يشغل عادل إمام مساحة غير مسبوقة من الحب والشغف فى وجدان كل العرب، وهكذا حظيت الصورة التى نشرها المستشار تركى آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه، بكل هذا الاهتمام والمتابعة.
الصورة ضمت أيضًا رامى ومحمد عادل إمام، والمنتج أحمد البدوى، وعادل حفيد عادل إمام.
شعرت أن الرسالة التى أرادها رئيس هيئة الترفيه قد وصلت، عادل متابع يقظ لما يجرى على الساحة، عادل سعيد بأن عددًا من أفلامه سيُعاد تقديمها برؤية عصرية، كما أنه لا يزال على العهد يعشق الفانلة الحمراء، مشجعًا النادى الأهلى فى كأس العالم للأندية، مدركًا أن العلاقات المصرية السعودية، بكل أطيافها السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية، فى ذروة توافقها.
وهكذا تصدى هذا (البوست) للضربات المضادة، التى كان هناك من يسعى لانتشارها، بتصدير رسالة بأن عادل إمام يعانى من (ألزهايمر). إصابة أى إنسان بالمرض تدفعنا لا شعوريًا للتعاطف، فما بالكم عندما يصبح هذا الإنسان هو عادل إمام، سر فرحتنا وبهجتنا على مدى تجاوز 60 عامًا، كان وسيظل دائمًا هو عنوان الضحكة الصادقة فى ذاكرة كل العرب، وهو كما يبدو فى كامل لياقته العقلية، فلماذا التشنيع؟
عادل مبتعد عن التواجد على الميديا منذ مسلسل (فالنتينو 2020). أتذكر فى نهاية ذلك العام، عندما كان مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بصدد تكريم الكاتب الكبير وحيد حامد، اقترحت من خلال اللجنة العليا للمهرجان أن نبتعد عن الشكل التقليدى، ورشحت عادل إمام لتسليم جائزة (الهرم الذهبى) لإنجاز العمر لرفيق الرحلة وحيد حامد.
وتواصل وقتها رئيس المهرجان، الكاتب والمنتج محمد حفظى، برامى إمام، وجاءت الإجابة بأن عادل يشرفه أن يُسلم الجائزة لوحيد، ولكن الخوف من فيروس (كورونا) دفع الأطباء إلى تحذير أسرة عادل من الخروج لأى تجمعات.
وهكذا سلم الجائزة لوحيد ثالثهما فى مشوار الإنجاز الفنى، المخرج الكبير شريف عرفة.
عادل، منذ ذلك التاريخ، ابتعد عن الكاميرا، كنا فقط نقرأ أنه يستعد لبطولة فيلم (الواد وأبوه) يخرجه رامى، ويشارك محمد بطولته، وينتجه عصام إمام. بعد عام أو اثنين، توقف الحديث عن الفيلم، وصار اعتزال عادل إمام هو الخبر الموثق.
قبل عام ونصف العام، توجت مشواره هيئة الترفيه بجائزة تُمنح لمرة واحدة ـ لا تشبه أى جائزة أخرى، ولا تليق بأحد سوى عادل إمام (زعيم الفن العربى)، واستمعنا فى الحفل إلى صوت عادل بكل عنفوانه وحضوره، وقال رامى إن عادل يستمتع حاليًا بالجلوس مع أبنائه وأحفاده. العديد من الحفلات كنا ننتظر أن نرى فيها عادل، إلا أنه لم يحضر، حتى الخاص منها، مثل زفاف ابنة شقيقه عصام.
عادل لا يريد أن تُنتزع منه صورة، وهذا قطعًا حقه ويجب احترام رغبته.
كلنا تترك السنوات بصماتها على وجوهنا، عادل بتكوينه النفسى لا يخضع وجهه لأى إضافات، ولا يلجأ أبدًا لمشرط الجراح.
الزمن قال كلمته على وجهه، مثلما تنطق به وجوهنا.
قراره هو ألا تُلتقط له صورة، يظل هذا حقًا للإنسان، يوافق على التقاط صورة له أم لا.
(البوست) الأخير الذى كتبه المستشار تركى آل الشيخ، أدخل إلى قلبى الاطمئنان على صحة (زعيم الفن العربي).
أدرك أنه لن يقف مجددًا أمام الكاميرا لالتقاط صورة حديثة، كانت وستظل صورة عادل إمام ساكنة فى كل قلوب العرب!!
التعليقات