السؤال الذى احتل المقدمة سؤال بطعم الاستنكار: هل يجوز أن ترتدى مى عمر فى مسلسل (أش أش) بدلة رقص (فى رمضان)؟. سبق أن ارتبطت هذه الجملة «فى رمضان» بالملحن الموهوب عمرو مصطفى، شفاه الله وعافاه، فى برنامج قدمه وائل الإبراشى، وكنت طرفًا فى الحلقة، حيث كرر عمرو جملة «فى رمضان» عدة مرات، فأصبحت علامة له.
السوشيال ميديا وقتها، قبل نحو ٧ سنوات، انحازت إلى رأى عمرو الاستنكارى، ولم تتوقف عند تعقيبى: «هل الحلال والحرام فى شهر رمضان يختلفان عن الحلال والحرام مثلًا فى شوال أو ذى القعدة، أم أن الحلال والحرام مطلقان فى كل شهور العام؟». قطعًا، الإجابة الثانية هى الصحيحة.
لم أشاهد (أش أش)، ولكن طبقًا لما هو متاح، راقصة الدرجة الثالثة، شاهدت فستان الرقص الشرعى الذى ارتدته مى، ولو قارناه بملابس الراقصات فى أفلامنا القديمة مثل تحية كاريوكا، سامية جمال، نعيمة عاكف، نجوى فؤاد، وصولًا إلى دينا، لاكتشفنا أن مى عمر متحفظة جدًا. سبق أن أدت وفاء عامر دور تحية كاريوكا، وارتدت لنفس السبب بدلة رقص شرعية، ومر المسلسل وكأنه لم يكن، لأن تحية كاريوكا أيضًا لم نرها على الشاشة، بسبب تلك التحفظات والتخوفات.
أتذكر قبل نحو ٤ سنوات فى مسلسل (نجيب زاهى زركش)، البطل يحيى الفخرانى فى الحلقات الأولى يحتسى الخمر، ورددنا نفس المقولة: «فى رمضان»، وأغفلنا أهم نقطة، أنه يؤدى دور رجل منفلت فى علاقاته وسلوكه، فهل المطلوب منه فى رمضان، حتى لا يخدش حياء أحد، أن يشرب فقط «عرق سوس»؟.
هناك سؤال آخر: كيف يوافق المخرج محمد سامى على أن ترتدى زوجته بدلة رقص؟، وهكذا نمعن أكثر وأكثر فى تحطيم الحد الفاصل بين الشاشة والحياة.
سألوا يومًا المخرج الكبير نيازى مصطفى: «هل توافق على أن يقبّل أحد زوجتك الفنانة كوكا فى فيلم من إخراجك؟» فأجابهم: «طبعًا، طالما الدور يتطلب ذلك».
ملك الشاشة والجدعنة والرجولة والشهامة فريد شوقى لم يعترض أبدًا على أن تؤدى زوجته هدى سلطان مشاهد إغراء معه أو مع غيره من النجوم. تابعوا مثلًا (امرأة على الطريق) ومشاهدها مع رشدى أباظة، ولو تصورنا أن هذا الفيلم يُقدم الآن، لكان على فريد شوقى أن يعلن على الملأ طلاقه من هدى بالثلاثة!!.
أتصور أن محمد سامى منح كل طاقته من أجل (أش أش)، حتى يؤكد أنه لم يتحمس للزوجة، ولكن لفنانة يراها مبدعة، ودوره أن يقدم الموهوبين. فهل وجه الطاقة كلها لـ (أش أش) ولم يتبقَ شىء لمسلسله الثانى (سيد الناس)؟، لا يمكن لمخرج له تاريخ عريض من النجاح الجماهيرى أن يضحى باسمه.
المؤكد أنه مدرك دخوله فى معركة مع مخرج (العتاولة) بجزأيه أحمد خالد موسى. موسى حقق نجاحًا جماهيريًا فى الجزء الأول، وصار لـ(العتاولة) قاعدة جماهيرية، ولديه عدد كبير من النجوم والنجمات تصدروا الأفيش. النجاح الجماهيرى يقبل القسمة على اثنين، ورغم ذلك سيظل السؤال حتى نهاية الحلقات: «من هو صاحب القضمة الأكبر من تورتة النجاح؟».
أتوقف بإعجاب مع إلهام شاهين، للمرة الثانية تثبت أنها تعيش الواقع. قبل عامين شاركت فى تمثيل (بطلوع الروح) والبطلة منة شلبى، وهذه المرة (سيد الناس) والبطل عمرو سعد. وإلهام لها رصيدها الضخم من البطولات، حيث كان اسمها يتصدر الأفيش.
الفنان الذكى يجيد قراءة الخريطة الفنية، ويحدد موقعه، ويقبل قاعدة إعادة (تفنيط الكوتشينة)، وتلك «الكوتشينة» تستحق أن نمنحها حقها غدًا، ونحن نواصل اصطياد «سمك فى ميه»!!.
التعليقات