فى كتابي "الكوميديا العالمية" الذي أصدرته فى مطلع يناير عام 2018 وشاركت به فى معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠١٨ كانت تلك التحليلات لاستشراف مستقبل الصراع العالمي واليوم وبعد مرور أكثر من خمسة أعوام أرى الصراع بين الشرق والغرب وبين الحلف الروسي الصيني الكوري والحلف الأمريكى البريطاني الفرنسي قد تطور وأصبحت المواجهة قريبة بعد أن دخلت روسيا أوكرانيا وحلف الناتو بجلالة قدره يحارب روسيا من الأرض الأوكرانية.
وقد كتبت منذ سنوات وقلت:
بنظرة سريعة على العالم اليوم لوجدنا كل انواع الكوميديا السوداء وكل انواع الدراما فى المشهد العالمي.
الغرب يسعى لتفتيت الشرق ونهب ثرواته.
ملوك السلاح يخترعون كل الأسلحة الحديثة والمتطورة للقتل والدمار والتخريب.
الإرهاب أصبح تجارة رابحة تصنعها الدول والتنظيمات الكبيرة.
فى العالم العربي يحدث كل ذلك.
فى تاريخنا الحديث تقاسمت بريطانيا وفرنسا دول العالم العربي.
وأمريكا وروسيا تفعل ذلك الآن وتعيد التقسيم من جديد.
لقد أيقنوا أن لعبة الاحتلال والاستعمار لم يعد منها فائدة بعد أن ثارت الشعوب وتحررت من الاستعمار القديم.
فزرعوا ودقوا مسمار فى حائط العروبة اسمه إسرائيل.
فتحول الصراع بين وطن كبير ودويلة صغيرة.
لكن الواقع يقول أن إنجلترا وفرنسا وأمريكا وروسيا كل يسعى إلى مصالحه من خلال إسرائيل.
اخترعوا حروبا جديدة اسمها حروب الجيل الثالث والرابع والخامس كي يقتل العرب أنفسهم بأيديهم.
أشعلوا الفتن والثورات والفوضى الخلاقة، لعبوا على وتر المذهبية والطائفية . أشعلوا الصراع والفتن بين أصحاب الديانات المختلفة. لعبوا على وتر حساس إسمه تيار الاسلام السياسي وهم الذين صنعوه ومدوه بالمال والسلاح.
أشعلوا الصراع داخل المسيحية باللعب على وتر الأرثوذكس والكاثوليك والبروتوستانت.
صنعوا الصهيونية العالمية لتكون عدوة لهذا العالم الذى يعلم مايخطط له لكنه يقف عاجزا مستسلما لهم.
الصهيونية العالمية تحرك العالم وتسخر منه وتسخره لمصلحتها وأهدافها.
العالم الآن يقف على شفا حفرة هاوية سوف تأخذه إلى النهاية الأليمة.
إنها الكوميديا العالمية السوداء!
بشر يقتل بشر وعالم يشاهد مسرحيات القتل والدمار والإرهاب كل يوم وأصبح العالم يستمتع وينتظر كل يوم مسرحية جديدة ويخترع مسميات جديدة لحروب جديدة ومبررات جديدة لمزيد من الإرهاب والخراب والدمار.
ترى هل أصبحت الحرب العالمية الثالثة باتت على أبواب العالم ..؟
الجحيم هو ما سوف يكون مصير هذا العالم ولن ينجو أحد ولن يبق غير الغبار الذري الذي سوف يملأ السماء ويغطي الغلاف الجوي للأرض.
ولله فى خلقه شئون وله فى ذلك حكمة ، ومانحن إلا سطور فى كتاب الكون وكلمات غامضة ربما لانفهم معانيها الأن.
ربما يأتى اليوم لفك طلاسم وألغاز هذا العالم وربما نعرف الحكمة من الصراع وربما نضحك كثيرا وربما يبكى العالم أكثر.
التعليقات