مصر وإسبانيا تجمعهما منذ عقود علاقات تعاون وصداقة تتسم بالعمق وتوافق الرؤى، خاصة فيما يتعلق بتعزيز التنسيق بين دول جنوب المتوسط وشماله، فى ضوء ما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط من تحديات نتيجة الأزمات القائمة فى عدد من دول المنطقة.
والاعتزاز المشترك بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع البلدين وتقارب المواقف والرؤى تجاه التحديات المشتركة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الأولوية، وما يمثله ذلك من أرضية هامة لتطوير تلك العلاقات ودفعها قدماً خلال الفترة القادمة في مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية والثقافية والسياحية.
في ظل الزخم الذي تشهده العلاقات المصرية الأوروبية بعد ترفيعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وبما ينعكس بطبيعة الحال على مزيد من الارتقاء بالعلاقات المصرية الإسبانية.
وتطلع مصر لتوسيع نطاق الشراكة بين البلدين والبناء على هذه التجربة الناجحة في العديد من المجالات الواعدة في مصر كمجالات البنية التحتية، والطاقة المُتجددة والخضراء، والربط الكهربائي.
وتثمين مصر لجهود إسبانيا من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار الإقليميين بمنطقة الشرق الأوسط مع تأكيد ضرورة اتخاذ خطوات واضحة وملموسة من قبل المجتمع الدولي، للاعتراف بالدولة الفلسطينية وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بما يفتح المجال لتفعيل حل الدولتين، باعتباره الأساس لاستعادة الأمن والاستقرار الإقليميين.
والإشادة بدور إسبانيا الداعم للقضية الفلسطينية تاريخياً داخل أروقة الاتحاد الأوروبي، ومسئولية الاتحاد الأوروبي والدول الفاعلة دوليا بالتدخل لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
مصر وإسبانيا دولتان صديقتان، تمتلكان تاريخا عريضا من العلاقات الطيبة التي تجمع بينهما على مدى عقود وسنوات عديدة، تشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ومصر تعد شريكا أساسيا لإسبانيا والعكس صحيح، ويشمل هذا التعاون مختلف المجالات ومنها الميادين السياسية والاقتصادية والطاقة المتجددة والبنية التحتية والاستثمارات المستقبلية، ومصر وإسبانيا تجمعهما علاقات صداقة قوية جدا وتفاهم سياسي بين قادة البلدين، وتواصل بين المجتمع المدني، وترابط دائم بين شعبي الدولتين الصديقتين.
مصر وإسبانيا تجمعهما منذ عقود علاقات تعاون وصداقة تتسم بالعمق وتوافق الرؤى، خاصة فيما يتعلق بتعزيز التنسيق بين دول جنوب المتوسط وشماله، في ضوء ما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط من تحديات نتيجة الأزمات القائمة في عدد من دول المنطقة.
شهدت العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، على الرغم من أنه لا تزال هناك إمكانية لتطويرها بشكل أكبر، في المجال الاقتصادي، حيث يوجد أوجه تكامل واضحة بين البلدين.
وتتنوع مجالات التعاون الاقتصادى بين البلدين لتشمل قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة، والسياحة، والبنية التحتية وتسعى مصر لتكون مركزا إقليميا للطاقة، وهو ما يتماشى مع توجه إسبانيا نحو دعم مصادر الطاقة النظيفة.
كما تلعب الشركات الإسبانية دورا هاما في تطوير مشروعات البنية التحتية والنقل في مصر، من خلال استثمارات متعددة تشمل مشاريع النقل والطاقة المتجددة.
في مجال السياحة، تساهم إسبانيا كداعم رئيسى للسياحة الوافدة إلى مصر، ويظهر ذلك من خلال تزايد عدد السائحين الإسبان الذين يزورون المواقع الأثرية والتاريخية في مصر، مثل الأهرامات والمعابد الفرعونية.
وفي مجال العلاقات العسكرية اتسم التعاون بين مصر واسبانيا خلال العشر سنوات الماضية بالقوة والتوسع في العديد من النواحي حيث نفذت القوات البحرية المصرية والأسبانية عام 2021 تدريبا بحريا عابرا فى نطاق الأسطول الجنوبي بالبحر الأحمر
وتقدر إسبانيا مكانة مصر كقوة إقليمية رشيدة تعمل من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط وخاصة الدور المصري المسئول منذ بداية الأزمة في قطاع غزة، وحرصها على دفع التهدئة ووقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، وموقفها القيادي عالميا بالتصدي لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع .
كما تثمن مصر الموقف الإسباني المتوازن من الأوضاع الإقليمية، خاصة موقفها الداعم للحقوق الفلسطينية العادلة وإرساء السلام والأمن المستدامين بالمنطقة.
وترحيب الأزهر بالتعاون مع إسبانيا ودعم جهودها في تحقيق الحوار والتقارب بين الثقافات، ودعم مسلمي إسبانيا من خلال توفير عدد من المنح الدراسية في جامعة الأزهر ومعاهد الأزهر للتعليم ما قبل الجامعي، ليكونوا سفراء للإسلام والأزهر في أوروبا ويساهموا في نشر الوسطية والاعتدال هناك.
كما تولى أهمية كبيرة لتعزيز اللغة الإسبانية، التي يتحدث بها 600 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.. وفي مصر، توجد 22 جامعة ومؤسسة للتعليم العالي بها أقسام نشطة للغة الإسبانية داخل كليات الفنون أو اللغات والترجمة، كما يقدم المعهد الثقافي الإسباني "ثيربانتس" دورات اللغة الإسبانية في مراكزه بالقاهرة والإسكندرية.
كما برزت المشاركة الإسبانية السنوية في العديد من الفعاليات الثقافية في مصر، ومن بينها مهرجان الإسكندرية الدولي للمسرح، ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وحي القاهرة الدولي للفنون، ومهرجان "شى أرتز" ومهرجان "الأبد هو الآن".
التعليقات