تمنيت ألا تمر استقالة "جيفري هينتون" الأب الروحي للذكاء الاصطناعي من Google، مرور الكرام؛ خاصة أن استقالته كانت وسيلته للإشارة إلى مخاوفه، بشأن تدفق المعلومات المضللة، وإمكانية قيام الذكاء الاصطناعي بقلب سوق العمل، و "الخطر الوجودي" الذي يشكله إنشاء ذكاء رقمي حقيقي.
في الحقيقة أن استقالته جاءت من أجل التحدث بحرية عن مخاطر الذكاء الاصطناعي، رغم أن الأسلوب الذي ابتكره هو ممهد الطريق للأنظمة الحالية مثل ChatGPT.
الخطورة تكمن في أن بعض مخاطر روبوتات الدردشة للذكاء الاصطناعي مخيفة للغاية. عندما تصبح أكثر ذكاء من البشر، يمكن استغلالها بشكل مدمر؛ لكونها قادرة على إنتاج الكثير من النصوص تلقائيا.
ثمة قلق بشأن "الخطر الوجودي" لما يحدث عندما تصبح هذه الأشياء أكثر ذكاء منا. فلقد توصل جيفري هينتون إلى استنتاج مفاده أن نوع الذكاء الذي نطوره مختلفا تماما عن الذكاء الذي لدينا. لذا يبدو الأمر كما لو كان لديك 10000 شخص وكلما تعلم شخصا ما شيئا ، يعرفه الجميع تلقائيا. وهذه هي الطريقة التي يمكن أن تعرف بها روبوتات الدردشة.
جيفري هينتون ليس الوحيد الذي أعلن مخاوفه من أن التكنولوجيا يمكن أن تسبب ضررا جسيما للبشرية. إيلون ماسك اختلف مع لاري بيج، المؤسس المشارك لشركة Google، لأن بيج "لم يكن يأخذ سلامة الذكاء الاصطناعي على محمل الجد بما فيه الكفاية". ماسك رأى أن بيج أراد الذكاء الرقمي الخارق، وهو في الأساس وحش رقمي، في أسرع وقت ممكن سيدمرنا.
الآن عليك عندما يتعلق الأمر بأي بيانات رقمية تراها، من صوت أو فيديو التفكير في أن شخصا ما صنعها وأنها مزيفة. في عام 2021 كانت الصور التي استخدمتها منظمة العفو الدولية لتسليط الضوء على الاحتجاجات في كولومبيا مزيفة. تعرضت مجموعة الدفاع عن حقوق الإنسان الدولية لانتقادات بسبب نشرها صورا تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي من أجل الترويج لتقاريرها على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنذ ذلك الحين قامت بإزالتها. كانت هناك صورة لامرأة يتم جرها من قبل ضباط الشرطة.
نحن نعيش في عصر شديد الاستقطاب ومليء بالأخبار الكاذبة، الأمر الذي يجعل الناس يشككون في مصداقية وسائل الإعلام. تجمع الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي صورا ألتقطها البشر سابقا لإنشاء صور جديدة، مما يثير تساؤلات حول الانتحال، ويشكك في التصوير الصحفي ومصداقيته. وللأسف يحدث هذا في الوقت الذي خاطر فيه العديد من المراسلين والمصورين بحياتهم.
إن استخدام صور الذكاء الاصطناعي لا يفقد الحقيقة مصداقيتها ، بل ويدمر الصلة بين الصحفيين والناس؛ ويجعل الأمر وكأنه محاولة للقفز على التريند، خاصة أن الأرض خصبة ومهيأة لميلاد هذا النوع من الأعلام المضلل.
التعليقات