وضعت الحرب الإسرائيلية الإيرانية أوزارها، ولو مؤقتا، بعد 12 يوما من الصراع الذي اندلع بينهم ، بعد ضربة أمريكية لثلاث مفاعلات إيرانية وهي فوردو ونطنز وأصفهان، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف إطلاق النار بين الجانبين. وقد أسفرت الحرب عما يزيد عن 600 قتيل وما يقارب الـ5 ألاف جريح بالجانب الإيراني، وحوالي 28 قتيل و1300 جريح بالجانب الإسرائيلي.
وبانتهاء الحرب، سارعت كل من الدولتين بإعلان النصر على الطرف الأخر. وللحقيقة فقد حقق كل منهما نصراً جزئياً، وفي المقابل تكبد العديد من الخسائر بخلاف المادية والقتلى والجرحى.
ففي الجانب الإيراني، أظهرت إيران انكشافا استخباراتيا غير مسبوق. ففي اليوم الأول من الحرب، فقدت إيران العديد من قيادات الجيش، وصفوة العلماء في الطاقة النووية، وتلقت ضربة قاسمة لمنظومة الدفاع الجوي الإيراني، جعلت إيران مكشوفة للهجمات الجوية على مدار أيام الحرب، وذلك بخلاف تلقي المفاعلات النووية الرئيسية لضربة موجعة- إن لم تقضي عليه- فقد تسببت في تراجعه لمدة ليست بالهينة.
أما الجانب الإسرائيلي، فقد فشلت في توجيه ضربة قاضية للمفاعلات النووية الإيرانية، وحتى بعد الضربة الأمريكية، لم يتم التأكد من القضاء على البرنامج النووي الإيراني- بما يحتويه من يورانيوم عالي التخصيب. كما أظهرت إسرائيل ضعفاً غير متوقعاً لمنظومة الدفاع الجوي المتعددة الأبعاد، حيث تلقت إسرائيل ضربات في العمق الاستراتيجي، لم تشهدها الدولة في جميع الحروب التي خاضت قبل ذلك، وانتشر ركام المباني بمدن رئيسية مثل تل أبيب وحيفا، وذلك بعد ضرب عدد من الأماكن الاستراتيجية.
كما أظهرت الحرب اختلاف في القدرة الإسرائيلية عند مواجهة ميلشيا أو جماعة أو حزب مثل حزب الله أو حماس أو الحوثيين من جانب، وعند مواجهة دولة متماسكة مثل إيران. حيث عجزت إسرائيل عن حسم الحرب بمفردها، وكشفت عجزها عن القيام بدور القوة الإقليمية الأولي بالمنطقة، وأنه لولا التدخل الأمريكي إلى جانب إسرائيل، لاستمرت الحرب إلى يومنا هذا، ولم يكن من المعلوم، مدي قدرة الإسرائيليين على الاستمرار في الحرب، خصوصاً في ظل إنهاك الجيش الإسرائيلي بحروب متعددة على مدار عامين في غزة والضفة وسوريا ولبنان واليمن وأخيراً إيران.
ختاماً:
في ظل الخسائر الجسيمة التي تكبدها الطرفين - الإيراني والإسرائيلي- قد يكون الرابح الاكبر من هذا الصراع الرئيس الأمريكي ترامب والذي استطاع أن يظهر في صورة القائد القوي القادر على إنهاء الحرب. كما قد يكون الرابح الاكبر هو من استطاع أن يتعرف علي نقاط القوة والضعف بالجانبين الإيراني والإسرائيلي ودراستهما دون إطلاق رصاصة واحدة.
التعليقات