تناقش هذه المقالة تأثير القيود المفروضة على اللاعبين الأجانب على أعمال أندية الدوري الإنجليزي الممتاز خلال فترة الانتقالات الشتوية.
على الرغم من تغيير الحكومة في المملكة المتحدة، لا يُتوقع حدوث تغييرات جذرية على قواعد الموافقة التنظيمية (GBE) التي تم تطبيقها في عام 2021 بعد مشاورات مطولة مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، ومع ذلك، أُجريت بعض التعديلات في عام 2023 لمنح الأندية مرونة أكبر في التعاقد مع لاعبين لا يستوفون النظام الصارم القائم على النقاط، ودخلت هذه القواعد الجديدة حيز التنفيذ الكامل هذا الموسم، نتيجة لذلك، تمتلك معظم أندية الدوري الإنجليزي الممتاز حاليًا بين خانتين وأربع خانات مخصصة للاعبين ذوي المساهمة النخبوية البارزة (ESC).
عدد الخانات المتاحة لكل نادٍ (اثنتين أو ثلاث أو أربع) يعتمد على عدد الدقائق التي مُنحت للاعبين المحليين في الموسم السابق، وقد صُممت هذه القواعد لتعزيز المواهب المحلية، مع الأخذ بعين الاعتبار مخاوف الأندية من أن القواعد قد تحد من قدرتها على التعاقد مع أفضل المواهب الأجنبية.
ومع اقتراب نهاية فترة الانتقالات الشتوية في يناير 2025، تجد الأندية نفسها أمام تحدٍ يتمثل في إدارة خانات ESC جنبًا إلى جنب مع دقائق اللاعبين المحليين (EQP) لتحسين استراتيجيات التعاقدات، مما يكشف عن التوتر بين قواعد GBE ولوائح الربحية والاستدامة (PSR).
أحد التأثيرات غير المقصودة لقواعد PSR هو جعل بيع اللاعبين المحليين الواعدين غير المجربين أكثر جاذبية، حيث تُعتبر هذه المبيعات “ربحًا صافياً” من الناحية المحاسبية لأن النادي لم يدفع رسومًا للتعاقد معهم. وهذا يتعارض بوضوح مع أهداف قواعد GBE التي صُممت لمكافأة الأندية التي تمنح دقائق أكثر للمواهب المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم قواعد خانات ESC للحد من ظاهرة تكديس اللاعبين وإعارتهم بهدف زيادة قيمتهم السوقية، ففي ظل القواعد الحالية، إذا أعارت الأندية لاعبًا شغل خانة ESC، فإن هذه الخانة لن تصبح متاحة مرة أخرى، مما يعني أن النادي يفقد ميزة استخدامها.
ومع ذلك، يمكن للأندية التي تستخدم خانات ESC للاعبين أجانب يستوفون لاحقًا معايير GBE (غالبًا من خلال زيادة دقائق اللعب) خلال 12 شهرًا أن تستعيد هذه الخانة.
بالنسبة لبعض الأندية، خصوصًا تلك خارج المراكز الثمانية الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز، توفر هذه القواعد فرصة للحصول على مواهب حقيقية بأسعار معقولة، على سبيل المثال، تعاقد برينتفورد مع المدافع الكوري الجنوبي جي-سو كيم البالغ من العمر 18 عامًا من فريق سيونغنام إف سي في الدوري الكوري الدرجة الثانية، وهو تعاقد لم يكن ممكنًا في ظل معايير النقاط الصارمة السابقة.
ما يبدو واضحًا هو أن قيمة خانات ESC ستزداد مع مرور الوقت، حيث إنها فتحت الباب أمام الأندية، خاصة تلك الأقل قوة في الدوريات، للوصول إلى أسواق كروية غير تقليدية كانت في السابق بعيدة المنال بسبب معايير تصاريح العمل الصارمة.
حاتم علي
شريك في فريق الهجرة بمكتب JMW للمحاماة في لندن
التعليقات