نزاهة - تعال .. اجلس معي في طاولتي وتحدث إلي..
أسأل ما هو قصدي بذاك وذاك، وسوف أبين لك وأوضح لك كل ما قدمته أو كل ما كتبته أو كل ما عنيته ثم حدد وناقش بما تريد حتى ترضى وتهدأ وتستكين ثم بعدها أكتب وضع نقدك بكل صراحة وبكل نزاهة. وقبل ذلك أيضاً اجعلني مطلع عليه حتى أوافق أو لا أوافق ، وهو ليس خوف أو فرض رأي أو عدم قبول للنقد .. كلا بل هو التوافق بيننا سبيلا للمصلحة العامة - لا لنشر الغسيل ذو البقع - لي ولك وللمشاركين والمساهمين والمتابعين، فنحن بشر خطاؤون ونحتاج في بعص الأوقات لمن يناصحنا ويرشدنا لأنه قد يصاحبنا سؤ الاختيار وسؤ الأداء وعدم التوفيق فيكون ما اخترناه سيء أو لا يناسبنا، وبالتالي قد يكون رأيك يا أيها الناقد هو الصواب والبناء، وقد يكون العمل أو الفن الذي اقدمه ناجح ويتجاوز المألوف ، ولكن بسبب شخصنتك ومغالطاتك تنتقده وتهجوه جزافاً سبيلاً للتشويه والانتصار في نفسك فقط في نفسك وهو بكل تأكيد الخطأ الذي يكلفك مصداقيتك ونزاهتك ثم عدم الأخذ بنقدك وعدم الالتفات لما تكتبه.
قناعة - لذلك أقول لك تعال .. اجلس معي في طاولتي وناقشني أو اتصل أو تواصل معي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الإيميل أو من خلال أحد الأصدقاء أو أحد الزملاء إذا كنت بعيد عنك - العذر أقفلناه - وخذ مني ما تريد من إجابات وقناعات وأسباب ، وكن في نفس الوقت فطنا وذكيا ومحاورا يعرف كيف يحول ويحور ويجعل المستصعبات مستسهلات وموافقات ورضاءات ، وتذكر بأنك لست بسلطان علي ولا على أعمالي وكتاباتي وفني وأدائي ، وليس لك الحق بانتقادي وتظن أنه النقد للنقد للصالح العام ، فما هو في داخلك ثم أخرجته للملأ فاعلم أنه قد تم فهمه واستنكاره إذا لم يكن قد خرج بكامل حقيقته من داخلك ، والناس قد تعلم الصدق من الكذب وقد لا تعلم لكن الأهم هو ما بيني وبينك ، وما بين صدقك وزيفك ، وما بين نزاهتك وشخصنتك وكل ذلك أيضاً يشكل ويستصعب قياسه وإدراكه ، فلك أن تتخيل المقصد إذا كلٌ انتقد بحسب أهوائه ورأيه ومعتقداته وشخصنته فما هو الحل في ذلك ؟ وأنتم أذكياء ولديكم قوة الملاحظات ، وكل ما عليكم هو البحث عن نقد لعمل معين ثم شاهدوا بأم اعينكم كيف هو التفاوت في النقد والإشادة لهذا العمل ، أي أنه لا ولن يتفق الناقدون على عمل معين تمام الاتفاق بل ستجد أن كلٌ منهم له نقد معين في أمر معين هو يراه بمنظوره الشخصي وفهمه الثابت ولا حل في ذلك سوا الإجماع على أنه يستحق كذا وكذا ثم يتم النشر على ما تم الاتفاق عليه رغماً على التفاوت - متفقون ولسنا متفقون - وهو تماما ما يحدث في تقييم الأفلام وتقييم البحوث وتقيم الأداء وتقييم وتحليل المباريات بكل أنواعها والذي تجد فيه ما لا يتقبله الجميع ، فمن كان يشجع ذاك الفريق فأنه لن يرضا بالنقد ولن يتقبل الرأي المخالف له والأكثر من ذلك انه سوف يكرهك - عجبا - ويشتمك ويقلل من قيمتك عند كل معارفه وأصحابه ويصبح الأمر فايروس معاداه وبغض وكراهية .. ولما ذلك ؟ على أسباب تافهه لا تستحق ولا تجدي نفعاً وصلحاً ما دامت القناعات قناعات ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ولا تتطور أو ما دام التسيير تسيير نحو اللا نهاية اللا واضحة لدى الجهلة والمتفيهقون الذين يظنون أنهم يحسنون صنعاً وهم يا أسفاه ضمن الساقطين أعمالا وأقوالا وصنائع ...
متاهة - قد يكون النقد متفق عليه تسويقيا لترويج العمل بكلمات ليست كالكلمات -
مشرط الحق - يقول الإعلامي السعودي - يرحمه الله - علي الهويريني:
" والنَّقْدُ إنْ كَانَ جَرَّاحَاً فإنَّ لَهُ فِي مِشْرَطِ الحَقِّ حقٌّ تُبْدِهِ الذِّمَمُ
فَصَاحِبُ القَوْلِ إنْ كَانَت صحَائِفُه بِيضاً تَبينُ فَلاَ خَوْفُ ولاَ نَدَمُ
وصَاحِبُ القَوْلِ إنْ في قَوْلِهِ عِوَجٌ فَالمستقِيمُ صِرًاطٌ حَدُّهُ عَدَمُ
مَنْ يَطْلُبُ الْعِلْمَ كَي يُؤمِنَ فإنَّ لَهُ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ إذا لَمْ يُؤمِنِ النِّقَمُ
يَا مَنْهَلَ الْعِلْمِ جَرِّدْ مِنْ سِيوفِ أبي سَيْفاً أبِيَّاً قَويَّاً قَاطِعَاً يَسِمُ
واضْرِبْ رِقَابَ مُلُوكِ الجِنِّ قَاطِبَةً كَي يُؤمِنَ الجِنُّ أنَّ الطِّينَ يُحْتَرَمُ " .
التعليقات