمشهد الثقافي، مؤكدةً أن "أقلام عربية" ستظل منبرًا للإبداع والتعبير الحر، وستواصل مسيرتها في استكشاف آفاق جديدة لتقديم محتوى يليق بالمثقفين والقراء العرب. يمكن القول إن افتتاحية العدد 97 لمجلة "أقلام عربية" لم تكن مجرد استعراض لإنجازات المجلة، بل كانت بمثابة بيان ثقافي يدعو إلى مواصلة العمل الجاد من أجل إثراء المشهد الثقافي العربي، والتمسك بروح الإبداع في مواجهة كافة التحديات
"ماذا يعني أن تتوقف الحرب" للدكتورة آلاء القطراوي، مقالة تأخذنا في رحلة تحليلية عميقة، حيث تناقش مفهوم السلام بعد الحرب، ليس كحالة صامتة، بل كعملية معقدة تتطلب إعادة بناء على مختلف المستويات الاجتماعية والنفسية. المقال الذي يقع في الصفحة التاسعة يسلط الضوء على أهمية تبني مقاربات شاملة لتحقيق سلام دائم.
في حوار مشوق مع الكاتب والشاعر صدام فاضل، يكشف العدد عن شخصية أبو طالب ودوره البارز في المشهد الثقافي والسياسي اليمني. الحوار الذي يظهر في الصفحة 15 يقدم رؤى جديدة عن مسيرة هذا النجم، وما يميزه من تأثير على الساحة اليمنية.
استطلاع العدد: "زلّيتن.. الرحلة المنسية إلى ليبيا" بقلم الكاتب أشرف أبو اليزيد، يقدم تجربة فريدة تسلط الضوء على مدينة زليتن الليبية، وما تحمله من إرث ثقافي وتاريخي عريق. يتطرق المقال إلى تفاصيل الرحلة الشخصية التي قام بها الكاتب عام 1991، حيث يروي قصة مغامراته بين القاهرة وطرابلس عبر الحدود الليبية: (كانت محاولة السفر من ليبيا بالطائرة عبثية، فأنا - كأجنبي - لا يحق لي شراء تذكرة بالدينار الليبي، لأنني لا أعمل هناك، وليس هناك مصدر رسمي للدخل، ولا أستطيع شراء تذكرة بالعملة الأجنبية لأنه ليس لي حساب في بنك ليبي يعتمد تعيير العملة، وإلا كان المصدر تهريبا، مُجَرّمًا، ولا يستطيع صديقي شراء التذكرة لأنني لست قريبا له من الدرجة الأولى، وهكذا باتت رحلتنا اليومية إلى طرابلس والمطار تكلل بالفشل، يمضي الوقت بلا سفر ولا تذكرة ولا خروج، وبات الخروج من ليبيا بحاجة إلى معجزة. )
العدد يحتوي على مجموعة من الدراسات المعمقة، منها "السريالية بين الوعي واللاوعي" بقلم الكاتب مصدق الحبيب ، و"المسرح ودوره في أحداث التغيير السياسي والاجتماعي": دراسة بقلم حيدر الأسدي في الصفحة 60، تسلط الضوء على أهمية المسرح كأداة للتغيير.، و"كتيبة 1988.. ملحمة الصمود أمام موجة العنصرية": مقال مميز بقلم تغريد بو مرعي، يناقش التحديات التي واجهتها شخصيات من واقع صعب. بالإضافة إلى المقالات والدراسات، يقدم العدد مساهمات أدبية وشعرية تعكس روح الإبداع العربي. يكتب عمران عن تجربته كشاعر، مع حديث خاص حول معنى النهاية في الأدب، في مقال بعنوان "عمران في مقابلة عمران" (صفحة 29). كما يضم العدد نصوصًا شعرية وقصصية لعدد من الأدباء الشباب.
المجلة تتميز بتصميم أنيق يعكس روح الحداثة، مع توزيع محتوى العدد بشكل يُسهل الوصول إلى أبرز مقالاته. يُذكر أن النسخة الورقية متوفرة في مكتبة (د) جوار الجامعة القديمة في صنعاء، وهو ما يعزز من انتشار المجلة بين القراء المهتمين.
التعليقات