أكد مدير المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي برونو دافيد أنه مستعد لإعادة جماجم مناضلين جزائريين سقطوا خلال الاستعمار الفرنسي لبلدهم في القرن التاسع عشر، وهي محفوظة في مجموعات المتحف.
كان الرئيس إيمانويل ماكرون قد تعهد، خلال زيارته إلى العاصمة الجزائرية في السادس من ديسمبر 2017 ، بإعادة رفات الجزائريين المحفوظة في متحف الإنسان التابع لمتحف التاريخ الطبيعي، وأفادت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية أن حوارا ثنائيا بدأ منذ ذلك الحين فيما يتعلق بهذا الشأن، وفقا لمونت كارلو .
برونو دافيد أكد أن فرنسا تدرك، تماما، أهمية عمليات إعادة البقايا، نظرا للإطار التاريخي للقضية، موضحا أن هذه البقايا البشرية دخلت إلى مجموعات المتحف الأنثروبولوجية في نهاية القرن التاسع عشر بعد فصول عديدة من الغزو الفرنسي للجزائر.
كما أعرب علي فريد بلقاضي الذي يطالب بعودة هذه الرفات إلى الجزائر عن أسفه لأن الجماجم ملفوفة وموضوعة في علب كرتون عادية تذكر بعلب محلات الأحذية، إلا أن برونو دافيد رفض هذه الانتقادات، مؤكدا أنها علب مخصصة للمجموعات وأنها علب مكلفة، وأضاف أن "هذه الجماجم مصفوفة في خزائن مقفلة في صالات مقفلة".
كشف برونو دافيد أنه ومنذ توليه رئاسة المتحف في نهاية 2015، اتخذ قرارا بمنع عرض هذه الجماجم احتراما لرفات بشرية تم التعرف على أصحابها، مؤكدا أنه هو شخصيا لم يراها اطلاقا.
في السنوات الاخيرة، تم توقيع عرائض من قبل مؤرخين مثل ينجامان ستورا وباسكال بلانشار ومحمد حربي، تطالب باعادة البقايا الى الجزائر.
يبقى السؤال عن عدد الجماجم التي تشملها هذه العملية، من أصل 18 ألف جمجمة محفوظة في المتحف من كافة أرجاء العالم، لم يتم التعرف على هويات اصحاب الجزء الأكبر منها؟
يجيب دافيد بأنه تم تسليم لائحة تضم 41 جمجمة، ثبت أنها من الجزائر، إلى الإليزيه، وبينها جماجم لمقاومين جزائريين قاتلوا الفرنسيين وكذلك آخرين محكومين بجرائم، موضحا أنه تم حتى الآن التأكد من أن سبعة جماجم تعود إلى مقاومين جزائريين.
تضم المجموعة جمجمة الشيخ بوزيان قائد تمرد الزعاطشة بشرق الجزائر في 1849، وقد أسره الفرنسيون وأعدم رميا بالرصاص وقطع رأسه، وأخرى لأحد مساعديه، والذين رافقوا المناضل الجزائرى الأمير عبد القادر الجزائرى
وقد اضيفتا إلى مجموعات المتحف في 1880، وهناك أيضا جمجمة محمد الأمجد بن عبد المالك الملقب الشريف بوبغلة الذي فجر ثورة شعبية وقتل في 1854.
يذكر ألان فرومان أن العسكريين اعتبروا هذه الجماجم "غنائم حرب".
وأضاف "بعد عشرات السنين، وهبت هذه الجماجم إلى المتحف من قبل أطباء عسكريين يطمحون الى توسيع المعرفة بالتنوع البشري".
ويوجد، أيضا، في متحف الإنسان 6 جماجم أخرى لجزائريين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي وتوفوا بأمراض، وأوضح برونو دافيد أن هناك 28 جمجمة تحتاج دراسات معمقة للتعرف عليها. يمكن أن يكون بينها جماجم سجناء في قضايا للحق العام وكذلك لأشخاص توفوا في مستشفيات ولمقاومين جزائريين.
يذكر أن القانون يمنع التصرف مجموعات متحف الإنسان لا يمكن التصرف بها وأن عملية من هذا النوع تتطلب إقرار البرلمان لقانون جديد يسمح بها.
التعليقات