تُعد قيم المواطنة الرقميّة من الركائز الأساسية التي يجب الإلتفات لها وخاصة في ظل الأحداث السياسية التي مرت بها دول المنطقة في الفترات القريبة الماضية، وقد تصدّرت منصّات التواصل الإجتماعي النصيب الأكبر في تناقل الأخبار ما بيّن قنوات تحرص على دقة الخبر وقنوات تبث الإشاعات وصولاً لإهدافها المنشودة.
ومن هنا كان لنا أن نتطرق إلى بعض قيم المواطنة الرقمية التي تعد كرقابة وضبطاً ذاتياً تنبع من ذواتنا، ومن أهم هذه القيم والمرتبطة بموضوعنا الحالي هو السلوك الرقمي ، فهناك سلوكيات تصدر منا في حياتنا الطبيعية اليومية نجد أيضا في المجتمع الرقمي سلوكيات تصدر منا، ولكن تأخذ شكلها الرقمي، فلو قارنا بينها نجد أن السلوك بالحياة الطبيعية سلوك يمكن مشاهدته سواء قد يشاهد بالبيت أو بالمدرسة أو المجتمع الخارجي فيسهل تغييره، وذلك بتوجيه وتعديل ذلك السلوك، أما السلوكيات أو الإجراءات في التكنولوجيا فتصدر من قِبل المستخدم مع غيره والتي أطلق عليها أيضاً "الإتيكيت الرقمي" والذي يٌعد من السلوكيات الهامة في العصر الرقمي كونها تتعامل مع شرائح عريضة ومختلفة من الثقافات ومع الأشخاص الذين قد نعرفهم أو لا نعرفهم، لهذا لابد من إكساب الأفراد مهارات السلوك الرقمي التي تتوافق مع آداب وأخلاقيات ديننا الإسلامي.
ومن النقاط التي يجب مراعاتها في معايير سلوكنا المتوقعة في السياقات الرقمية، منها: عدم نشر أي معلومة إلا بعد التأكد من صحة هذه المعلومات ومن مصادرها الأصلية. واحترام آراء الآخرين والنقاش الإيجابي والنقد البناء أثناء استخدام قنوات التواصل الإجتماعي.
كما يُعد الأمن الرقمي أحد قيم المواطنة الرقميّة وأهم الجوانب المساعدة على استقرار المجتمعات، ومن خلاله تستقر الكثير من الجوانب المرتبطة باقتصاد الدول وتنميتها التي تعتمد على التكنولوجيا، فأمن المعلومات يعد حجر الزاوية في عمليات نهضة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات التي ترتبط بها مؤسسات الدول على مستواها الداخلي والخارجي.
أصبحت قضية الأمن المعلوماتي السيبراني من التحديات الكبرى على الصعيدين الإقليمي والعالمي، لاسيما في ظل تنامي التهديدات الأمنية الإلكترونية سواء من جهة ارتفاع عدد الهجمات، أو الأضرار الناجمة عنها.
وهنا أضع بعض الاحترازات الوقائية الأمنية تفاديا لوقوعها، منها:
* تنصيب أحدث المكافحات للفيروسات بالأجهزة سواء الشخصية أو المكتبية.
* أخذ النسخ الاحتياطية المستمرة لقواعد البيانات.
* تجنب فتح الروابط المشتبه بها، والإعلانات المشبوهة، والمجهولة المنتشرة بالمواقع المختلفة.
* التوعية في كيفية التعامل الرقمي، واستخدامنا الآمن والصحيح للتقنيات، والكيفية التي يمكن من خلالها التصدي الدائم للأخطار الأمنية الرقمية التي قد تواجهنا بالمستقبل.
* كما نذكر في هذا الصدد دور التوعية الإعلامية الهام في مجال تعزيز الأمن الإلكتروني، والتي يجب أن تفعل بشكل كبير في المرحلة المقبلة، سواء على مستوى مؤسساتنا التعليمية أو على مستوى المؤسسات الحكومية الأخرى؛ لتشكل درع وقاية لكثير من الجوانب المرتبطة بالتعامل من التقنيات، وتأمين شر الوقوع في مخاطرها.
التعليقات