أنقذوا الطفل بداخلكم من الانتحار . افتحوا له أبوابًا جديدة للحياة. لملموا شتاته. أيقظوا أحلامه وبراءته..
فسيظل الملجأ البريء النقي بداخل كل واحد منا .. سيظل الجانب الذي يحملنا نحو الأمل والفرح والعجب والتعجب من العالم. سيظل الحلم والرؤى بلا شروط يجاهد ضد كل ما نحمله من تداخلات ومسؤوليات وضغوط الحياة. يربت على أكتافنا وقت الألم بكل حنان . المصدر الحقيقي للبسمة العريضة. والكنز الخفي داخل أسوار الروح ...
مفتاح الحياة المسالمة المتوهجة . لا يقلق بشأن مستقبل، ولا ينظر إلى الماضي . الجزء الوحيد الباق الذي يعرف كيف يستمتع .الجزء الذي لا يخشى أبدًا أن يكون نفسه.
فطفولتنا الجميلة طالما عززت منابع الإبداع بداخلنا, طالما كانت السند لأفكار كانت تتخبط داخلنا لتنجينا من كيدها, طالما كانت يد المساعدة في مواجهة العديد من التحديات أللا متناهية لهذه الحياة.
يا صديقي : أطلق طفلك الداخلي، واتركه يعلمك كيف يرى الأمور، وكيف يبدع في إيجاد الحلول لمشكلات عجزت أنت عنها. خياله فوق حدود خيالك ودنياه فاقت عقلك انطلاقًا .. يصعد للقمر في ثانية، ويهبط منه في لمح البصر...طفلا يرفض مرور العمر، ويتقوقع داخل شرنقة الصفاء.
ستظل تلك الطفلة بداخلي تلهو وتحلم وتحب. ستظل تلمع عيناها وتسال كيف لهذه المساحات أن تَحْتَوَى كل تلك النجوم . وكيف لحبات الغيث أن تمطر سعادة على قلوب المكسورين. كيف لأمواج البحار أن تغرق من إجتاز أعتى الأعاصير...فضولية مغامرة ..تأبى حدود الدنيا.
كنزي الدفين وسري العظيم وحبي الدائم .أحدثه فيبادر بالرد بالأمل والتفاؤل . أهرب إليه من نفسي حيث البساطة والجمال الحقيقي الخالي من كل مهاترات الدنيا وكوابيس الحياة.
فلا يوجد ما هو أجمل من أن نحافظ على طفلنا الداخلي بين جنباتنا، وأن نطلق له العنان فيعيش للأبد مهما امتد بنا العمر..فلا ننسى أن نغذيه ليبقى متأصلا , ولا نتجاهله أبدا فنفقد كل جميل يحتويه.
وأن ندرك أننا من نحتاج إليه فلا يحتاج إلينا أبدا.
يضيف لنا ولا نضيف له.
يمنحنا العطايا والمنح، ولا نمنحه شيئا.
يعطر أيامنا ويحتوي آلامنا..
فالتحيا معنا وتحيينا من جديد . نعيش بك ومعك أجمل أحاسيس البراءة والنقاء والصفاء. لتكون العون والحب والراحة والجمال.
التعليقات