لا تخلو حياتنا اليومية من أشخاص في العمل أو الأسرة أو الجيران ما إن نقترب منهم في محاولة للتواصل إلا وتقابلنا معاملة هجومية وردود أفعال صعبة وشائكة. تتشابه هذه الاستجابات مع الأساليب الدفاعية التي يتخذها حيوان القنفذ عند الشعور بالخطر والتهديد حيث يستدير مشرعا أشواكه المؤذية حتى لا يقترب منه أحد. يتشابه بعض البشر مع فصائل القنفذ فهم يسرعون إلى الدفاع عن أنفسهم فور شعورهم بالخطر أو عدم الأمان حتى وإن كان هذا الشعور وهميا وغير حقيقي. تنفر هذه الطريقة الناس من حوله ويصعب الاقتراب من هذا الشخص صعب المراس مهما حاولنا. يلزمنا بعض الآليات والوسائل التي تساعدنا على فهم دوافعه ومن ثم يتم التواصل معه بسلام.
أضفت حديثا إلى قائمة الكتب التي قمت بترجمتها إلى العربية كتاب (كيف تحضن القنفذ) وهو من إصدارات السراج للنشر والتوزيع. يتناول الكتاب نصائح عملية للتعامل مع الشخصيات الصعبة في حياتنا اليومية سواء كانت في المنزل أو العمل أو الجيران أو أحد الأصدقاء.
ومن بين النصائح الفعالة التي أكد عليها ضرورة فهم الشخصية التي نحن بصدد العامل معها. ينتج هذا السلوك العدائي أو الدفاعي عن إحساس عميق بعدم الأمان أو الخوف. تلعب الخبرات السابقة غير الموفقة التي تعرض لها هذا الشخص في تشكيل رد فعله وتكوين إطار حماية خاص به ينجح في حمايته لكنه يؤثر على علاقته بمن حوله. يسهل فهم تلك الدوافع والخبرات السابقة عملية التواصل مع الشخص صعب المراس.
يتطرق الكتاب أيضا لضرورة وضع حدود شخصية واحترامها. لا ضير من وجود خطوط عريضة يحترمها الطرفان بصدر رحب. (كن واقعيا في علاقاتك دون مشاعر زائدة تتخطى حدود المعقول).
من بين النصائح كذلك ضرورة ألا تتحامل عليه بصفة شخصية فلست المقصود من سلوكه الاحترازي بل هي طريقته للتعايش مع المجتمع المحيط. من المهم أيضا أن تضع نفسك مكان الآخر وتفكر كما يفكر.
اختيار المعارك وعدم إهدار الوقت والجهد في سفاسف الأمور وسيلة فعالة. في حالة احتدام نقاش ما استبدل توتر الموقف بالفكاهة وتعلم فن التجاوز.
كن صبورا فالتغيير يلزمه الكثير من الوقت. اهتم بنفسك ولا تتعجل النتائج. تقبل الآخر كما هو ولا تحاول تغييره. كل ما عليك فعله هو فهم الشخصية والتعامل معها.
لن تستطيع اجتثاث الاشواك من جذورها لكن بالحكمة والفهم يمكنك تقبل وجودها وتجنب التعرض لها بلا داعٍ.
التعليقات