بعد أحداث ثورة يناير مرت البلاد بالعديد من الأحداث حتى تمت انتخابات الرئاسة وفوز مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي وتفاءلت الجموع وانتظروا الاستقرار وتحسن المعيشة وعودة الأمن ولكن ما حدث خلال عام كامل كان غير ما تمنت تلك الجموع.
دعونا نؤكد فى البداية أن ثورة 25 يناير 2011 أسقطت القشور الظاهرة لنظام مبارك بينما استمر باقى الجسد كما هو.
ظلت الأحوال تسير فى البلاد بشكل عشوائي أكثر منه منظم ومدروس وغالبا ما كان كرد فعل بشكل مستمر.
انتشرت أعمال عنف وبلطجة بعضها نبع من داخل شخصيات مريضة وبعضها كان من خلال دعم بعض أثرياء الفساد.
أحداث كثيرة مرت بها البلاد حتى وصلت إلى مرحلة صعود الاخوان المسلمين إلى أريكة حكم البلاد.
وها نحن الآن وقد مر عام على تولي الرئيس محمد مرسى ولم يشعر المواطن بأى تقدم حدث على الساحة بل على العكس تماما، تدهورت الأحوال وانتشرت حالات البلطجة أكثر من ذى قبل.
باختصار كل تلك الأسباب التى قامت ضدها ثورة 25 يناير 2011 ما تزال موجودة على الأرض وما كان يتم فعله فى الخفاء سابقا يتم اليوم فعله على الملأ وذلك فى غياب قدرة الدولة رغم انتظار المواطن حالة الاستقرار بعد وجود رئيس للجمهورية.
زيادة على ذلك ظهرت حالة من الاستحواذ الإخواني غير العادية على كل المناصب فى الدولة، ووصلت الأمور إلى الإعلان الصريح أنه يجب أن يتولى الإخوان كل المناصب القيادية فى الدولة (تصريح على لسان وزير الاعلام صلاح عبدالمقصود).
وبعيدا عن التصريحات ونزولا إلى أرض الواقع فقد لاحظ الكثير من أبناء الشعب أن هناك اتجاه للأخونة.
انتشرت كتائب الاخوان رجالا ونساء على شبكة الانترنت تبرر، وتثمن، وتقدر كل فعل إخوانى مهما كان..!!
وصل بهم الأمر لأن يعلونها صراحة: لا ضير فى أن تتأخون الدولة ..!!
وإن كانت تلك الكتائب تردد فى كل مكان: أنا مش اخوانى لكنى مع الشرعية والاخوان ..!!
الكارثة التى استشعرها المواطن العادى هى أن الإخوانى الذى يتقلد أحد المناصب لا يمتلك أى قدر من الكفاءة أو الخبرة.
انتظر الناس من القيادة الجديدة الكثير، ولكن ما كان يحدث هو البحث المستمر عن كيفية تمكين الإخوان من المناصب ولم يهتموا مطلقا بمعضلات الأمور التى تهم المواطن العادى.
وكان من الممكن أن ينجح الإخوان وأن يتخطوا الأزمة ولا تظهر الحركات المضادة إن كانوا اهتموا فى البداية بالدولة وأشعروا المواطن بالكثير من التغيير على أرض الواقع، هنا كان من الممكن أن يكتسبوا ثقة الشعب. بعدها و بهدوء وعلى مدى زمنى طويل، يتم فيه إعداد قيادات اخوانية حقيقية، من الممكن أن يتم فيه توليه هذه القيادات المناصب المختلفة.
لكن الحقيقة أن حالة من السعار قد ظهرت.. والإخوان من الكثرة والانتظار والترقب للتعويض عن سنوات كانوا يعتبرونها سنوات عجاف بالنسبة لهم..
حالة من السعار قد ظهرت لدى الإخوان بعد اعتلاء أريكة الحكم.. والإخوان من الكثرة والانتظار والترقب للتعويض عن سنوات كانوا يعتبرونها سنوات عجاف بالنسبة لهم..
اليوم يريدون حصد الغنائم وبدون أى انتظار.. اليوم يهبط الجمع من فوق الجبل لجمع الغنائم .. تركوا الدولة .. استفحلت المشاكل وعلى رأسها البلطجة وانعدام الأمن.
تلك المشكلة الخطيرة التى تؤدى إلى العديد من المشاكل، بدلا من أن يبحث لها من فى يده السلطة العليا فى البلاد. بدلا من ذلك تحدثوا فى كل مكان عن أن الشرطة لا تريد أن تتعاون. وأن الشرطة ما هى إلا فلول وتابعة للنظام السابق.
هنا كان للمواطن رأى آخر يعتمل بداخله. المواطن لا يريد ذلك و لا يعرف عنها أي شئ، كل ما يريده هو الأمن والتصدي للبلطجة.
وبدلا من أن تكون مبررات الإخوان التى تقول بإن الشرطة لا تريد التعاون هى سببا فى إقناع الرأى العام، كانت هى السبب فى بغض وكره الكثير للنظام الحاكم لأن ذلك المبرر يعتبر ضعف وليس مبرر.
(يتبع)
التعليقات