بعد إعلان رحيل بطل مصري سيخلد اسمه التاريخ طويلا في الشهامة والتضحية، اجتمع المصريون منذ أمس الأحد، على قلب رجل واحد بين مسؤولين حكوميين ورجال أعمال وكافة أطياف الشعب لرد جميل خالد محمد شوقي، السائق الذي هب مسرعا لإنقاذ حياة العشرات من المواطنين قبل انفجار في بنزينة أودى بحياته.
وعلى الفور أصدر رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، بيان نعي رسمي باسم الحكومة، للبطل الشهيد، موجها بصرف مبالغ مالية ومعاش استثنائي لأسرة البطل الراحل، كما أعلن رجل الأعمال السعيد كامل التبرع بنصف مليون جنيه لأسرة الشهيد.

رجل أعمال يتبرع لأسرة الشهيد خالد
وكتب كامل، عبر حسابه الرسمي على منصة، فيس بوك: "أتبرع لهم بنصف مليون جنيه، أنا السعيد كامل، مدير مصنع يوتوبيا فارما بالعاشر من رمضان حد يوصلني باسرة الحاج خالد محمد شوقي، بطل واقعة حريق محطة بنزين العاشر من رمضان".
وأضاف: "ممكن الإنسان يضحي بفلوس او وقت او جهد لكن انه يضحي بروحة وهو شايف الموت قدام عينه لإنقاذ اخرين انه يركب سيارة محترقة والنيران مشتعلة وينزل واقف على رجليه ليكمل إنقاذ سيارات متوقفة في مشهد يقشعر منه الإنسان، هذا امر ليس له مثيل إلا عند المصريين فقط، أنا لا أتصور حجم الخسائر المتوقعة في الأرواح والممتلكات للمناطق القريبة من محطة البنزين لو انفجرت تانكات البنزين واشتعلت المحطة، نحن مدينين لهذا البطل بأرواحنا ومهما فعلنا لن نوفيه حقه وأجره عند خالقه، رحمة الله عليه وأقل شئ ان نقف بجوار أسرته بعد غيابه عنهم".

مبادرة لجمع كيلو ذهب لأسرة البطل
كما انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي في مصر، مبادر أطلقها جواهرجي يُدعى محمود هيبة، لجمع سبيكة ذهب تزن كيلو جراما من الشركات، لصالح أسرة السائق خالد محمد شوقي عبد العال، قائد السيارة المحملة بالوقود.
ولاقت المبادرة استحسان الكثيرين حيث بدأ ممثلو ثلاث شركات في إبداء الاستجابة، ووعد كل منهم بالتبرع بسبيكة تزن 50 جرامًا لصالح أسرة المتوفى.
تعويض مالي من الحكومة
كان وزير العمل المصري محمد جبران، قرر أمس الأحد، صرف مبلغ 200 ألف جنيه لأسرة السائق الشهيد البطل خالد محمد شوقي، سائق شاحنة مواد بترولية من قرية مبارك التابعة لمركز بني عبيد في محافظة الدقهلية، الذي توفي متأثرًا بإصابته بعد أن هبّ لإنقاذ منطقة بأسرها من كارثة محققة في مدينة العاشر من رمضان، بأن سارع إلى إبعاد سيارة إمداد بالوقود إثر اشتعالها، فافتدى بجسمه وروحه أهل المنطقة، وزملاءه، والمكان بأكمله.. ووجه الوزير، الإدارات المختصة بالوزارة بالمتابعة والإجراءات اللازمة لصرف هذا المبلغ في أسرع وقت ممكن.
وتقدم الوزير جبران إلى أسرة الشهيد البطل بخالص العزاء، داعيًا الله أن يسكنه فسيح جناته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويسكنه منزلة الشهداء، وقال أنه قدوة لمجتمعه، وضرب المثل في التضحية والفداء.

نعي رئيس الوزراء
نعى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ببالغ الحزن والأسى، البطل/ خالد محمد شوقي، الذي وافته المنية اليوم؛ متأثرًا بإصابته، بعد أن قدم نموذجاً للبطولة والتضحية، حين افتدى بروحه المواطنين، في حادث احتراق سيارة امداد بالبنزين في منطقة العاشر من رمضان.
وأعرب رئيس الوزراء عن خالص التعازي وعميق المواساة، إلى أسرة البطل، مُعتبراً أنه كان رمزاً للفداء وسرعة التصرف في موقفٍ بالغ الخطورة، بإيجابية جنبت الكثير من الضحايا والدمار، وحافظت على العديد من الأرواح والممتلكات.
وكلف الدكتور مصطفى مدبولي، وزيري البترول والثروة المعدنية، والتضامن الإجتماعي، بالتنسيق الفوري، لصرف مكافأة مجزية لأسرة البطل، ورصد معاشٍ استثنائي لها، وتكريمها، على النحو الذي يعكس معاني التقدير لتضحيته، والعرفان لجسارته التي ستظل خالدة في الوجدان.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولى تقدير الحكومة، بل والشعب المصرى بوجه عام، لهذه النماذج المضيئة فى المجتمع، وحرصها على إعلاء مكانتها، لتكون قدوة للآخرين.
جدير بالذكر أن المهندس علاء عبداللاه، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، قد قرر إطلاق اسم السائق البطل خالد محمد شوقي عبد العال، على أحد شوارع المدينة، تخليدًا لذكراه وتكريمًا لموقفه البطولي الذي عبّر عن أسمى معاني الشجاعة والإخلاص في العمل.
التعليقات