قال اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان المصرية، إن كل إسرائيل تم خداعها في حرب أكتوبر حتى رئيسها، موضحًا أن الأسباب الرئيسية لخطة الخداع كانت تهدف إلى تخدير إسرائيل وإحباط إجراءات المرحلة الافتتاحية.
وأشار طلحة، خلال لقائه في حلقة خاصة مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج على مسئوليتي، المذاع على قناة صدى البلد، الثلاثاء، إلى أن الخداع بشأن توقيت بدء العملية الهجومية حقق تأخيرًا لإجراءات التعبئة الاحتياطية الإسرائيلية لمدة 48 ساعة، وأدى إلى إحباط فعالية الضربة المسبقة لمدة 36 ساعة.
وأوضح أن سكرتير رئيس الجمهورية أشرف مروان لم يكن ليسافر إلى الخارج عشوائيًا، متسائلًا: "كيف يسافر وهو نائم في سريره بجواره جهاز؟"، مؤكدًا أن سفره كان لمهمة، ولو كان ولاؤه لإسرائيل لأبلغهم بكلمة السر قبل مقابلة الجنرال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن أشرف مروان لم يكن ولاؤه لإسرائيل، بل كان جزءًا من خطة الخداع الاستراتيجي، مؤكدًا أن التعامل مع الموساد يتطلب المنطق والحذر لأن الجهاز ليس سهلًا كأجهزة الدول الأخرى.
وأوضح أن التعامل مع الموساد يحتاج إلى شخص قوي، لأن من يتعامل معهم يقدم نفسه للجهاز بعد التأكد من ولائه وتحرياته وتدريبه، مشيرًا إلى أن هناك معلومة إسرائيلية تزعم أن تدريب مروان كان وراءه 40 شخصًا، لكن الحقيقة أنه كان وراءه شخصان أو ثلاثة فقط.
واستطرد أن أشرف مروان نجح واستطاع خداع القيادات الإسرائيليين ومنهم موشي ديان، وهذا يبرهن على قدرة مروان في الإقناع الذي مارسه على الإسرائيليين لدرجة أنه كان محل ثقة ومخلص ويُعتمد عليه في إسرائيل وهذا بحسب ما قاله مؤرخ عبري.
وأكمل أن أشرف مروان أبلغ الإسرائيليين قبل حرب أكتوبر بـ 4 أو 5 أسابيع أن الرئيس السادات يفكر في الحرب، ولكن عاد وأبلغهم في وقت لاحق أنه غير رأيه، موضحا أن هذا البلاغ يحتاج نشاط يؤيد كلامه.
واختتم أن كان من ضمن النشاط اجتماع السادات مع المجلس الأعلى مرة واتنين، وتسريب بعض المعلومات للصحف الأجنبية وطرد المستشارين السوفيت وهم كانوا مختصين بالتدريب والتسليح على عكس ما كان يعتقد الإسرائيليون أنهم يخططون للحرب.
التعليقات