تكتسب العلاقات بين مصر ورواندا أهمية خاصة لأسباب جيوسياسية لكونهما دولتين من دول حوض نهر النيل ، فمصر إحدى دولتى المصب بينما تعد رواندا الواقعة بالهضبة الاستوائية المنبع الثاني لنهر النيل.
يربط الدولتين عدد من القواسم والاهتمامات المشتركة على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عضويتهما فى عدد من المنظمات والتجمعات الإقليمية ومنها تجمع الكوميسا، ومبادرة النيباد، والاتحاد الأفريقي، ومبادرة حوض النيل، الشراكة المائية لشرق أفريقيا، منطقة للتجارة الحرة بين الدول الأفريقية.
تعد رواندا معبرا تجاريا ونقطة تواصل مع الدول المجاورة لها، كما أنها تُعد من أكثر الدول الناشئة نموا حيث تحتل المرتبة السابعة على مستوى العالم بالنسبة للحكومات الأكثر كفاءة وقدرة على تقليل الفساد وتسهيل إجراءات الاستثمار حيث قامت بتطبيق نظام الحكومة الإلكترونية منذ سنوات.
كما أنها من أكثر الدول الافريقية اهتماما بالتعليم حيث تبلغ نسبة المتعلمين أكثر منذ 70 %، ويجرى العمل على محو الأمية بالنظام التطوعى.
وتعتبر رواندا من أنجح الدول الأفريقية جنوب الصحراء، حيث حققت معدل نمو اقتصادي بلغت 12.2 في المائة خلال الربع الثاني من 2019.
تعد مصر من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال رواندا عن الاحتلال البلجيكى عام 1962، وكانت كذلك من أوائل الدول التى افتتحت سفارة لها فى العاصمة كيجالى عام 1976، ورغم الحرب الأهلية في رواندا عام 1994، إلا أن مصر هي الدولة الوحيدة التى لم تغلق أبواب سفارتها أو تغادر البعثة الدبلوماسية طوال فترة الحرب.
لرواندا تمثيل مقيم لدى مصر، وفي ديسمبر 1999، أغلقت السفارة الرواندية بالقاهرة لظروف مالية، وعقب مشاركة الرئيس كاجامى في مؤتمر تنمية ودعم الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، اتخذ قرارا بإعادة فتح السفارة الرواندية في القاهرة.
ساهمت مصر بدور فعال لإقرار الأمن والسلام في منطقة البحيرات العظمي ، حيث عقدت بالقاهرة في نوفمبر 1995 قمة البحيرات العظمي وكانت بداية طيبة علي طريق إقرار المصالحة الوطنية وتحقيق الاستقرار وإنهاء الحروب الأهلية في هذه المنطقة الحيوية
وعلي أسس بيان هذه القمة تم التوصل لاتفاقات تقاسم السلطة في رواندا وبوروندي؛ والسعي جديا لتصفية أسباب الحرب الأهلية.
مثلت ثورتا 25 يناير 2011 ، و 30 يونيو نقطة العودة إلى العمق الأفريقي، وإعادة ترتيب أولويات سياستها الخارجية والسعى لاستعادة دورها الإقليمي.
وتعد زيارة الرئيس السيسي إلى رواندا خلال مشاركته القمة الأفريقية الـ 27 التي تعقد في «كيجالي» 2016 أول زيارة لزعيم مصري لرواندا وكان الرئيس السيسى هو أول رئيس يستقبله الرئيس الرواندى "بول كاجامى" قبيل تنصيبه رسميا بعد فوزه بفترة رئاسة ثالثة فى انتخابات الرئاسة الرواندية.
كما كان الرئيس السيسى من أوائل المهنئين بفوزه ، ويأتى قرار البلدين بعودة فتح سفارتهما دليلا بليغا على حرصهما على مداومة التنسيق المشترك ودعم وتعزيز العلاقات الثنائية
وتم إنشاء اللجنة المصرية الرواندية المشتركة في سبتمبر عام 1989، وعقدت الجولة الثنائية من اللجنة المصرية الرواندية المشتركة بالقاهرة فى 2009، برئاسة وزيري خارجية البلدين، شهدت تلك التوقيع على عشر وثائق للتعاون في مجالات مختلفة شملت التعاون الاقتصادي والفني ، والزراعة والجمارك والشباب والتنمية الصناعية والبترول والثروة المعدنية والتعليم والصحة والتعاون العلمي والتكنولوجي والتعاون الثقافي .
بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها التطورات في منطقة شرق أفريقيا وحوض النيل وسبل التعامل معها.
والجهود التي تضطلع بها مصر من أجل التوصل إلى الوقف الفوري غير المشروط لإطلاق النار في غزة والكارثة الإنسانية التي يشهدها المدنيين الفلسطينيين.
وحرص مصر على تقديم الدعم الكامل للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تهدئة الأوضاع فى وسط إفريقيا، مع التركيز على سُبل استعادة الهدوء فى إقليم شرق الكونغو، والتوصل إلى حل سياسى سلمى يستهدف استعادة السلم والأمن الإقليميين، بما يعود بالنفع على شعوب المنطقة، ويحقق تطلعاتها نحو الرخاء والازدهار.
وتدعيم علاقات مصر المتميزة مع رواندا ودفع أوجه التعاون المشترك في مختلف المجالات والعمل على تطوير وتيرة العلاقات والارتقاء بها بما يحقق تطلعات البلدين، وإضافة آفاق جديدة للتعاون المشترك، والأهمية الخاصة التي توليها الدولة المصرية لعلاقتها مع جمهورية رواندا كونهما دولتي حوض النيل.
والعلاقات الأخوية التي تربط الرئيس عبد الفتاح السيسي وتقديره للجهود التي يبذلها في كافة المجالات بغية تحقيق التنمية والتقدم لمصر، والدور المصري الرائد إقليميا ودوليا على صعيد حفظ السلم والأمن الدولي.
التعليقات