يوافق عيد الأضحى المبارك اليوم العاشر من ذي الحجة ويحل يوم العيد بعد يوم الوقوف على عرفات (الركن الأعظم للحج) الذي يوافق اليوم التاسع من ذي الحجة.
ويعد واحد من أهم الأعياد عند المسلمين إلى جانب عيد الفطر المبارك، حيث يحتفل به المسلمون سنويا.
ويستمر العيد لمدة أربع أيام يحتفل فيها المسلمون بمظاهر العيد التي تتمثل في الزيارات العائلية والتجمعات مع الأصدقاء
والقيام بذبح الأُضحية وتوزيعها على الأهل والفقراء، فتنتشر أجواء العيد السعيدة وتمتلئ النفوس بالبهجة والسرور.
وتتزامن تلك الاحتفالات مع انتهاء الحجاج من مناسك الحج بمكة المكرمة وعودتهم إلى دِيارهم.
سمي عيد الأضحى بهذا الاسم نسبة لليوم الذي يذبح فيه المسلمون أضاحيهم، اتباعا لسنة الرسول الكريم عليهِ أفضل الصلاة والسلام.
ويقال أنه سمي بالأضحى أيضا نسبة إلى وقت الضحى، بالرغم من أن وقت الضحى وقت قصير في اليوم ولا يختص به يوم العيد فقط ولكن لعلاقة وقته بذبح الأضحية
فقال الله عز وجل (فصل لربك وانحر) أي يأتي الذبح بعد صلاة العيد التي يكون وقتها وقت الضحى.
كما سمي أيضا بيوم الفداء رجوعاً إلى قصة التضحية والفداء عن إسماعيل عليه السلام.
حيث أمر الله تعالى نبيه الكريم سيدنا إبراهيم عليهِ السلام بذبح بنيه إسماعيل عليه السلام إثر رؤيا في منامه .
وذلك طاعة لله تعالى. وكان بمنزلة ابتلاء وامتحان لطاعة سيدنا إبراهيم عليه السلام لربه.
وعندما آتته تلك الرؤيا سرعان ما بلغ بها سيدنا إسماعيل عليه السلام فقال الله في كتابه القدير: (قال يا بني إِني أَرى فِي المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى)،
وما تردد سيدنا إسماعيل لحظة في طاعة أمر ربه بِما رأى والده في المنام قال الله تعالى: (يا أَبت افعل ما تؤمر ستجدني إِن شاء الله من الصابِرِين)، فأصبح مثال يحتذى بهِ في الشجاعة والتضحية؛
وحين جاء وقت تنفيذ الرؤيا وكان الله عز وجل شاهد عليهم ومصدق
فكان جزاء سيدنا إبراهيم عليه السلام من طاعة أمر ربه بذبح ابنه، أنَّ الله تعالى قد فدى سيدنا إسماعيل - عليه السلام - بكبش عظيم ليذبح مكانه.
قال تعالى: (فلما أَسلما وتله للجبين وناديناه أَن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إِنا كذلك نجزي المحسنين)، كذلك قال: (وفديناه بذبح عظيم). صدق الله العظيم
في صباح يوم العيد يبتهج المسلمون ويتجهون لأداء صلاة العيد في الصباح التي تُقام في المساجد الكبيرة والساحات الواسعة؛ لتستوعب أكبر عدد من المسلمين مجتمعين لصلاة العيد
يتبادل المسلمون التهاني في يوم العيد ويلزمون ترديد تكبيرات العيد، بعد أداء صلاة العيد يتجه المسلمون لذبح الأضحية التي جهزوها لهذا اليوم المبارك
وتقسم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء، يطهى الثلث الأول ويأكل منه أهل البيت والعائلة مجتمعين، ويوزع الثلث الثاني على الفقراء والمحتاجين ليشاركوا القادرين في الاحتفال بالعيد، أما الثلث الأخير فيوزع على الأهل والأصدقاء والأقارب حتى إذا كانوا قادرين غير فقراء.
يجتمع المسلمون حول العالم على ذبح الأضحية في عيد الأضحى المبارك كشعيرة دينية.
لكن لا يمنع هذا من وجود بعض صور الاحتفالات المميزة وأحيانا الغريبة اعتادت بعض الدول على ممارستها احتفالا بعيد الأضحى المبارك.
التعليقات