تاريخ القوات الجوية يمتد إلى أوائل القرن العشرين مع ظهور الطائرات في الحروب الأولى، حيث بدأت الدول في تشكيل وحدات جوية مستقلة. في مصر، وتأسس سلاح الطيران في عام 1930، وأُنشئت الكلية الجوية في 1937 لتلبية احتياجات تدريب الطيارين والملاحين.
وبدأت دفعة أولى من خمسة طلاب تدريب الطيران في سلاح الطيران المصري عام 1937. وفي عام 1950، انتقلت مدرسة الطيران العالي إلى مطار بلبيس لتوفير مساحة أكبر للتدريب.
وخلال حرب 1948 و1956 و1967: شهدت القوات الجوية المصرية تطورات في هذه الحروب، مما أدى إلى إعادة تنظيم شاملة بعد حرب 1967. أدت إلى إنشاء قوات الدفاع الجوي كقوة مستقلة في عام 1968 لتوحيد جهود الدفاع الجوي.
وعيد القوات الجوية يوافق ذكرى يوم الرابع عشر من أكتوبر لعام 1973، والذى سطر فيه رجال القوات الجوية واحدة من أهم الملاحم البطولية المعروفة معركة المنصورة الجوية جزءا من هذه الحرب، والتي بدأت بتخطيط مصري مسبق لتأمين الأجواء المصرية ضد أي هجمات إسرائيلية قد تؤثر على العمليات البرية الجارية في سيناء والجولان.
في الأيام الأولى من حرب اكتوبر ٧٣، نجحت القوات الجوية المصرية في تنفيذ ضربات ناجحة ضد الأهداف الإسرائيلية في سيناء، مما أثار قلق إسرائيل بشأن التفوق الجوي المصري. ونتيجة لذلك، سعت القوات الجوية الإسرائيلية إلى تدمير القوة الجوية المصرية، بما في ذلك قواعدها الجوية الرئيسية، في محاولة لتحقيق التفوق الجوي المطلوب.
في يوم 14 أكتوبر، قررت إسرائيل تنفيذ غارة واسعة النطاق ضد عدد من القواعد الجوية المصرية بهدف تدمير الطائرات على الأرض والقضاء على قدرات مصر الجوية. تركزت هذه الغارة بشكل رئيسي على قاعدة المنصورة الجوية، والتي كانت تحتضن العديد من الطائرات المقاتلة المصرية.
بدأت المعركة الجوية عندما قامت القوات الجوية الإسرائيلية بإرسال ما يقرب من 160 طائرة مقاتلة من طراز "فانتوم" و"سكاي هوك" إلى سماء دلتا النيل. ردت القوات الجوية المصرية بقوة، حيث أقلعت نحو 60 طائرة مقاتلة من طراز "ميج-21" من قواعد متعددة للدفاع عن قاعدة المنصورة.
امتدت المعركة لنحو 53 دقيقة، وهي مدة طويلة بشكل ملحوظ بالنسبة لمعارك جوية حديثة، حيث كانت هذه المواجهات عادة تنتهي خلال دقائق قليلة. خلال المعركة، كان الطيارون المصريون يعتمدون بشكل كبير على السرعة والمرونة التي تميز طائرات "ميج-21"، مقارنة بالطائرات الإسرائيلية الثقيلة التي كانت تحمل ذخائر أكبر.
كانت نتائج المعركة لصالح القوات الجوية المصرية بشكل واضح. تكبدت إسرائيل خسائر فادحة في الطائرات، إذ أسقطت نحو 17 إلى 20 طائرة إسرائيلية، بينما لم تفقد مصر سوى طائرتين.
أدى هذا الانتصار إلى تعزيز الروح المعنوية للقوات المصرية، وأظهر قدرة الدفاعات الجوية المصرية على مواجهة أقوى الأسلحة الجوية الإسرائيلية. كبير في الأجواء المصرية.
أصبحت معركة المنصورة الجوية رمزا للصمود المصري في وجه التفوق التكنولوجي والجوي الإسرائيلي.
لقد ساهمت المعركة بشكل كبير في إحباط خطة إسرائيلية لشل القدرات الجوية المصرية، مما مكّن القوات المصرية من الاستمرار في العمليات الهجومية والدفاعية على الجبهات الأخرى. كما أظهرت المعركة قدرة الطيارين المصريين على التفوق في مواجهات مع عدو متفوق عدديا ومجهز بأحدث التقنيات.
بالإضافة إلى ذلك، شكلت هذه المعركة نقطة تحول في الحرب الجوية، حيث أدركت إسرائيل أن التفوق الجوي لن يكون سهلا كما كان في حروب سابقة، خاصة بعد الخسائر التي تكبدتها.
القوات الجوية ماضية فى طريقها نحو التطوير والتحديث المستمر وذلك وفقا لأحدث النظم القتالية العالمية لتكون دائمًا على استعداد تام للدفاع عن سماء مصر،
والقوات الجوية تمتلك قدرات قتالية هائلة ومتنوعة وتضم أحدث الطائرات مختلفة الطرازات والمزودة بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الطائرات، بما يضمن لها التفوق الكمى والنوعى، ويعزز قدرات القوات المسلحة على تأمين وبسط سيطرتها الجوية على جميع المحاور الإستراتيجية للدولة المصرية.
والدعم المستمر الذى توليه القيادة العامة للقوات المسلحة للقوات الجوية لتطوير وتحديث قدراتها خاصة فيما يتعلق بنظم وأساليب القتال الجوى وإتاحة الفرصة لمقاتلى القوات الجوية لتنفيذ العديد من التدريبات والمناورات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة.
احتفال اليوم يجسد ثلاث محطات مضيئة في تاريخ مصر: ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، وعيد القوات الجوية المصرية، وقمة السلام بشرم الشيخ 2025، التي جاءت لتؤكد أن مصر لا تزال صوت الحكمة والعقل، وتضع أولى لبنات إنهاء القتال في غزة عبر خارطة طريق للسلام العادل.
والتأكيد على أن مصر التي قاتلت من أجل الحرية هي ذاتها التي تقاتل اليوم من أجل السلام، ومواصلة مسيرة التنمية والنهضة في ظل قيادة وطنية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، القوات المسلحة تفخر دائمًا بشباب مصر الواعي والمثقف، القادر على حمل راية الوطن ومواصلة مسيرة العطاء والإنجاز.
رجال القوات الجوية سيظلون مقتدين برجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه من شهدائنا الأبرار الذين قدموا أغلى ما لديهم فى سبيل الله لتحيا مِصر آمنة مستقرة فى عزة وإباء أبد الدهر، محافظين على أعلى درجات الإستعداد القتالى لتنفيذ مهامهم التى تسند إليهم بكفاءة واقتدار لتصون وتحمى مقدرات الوطن.
التعليقات