قالت ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر الدكتورة نعيمة القصير إن مصر ستكون من أوائل الدول على مستوى العالم التي سيتم إعلان خلوها من فيروس "سي" خلال الأسابيع المقبلة من قبل المنظمة.
وأضافت القصير - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن مصر تقدمت بأوراقها للإعلان عن خلوها من فيروس "سي" لمنظمة الصحة العالمية، ونعمل يدا بيد مع وزارة الصحة لتكملة النواقص واستيفاء كافة الشروط والمتطلبات وسد كل الفجوات بأسرع وقت حتى نعلنها خالية من فيروس "سي" في أقرب وقت.
حقائق رئيسية
- التهاب الكبد C هو التهاب كبدي يسببه فيروس التهاب الكبد C.
- يمكن أن يسبب الفيروس العدوى بالتهاب كبدي حاد ومزمن على حد سواء، تتراوح شدّته بين المرض الخفيف والمرض الخطير الذي يستمر طوال العمر، بما في ذلك تشمُّع الكبد وسرطان الكبد.
- فيروس التهاب الكبد C فيروس منقول بالدم، وتحدث معظم حالات العدوى من خلال التعرض للدم نتيجة لممارسات الحقن غير المأمونة، والرعاية الصحية غير المأمونة، وعمليات نقل الدم دون فحص، وتعاطي المخدرات بالحقن، والممارسات الجنسية التي تؤدي إلى التعرض للدم.
- تشير التقديرات إلى إصابة 58 مليون شخص بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن على مستوى العالم، مع حدوث 1.5 مليون حالة عدوى جديدة كل عام. وهناك ما يقدر بنحو 3,2 مليون من المراهقين والأطفال المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن.
- أشارت تقديرات المنظمة في عام 2019 إلى وفاة حوالي 000 290 شخص بسبب التهاب الكبد C ونجم معظم هذه الوفيات عن تشمّع الكبد وتسرطن الخلايا الكبدية (أي سرطان الكبد الأولي).
- بإمكان الأدوية المضادة للفيروسات أن تشفي أكثر من 95% من الأشخاص المصابين بالعدوى بالتهاب الكبد C، ولكن فرص التشخيص والعلاج محدودة.
- لا يوجد في الوقت الحالي لقاح ناجع ضد التهاب الكبد C.
لمحة عامة
يسبب فيروس التهاب الكبد C التهاباً حاداً ومزمناً على السواء. وعادةً ما تكون الالتهابات الحادة غير مصحوبة بأعراض ومعظمها لا يؤدي إلى مرض مهدد للحياة. فحوالي 30% (15-45%) من الأشخاص المصابين بالعدوى يتخلصون تلقائياً من الفيروس في غضون 6 أشهر بعد الإصابة بالعدوى دون الحصول على أي علاج.
أما النسبة المتبقية، أي 70% (55-85%) من الأشخاص المصابين بالعدوى، فتتحوّل العدوى بفيروس التهاب الكبد C لديهم إلى إصابة مزمنة. ولدى هؤلاء المصابين بالتهاب مزمن، تتراوح نسبة خطر الإصابة بتشمّع الكبد بين 15% و30% خلال 20 سنة.
التوزيع الجغرافي
ينتشر التهاب الكبد C في جميع أقاليم المنظمة. ويُسجّل أثقل عبء لالتهاب الكبدC في إقليمي الشرق الأوسط والإقليم الأوروبي، حيث يبلغ عدد الأشخاص المصابين بالعدوى المزمنة 12 مليون شخص في كل منهما. أما في إقليمي جنوب شرق آسيا وإقليم غرب المحيط الهادئ، فتشير التقديرات إلى وجود 10 ملايين من المصابين بالعدوى المزمنة في كل منهما، بينما يبلغ عدد المصابين بالعدوى المزمنة في الإقليم الأفريقي وإقليم الأمريكتين 9 ملايين شخص و5 ملايين شخص على التوالي.
انتقال العدوى
فيروس التهاب الكبد C فيروس منقول بالدم. وتنتقل العدوى بالفيروس في أغلب الأحيان بالطرق التالية:
- إعادة استخدام المعدات الطبية أو عدم كفاية تعقيمها، وخصوصاً المحاقن والإبر في سياقات الرعاية الصحية؛
- نقل الدم ومنتجاته دون فحص؛
- تعاطي المخدرات بالحقن من خلال تقاسم معدات الحقن؛
قد ينتقل فيروس التهاب الكبد C أيضاً من الأم المصابة بالعدوى إلى جنينها وأيضاً من خلال الممارسات الجنسية التي تؤدي إلى التعرض للدم (مثلاً بين الأشخاص الذين يعاشرون أشخاصاً متعددين وبين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين)، غير أن هذه الطرق لانتقال العدوى أقل شيوعاً.
ولا تنتقل العدوى بالتهاب الكبد C عن طريق لبن الأم أو الطعام أو المياه أو عن طريق المخالطة العابرة مثل العناق والتقبيل وتقاسم الطعام أو المشروبات مع الشخص المصاب بالعدوى.
الأعراض
تتراوح فترة حضانة التهاب الكبد C بين أسبوعين و6 شهور. وفي أعقاب الإصابة بالعدوى الأولية، لا تظهر أي أعراض على حوالي 80% من الأشخاص المصابين بها. أما من يعانون من أعراض حادة فقد تظهر عليهم أعراض الحمى والتعب وقلة الشهية والغثيان والقيء وآلام البطن والبول الداكن والبراز الشاحب اللون وآلام المفاصل واليرقان (اصفرار البشرة وبياض العينين).
الفحص والتشخيص
تشخَّص حالة عدد قليل من الأشخاص عندما تكون إصابتهم بالعدوى حديثة لأن العدوى الحديثة بفيروس التهاب الكبد C لا تكون مصحوبةً بأعراض في المعتاد. وفي صفوف الأشخاص الذين تتحوّل حالتهم إلى عدوى مزمنة بفيروس التهاب الكبد C، لا تشخَّص العدوى أيضاً في الغالب لأنها تظل غير مصحوبة بأعراض لغاية عقود عقب الإصابة بالعدوى قبل أن تظهر أعراض ثانوية تنجم عن تضرر كبدي خطير.
وتشخَّص العدوى بفيروس التهاب الكبد C على مرحلتين:
1- يحدد الفحص للكشف عن أضداد فيروس التهاب الكبد C باستخدام اختبار مصلي الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى بالفيروس.
2- إذا أثبتت نتائج الاختبار وجود أضداد لفيروس التهاب الكبد C، فمن الضروري إجراء اختبار الحمض النووي للكشف عن وجود الحمض النووي الريبي (الرنا) لفيروس التهاب الكبد C بغرض تأكيد الإصابة بالعدوى المزمنة والحاجة إلى تلقي العلاج. ويعد هذا الاختبار مهماً لأن حوالي 30% من الأشخاص المصابين بالعدوى بالفيروس يتخلصون تلقائياً من العدوى بفضل استجابة مناعية قوية دون حاجة إلى العلاج. ورغم تخلصهم من العدوى، فإن نتائج اختبار الكشف عن أضداد فيروس التهاب الكبد C تظل إيجابية لديهم. ويمكن إجراء اختبار الحمض النووي للكشف عن وجود الحمض النووي الريبي في المختبر أو باستخدام آلة بسيطة في نقطة الرعاية داخل العيادة.
وبعد تشخيص إصابة الشخص بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن، ينبغي تقييم درجة تضرر الكبد لديه (تشمّع الكبد وتليفه). ومن الممكن تقييم تضرر الكبد عن طريق أخذ خزعة من الكبد أو من خلال مجموعة متنوعة من الاختبارات غير الباضعة. ويُستخدم تقييم درجة تضرر الكبد لتوجيه قرارات العلاج والتدبير العلاجي للمرض.
ويمكن للتشخيص المبكر أن يمنع ظهور مشكلات صحية قد تنتج عن العدوى وأن يقي من انتقال العدوى بالفيروس. وتوصي المنظمة بفحص الأشخاص الذين قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى.
وفي السياقات التي تشهد ارتفاع معدلات الانتشار المصلي لأضداد فيروس التهاب الكبد C لدى السكان عموماً (يُعَرَّف معدل الانتشار المصلي المرتفع على أنه ≥2% أو ≥5%)، توصي المنظمة بإتاحة اختبارات الكشف عن فيروس التهاب الكبد C للبالغين كافةً واقتراحها عليهم بربطها بخدمات الوقاية والرعاية والعلاج.
وتدل البيّنات المصلية على الإصابة بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C في وقت سابق أو في الوقت الحالي لدى حوالي 2.3 مليون شخص (6.2%) من الأشخاص المصابين بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري في العالم والبالغ عددهم 37,7 ملايين شخص حسب التقديرات. ويمثل مرض الكبد المزمن سبباً رئيسياً للمراضة والوفيات في صفوف المصابين بفيروس العوز المناعي البشري على مستوى العالم.
العلاج
لا تستدعي العدوى الجديدة بفيروس التهاب الكبد C العلاج دائماً إذ يتخلص بعض الأشخاص من العدوى بفضل استجابتهم المناعية. ولكن يكون العلاج ضرورياً إذا أصبحت العدوى بالفيروس مزمنة. والهدف من علاج التهاب الكبد C هو الشفاء من المرض.
وتوصى المنظمة بتوفير العلاج بمضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر التي تستهدف جميع الأنماط الجينية لجميع البالغين والمراهقين والأطفال حتى سن 3 سنوات المصابين بالعدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد C. ومن الممكن أن يشفي العلاج بهذه المضادات معظم المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C، وتكون مدة العلاج قصيرة (بين 12 و24 أسبوعاً في المعتاد) وتعتمد على وجود تشمّع الكبد أو عدم وجوده. وفي عام 2022، أدرجت المنظمة توصيات جديدة لعلاج المراهقين والأطفال باستخدام نفس العلاجات التي تستهدف جميع الأنماط الجينية المستخدمة لعلاج البالغين.
ولا تزال مضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر التي تستهدف جميع الأنماط الجينية باهظة الثمن في العديد من البلدان المرتفعة الدخل وبلدان الشريحة العليا من الدخل المتوسط. بيد أن الأسعار تراجعت تراجعاً كبيراً في بلدان كثيرة (البلدان المنخفضة الدخل وبلدان الشريحة الدُنيا من الدخل المتوسط بصفة أساسية) نظراً إلى بدء استعمال الصيغ الجنيسة من هذه الأدوية. ويعد سوفوسبوفير وداكلاتاسفير أكثر نُظم العلاج بمضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر التي تستهدف جميع الأنماط الجينية انتشاراً وأقلها تكلفة. وفي العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، تُتاح دورة المعالجة الشافية بأقل من 50 دولارًا.
وتشهد فرص الحصول على العلاج المضاد لفيروس التهاب الكبد C تحسناً لكنها لا تزال محدودة للغاية. ففي عام 2019، كان ما يُقدّر بنسبة 21% (15,2 مليون شخص) من مجموع 58 مليون شخص المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد C في العالم بأسره، على علمٍ بتشخيص حالتهم. ومن مجموع هؤلاء الذين شُخّصت إصابتهم بعدوى فيروس التهاب الكبد C المزمن، كان حوالي 62% منهم (9,4 ملايين شخص) يتلقون العلاج بمضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر في أواخر عام 2019.
تقديم الخدمات
حتى وقت قريب، كان توفير خدمات اختبار الكشف عن التهاب الكبد C وعلاجه في العديد من البلدان يعتمد على نماذج رعاية يقودها متخصصون (أخصائيو أمراض الكبد أو أخصائيو الأمراض المعدية المعوية عادةً) في المستشفيات لتقديم علاجات معقدة. إن بدء استخدام نُظم العلاجات الشفائية الفموية القصيرة الأمد بمضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر التي تستهدف جميع الأنماط الجينية، والتي تنطوي على آثار جانبية قليلة، إن وُجدت، يعني أنه من الضروري الآن أن يتوافر حد أدنى من الخبرة والترصّد. وتوصي المنظمة حاليا بإمكانية أن يتولى الأطباء وكادر التمريض غير المتخصصين والمدرّبين توفير خدمات الاختبار والرعاية والعلاج للمصابين بالعدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد C.
كما يمكن الآن توفير خدمات الاختبار والرعاية والعلاج بأمان في مرافق الرعاية الأولية وخدمات الحد من الضرر وفي السجون، وهو أمر أكثرا يسراً وملاءمة للمرضى.
الوقاية
لا يوجد في الوقت الحالي لقاح ناجع ضد التهاب الكبد C. وتعتمد الوقاية من الإصابة بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C على الحد من خطر التعرض للفيروس في سياقات الرعاية الصحية وفي صفوف الفئات السكانية التي تكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى مثل متعاطي المخدرات بالحقن والرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين ولا سيما إذا كان هؤلاء الرجال مصابين بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري أو خاضعين لعلاج وقائي ضد العدوى بهذا الفيروس قبل التعرض له.
وتتضمن القائمة التالية أمثلة محدودة على تدخلات الوقاية الأولية التي توصي بها المنظمة:
- ممارسات الحقن المأمونة والملائمة في إطار الرعاية الصحية؛
- ضمان مأمونية مناولة الأدوات الحادة والنفايات والتخلص منها؛
- توفير خدمات شاملة للحد من الضرر لمتعاطي المخدرات بالحقن؛
- فحص الدم المتبرع به للكشف عن فيروس التهاب الكبد B وفيروس التهاب الكبدC (بالإضافة إلى فيروس العوز المناعي البشري والزهري)؛
- تدريب العاملين الصحيين؛
- الوقاية من التعرض للدم أثناء ممارسة الجنس.
استجابة المنظمة
اعتمدت جمعية الصحة العالمية في أيار/مايو 2016 أول استراتيجية عالمية لقطاع الصحة بشأن التهاب الكبد الفيروسي 2016-2020. وتسلط الاستراتيجية الضوء على الدور البالغ الأهمية للتغطية الصحية الشاملة وتحدد غايات تتواءم مع الغايات المشمولة بأهداف التنمية المستدامة. واقترحت الاستراتيجية التخلص من التهاب الكبد الفيروسي باعتباره خطراً يهدد الصحة العامة بحلول عام 2030 (ويُعرّف بأنه الحد من حالات العدوى المزمنة الجديدة بنسبة 90% والحد من الوفيات بنسبة 65%، مقارنة بالمعدل الأساسي لعام 2015)، كما تضمّنت خارطة طريق من أجل التخلص من التهاب الكبد الفيروسي بفضل تنفيذ استراتيجيات رئيسية في مجال الوقاية والتشخيص والعلاج والتدخلات المجتمعية. وفي أيار/ مايو 2022، أحاطت جمعية الصحة العالمية الخامسة والسبعون علماً بمجموعة جديدة من الاستراتيجيات العالمية المتكاملة لقطاع الصحة بشأن فيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد الفيروسي وحالات العدوى المنقولة جنسياً للفترة 2022-2030. واستناداً إلى هذه الاستراتيجيات السابقة والتي أصبحت جديدة الآن، وضعت مجموعة واسعة من الدول الأعضاء برامج وطنية شاملة لمكافحة التهاب الكبد واستراتيجيات للتخلص منه تسترشد بالاستراتيجية العالمية لقطاع الصحة.
وتعكف المنظمة على العمل في المجالات التالية، دعماً للبلدان في مسارها صوب تحقيق الأهداف العالمية المتصلة بالتهاب الكبد المحدّدة في إطار خطة التنمية المستدامة لعام 2030:
- إذكاء الوعي وتعزيز إقامة الشراكات وتعبئة الموارد؛
- وضع سياسات مُسندة بالبيّنات وجمع ما يلزم من بيانات للعمل في هذا المضمار؛
- تعزيز الإنصاف في مجال الصحة في إطار التصدي لالتهاب الكبد؛
- الوقاية من انتقال العدوى؛
- تدعيم خدمات الفحص والرعاية والعلاج.
وتنظم المنظمة حملة اليوم العالمي لالتهاب الكبد (وهي إحدى حملاتها الصحية الرئيسية التسع المنظّمة سنوياً) لإذكاء الوعي بمرض التهاب الكبد الفيروسي وتعزيز فهمه. وبمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد 2022، تركز المنظمة على موضوع "جعل رعاية حالات التهاب الكبد أكثر قرباً منك" وتدعو إلى تبسيط تقديم خدمات مكافحة التهاب الكبد الفيروسي، وبالتالي جعل الرعاية أكثر قرباً من المجتمعات المحلية.
التعليقات