فجر الجمعة 13 يونيو/ حزيران، قامت إسرائيل بهجوم مباغت إيران بغية القضاء علي البرنامج النووي الإيراني. لم تكن المفاجأة في الهجوم ذاته بل في توقيته، نظراً لأنه كان من المفترض أن تكون هناك جولة جديدة من المفاوضات الأميركية الإيرانية في مسقط الأحد 25 يونيو/ حزيران لمناقشة إبرام اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو ما أعطي انطباعا باستمرار العملية التفاوضية.
ولكن بالتدقيق في عدة عوامل، قد يتضح أنه كان بالفعل أكثر من مؤشر للهجوم الإسرائيلي على إيران، ومنها:
- حالة الضعف الإيراني غير المسبوقة في المنطقة: حيث تعرضت أذرع إيران في المنطقة لضربات موجعة، حيث تم اجتثاث نظام الأسد، وتحييد حزب الله مؤقتا، وإضعاف حماس بالحرب في غزة، وهو ما جعل إيران تبدو في وضع مناسب للانقضاض عليها.
- وضع إسرائيل دولياً وداخلياً أيضاً: كما واضح للجميع، تراجعت سمعة إسرائيل دولياً للحضيض بسبب استمرار الحرب علي غزة لما يزيد عن الـ20 شهراً، وما خلفته هذه الحرب من قتلي وجرحي مدنيين ونساء وأطفال بعشرات الألاف، ودون بارقة أمل لإنهائها قريباً، ذلك من ناحية. ومن ناحية أخري، وفي ظل إشكالية اعداد تشريع يسمح بتجنيد المتدينين اليهود (الحريديم)، وهي الإشكالية التي هددت بحل الائتلاف الحكومي. وعليه، كان من الضروري استعجال الحرب علي إيران.
- الاستعداد الاستخباراتي واللوجيستي الإسرائيلي: وهو ما اتضح من خلال إدخال ألاف المسيرات الإسرائيلية لداخل إيران قبل الحرب، وهو ما سهل مهمة تعطيل الدفاعات الجوية الإيرانية وفتح الطريق للطيران والصواريخ الإسرائيلية لإصابة أهدافها، وكذا الاختراق الاستخباراتي لإيران، والتعرف علي أماكن القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين.
- عدم وصول المفاوضات الأميركية الإيرانية لنتيجة مقبولة علي مدار الأعوام الماضية: وفي ضوء استمرار التفاوض علي مدار الأعوام الماضية، ومع تولي ترامب الرئاسة الأميركية واقتناعه بعدم جدوي التفاوض مع إيران دون وضعها تحت عامل ضغط جديد، وذلك باتخاذ قرار الحرب علي إيران لدفعها لإبرام صفقة مناسبة من المنظور الأمريكي.
- قرار الولايات المتحدة بإخلاء سفارتها ببغداد: وهو القرار الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية في 11 يونيو أي قبل بدء الحرب على إيران بيومين فقط. وقد بررت الخارجية الأمريكية قرارها بتزايد المخاطر الأمنية في المنطقة. وهو القرار الذي اتضح غايته الحقيقية بعد الهجوم على إيران.
ختاماً:
تجدر الإشارة إلي أن هذا المقال قد انصب على أسباب بدء الحرب الإسرائيلية على إيران في هذا التوقيت، وليس له علاقة بنتائج الحرب أو مدتها أو انتصار أي طرف من الطرفين، وأن المفاجأة في توقيت الهجوم على إيران لم يكن كذلك إذا كان قد تم التدقيق بالعوامل المستجدة في المنطقة. مع ملاحظة أن الحرب قد بدأت إسرائيلية إيرانية فقط ولكن هذا لا يعني عدم انخراط دول أخري لاحقاً وذلك وفقاً لمجريات الحرب.
التعليقات