ينطلق موسم بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1 للسيارات في ملبورن الأسبوع المقبل، لكن فرق البطولة وضعت بالفعل أنظارها على موسم 2021 انتظارا للتغييرات الجديدة.
والسؤال الأبرز الذي تواجهه أغلب الفرق هو متى توقف تطوير سيارات الموسم الجديد وتوجيه الوقت والإمكانيات بدلًا من ذلك إلى موسم 2021.
وتأمل فرق الوسط في السير على الطريق الصحيح وتحقيق مكاسب في العام المقبل، وهو أمر سيكون بعيد المنال عند وضوح واستقرار اللوائح.
لكن بالنسبة لفرق المقدمة، فعواقب الأخطاء ستكون سيئة وهذه آخر فرصة لصرف الأموال على التطوير قبل البدء في الميزانيات المحددة في 2021.
وتعمل فرق مثل مرسيدس وفيراري وريد بول على سيارات 2021 منذ وقت، لكنها أيضا تريد تحقيق الألقاب قبل ذلك.
وقال توتو فولف رئيس مرسيدس "بطولة العام الحالي هي بطولة عامين. مع التغييرات الكبيرة في اللوائح في 2021 فإن توازن مواردك سيكون أمرا حاسما".
وتمثل لوائح 2021، واحدة من أكبر التطويرات في الرياضة مع تغييرات في ديناميكا الهواء وإطارات أكبر.
ونال مرسيدس آخر 6 ألقاب في بطولتي الصانعين والسائقين منذ بدء عصر المحركات ذات 6 أسطوانات في 2014، وقبل هذا حصد ريد بول 4 ألقاب متتالية.
وفي 2009، كان فريق براون هو من استغل تغيير اللوائح ليحقق 6 انتصارات في أول 7 سباقات للبريطاني جنسون باتون ليحصد في النهاية اللقبين.
وكانت السيارة نتيجة قرار هوندا صاحب النتائج المتواضعة في ذلك الوقت بعدم الاهتمام بموسم 2008 والتركيز على سيارة 2009، لكن الفريق الياباني رحل عن فورمولا 1 بنهاية 2008 خلال الأزمة المالية العالمية.
ونهض الفريق من الرماد مع روس براون الذي ربط هيكل سيارة هوندا بمحرك مرسيدس ليصنع التاريخ.
واستغل براون، المدير التقني السابق لبنيتون وفيراري والذي باع فريقه إلى مرسيدس بعد حصد ثنائية 2009، تغيير اللوائح عدة مرات في مسيرته.
وقال مدير فورمولا 1 "في عدة أعوام كنت أقول منذ البداية دعونا نعتمد على السيارة بدون تطوير كبير، لأن في الموسم التالي ستكون هناك بعض الفرص الكبيرة. أعتقد أن الأمر يعتمد على أين ترى نفسك في المنافسة".
ففي عام 1993 أثناء وجوده في بنيتون مع الشاب مايكل شوماخر، طلب براون من روري بيرن رئيس قسم التصميم، بعدم التركيز على سيارة ذلك العام والتفرغ لموسم 1994.
ونال شوماخر لقبه الأول من سبعة وهو رقم قياسي في 1994، بعدما احتل بنيتون المركز الثالث في 1993 ثم حافظ على لقبه في 1995.
وقرر رسينج بوينت بقيادة الملياردير لورنس سترول، الاعتماد على تصميم مشابه لسيارة مرسيدس من العام الماضي خلال موسم 2020 مع تطوير بسيط والتركيز على 2021 عندما يتغير اسمه إلى أستون مارتن.
ويواجه وليامز البطل السابق الذي حصد نقطة واحدة في 2019 موقفا أصعب، إذ يجب عليه التوازن بين المستقبل وإصلاح الصورة السيئة للفريق من الموسم الماضي.
وقالت كلير وليامز نائبة رئيس الفريق "يجب علينا مواصلة تطوير السيارة على مدار العام لأنه موسم حاسم لفريقنا".
وأضافت "نعلم الميزانية والموارد التي نملكها ويجب علينا التأكد من القيام بأفضل عمل بكل هذا والسير في برنامجين على التوازي. الوضع ليس مثاليا".
والمشاركة في التجارب لا تكفي وليامز، لاستعادة مكانته السابقة، لكنها أيضًا بداية بعد أن قدم راسل وزميله الكندي الصاعد نيكولاس لطيفي، أداء جديرا بالاحترام.
وعن ذلك، قالت كلير وليامز "كانت هذه بالنسبة لنا لحظة مخجلة في العام الماضي. عندما لم تخرج سيارتنا للمشاركة في التجارب بعد أن نجحنا في ذلك قبل 42 عاما من تجارب 2019 لكننا فشلنا في العام الماضي".
وبعد أول 3 أيام من تجارب ما قبل الموسم في حلبة كتالونيا الإسبانية، أوضحت وليامز للصحفيين أنها بدأت تبتسم بعد أول لفة لسيارة فريقها ولم تتوقف عن ذلك.
وتابعت "لم ندخر جهدًا في السعي لإعادة النظر في كل ما نقوم به ويمكنكم رؤية التغيير الذي طرأ على الفريق. يمكنكم رؤية ارتفاع مستوى التواصل بين كافة القطاعات والأقسام في الفريق".
وأتمت "في العام الماضي كنت أعرف أنني قادرة على إحداث التغيير ولم أفكر في الاستسلام. نحن في وليامز مجموعة من المقاتلين ولا نستسلم بسهولة".
التعليقات