العالم الآن بين مطرقة الحرب الاقتصادية الجمركية بين الصين وأمريكا. وحرب نووية هندية باكستانية. تقف دول الخليج العربي في مرماها، مهددة المجتمع الدولي وفي نفس الوقت تخفف الحمل على إيران في مفاوضات تكسير العظام مع الولايات المتحدة والتي تجري الآن في العاصمة روما بوساطة عمانية.
باكستان بؤرة تصدير أزمات
رئيس الوزراء الهندي يقطع زيارته للسعودية بعد قيام ما أسماهم بجماعة إرهابية باكستانية بقتل 25 من السياح في كشمير المنطقة السياحية التي تمتلك الهند 20% من مساحتها وتمتلك باكستان ودول أخرى باقي المساحة. عموما هو ليس أول اعتداء باكستاني على دول الجوار فمنذ عامين جيش العدل الباكستاني شن هجمات داخل العمق الإيراني مدعيا أنه يلاحق عناصر متطرفة.
عقب ذلك قيام عناصر من بلوشستان وهم مسلمين من الطائفة السنية بغزو الأراضي الإيرانية وإحداث عمليات تخريبية ثم العودة إلى باكستان مره أخرى. مما يعكس أن الأراضي الباكستانية بؤره تصدير إرهاب لدول الجوار وآخر العمليات الإرهابية هو ما حدث اليوم بمقتل 25 سائح في كشمير داخل الأراضي الهندية.
سيناريوهات التصعيد الهندي الباكستاني
الملفت أن مصر الدولة الوحيدة ذات الثقل السياسي والدولي التي تدخلت في محاولة لتهدئه الأوضاع بين الهند وباكستان خصوصا بعد سحب السفراء وتحرك حاملتي طائرات هندية في بحر العرب. وإعلان الهند إنهاء معاهدة نهر السند حيث كانت تحصل باكستان بموجب هذه المعاهدة على المياه اللازمة لعمليات الزراعة والإنتاج وكانت تعتمد على هذا المصدر المائي بنسبة 90% وهو تصعيد جيو سياسي خطير من قبل الهند اتجاه باكستان لم يحدث خلال حروبهما السابقة في 1947 و1967 وفي عام 1971 وعام 2000.
وهذا ما يرجح سيناريو التصعيد العسكري بين البلدين بنسبة كبيرة. ان لم تتدخل دول كبرى في دعم الحل السياسي بين الهند وباكستان لإنهاء الأزمة.
دول الخليج العربي في مرمى الحرب الهندية الباكستانية وطهران المستفيدة
وفق التقارير الدولية فإن الهند تمتلك 160 رأس نووي بينما تمتلك باكستان 150 راس نووي وكلاهما دول نووية. ورغم أن السلاح النووي سلاح ردع وليس سلاح هجوم إلى أننا لا يمكن أن نضمن سيناريوهات التصعيد بأي شكل كانت خصوصا مع دخول أطراف خارجيه كدعم أمريكا لباكستان في مقابل دعم إيران للهند. والمفارقة هو أن الرئيس ترامب صرح سابقا بأن الهند هي البديل التجاري للصين فليس من صالح الأمريكان أيضا أن تضعف الهند. لتقوى أمامها شوكة الصين. وهذا ما يضع الكثير من علامات الاستفهام على تأخر رد الفعل الأمريكي على الصراع القائم بين الهند وباكستان الآن والذي قد يخدم المصلحة الإيرانية في تخفيف الضغط على طهران في المفاوضات الأمريكية الإيرانية التي تقترب من مرحلتها الثالثه بوساطة عمانية. فيما يعتبر هذا التصعيد الباكستاني الهندي كابوس يهدد أمن ومصالح الخليج العربي ليس فقط بالغبار النووي الذي سيتسلل لمصادر المياه العذبة في الخليج العربي في حال حدث تصعيد نووي بين الدولتين النوويتين ولكن لا يمكن إهمال حركة الجماعات الإرهابية والمتطرفة والتي ستحاول بكل جهدها استعادة نشاطها وتموضوعها على الحدود المشتركة ما بين باكستان والهند وكذلك باكستان وإيران تحت ما يمكن أن نسميه صراعات طائفية ستمتد إلى داخل بعض دول الخليج العربي التي تتعدد فيها المذاهب والطوائف. بسيناريو أسوأ من أحداث البحرين عام 2011 لولا تدخل قوات درع الجزيرة.
بخلاف المصالح الخليجية في باكستان والتي تم ترقيتها الأعوام الماضية لمستوى التعاون العسكري والاقتصادي.
التعليقات