ليس بوسعك إيقاف الحروب التي تدور من حولك، لكن في وسعك أن تصنع سلامك الداخلي وطمأنينة قلبك.
بالغ في حسن ظنك بخالقك، فما كذب ظن أحدًا في جمال الله وعطائه.
كل جميل يمكن أن تشعر به وأنت مغمض العينين، عندما تضحك بشدة، عندما تحتضن من تحب وعندما تخشع في صلاتك، فعندما تغمض عينيك تواجد واشعر واهدأ واستمتع.
يقول الكاتب العظيم نجيب محفوظ: "ربما تقودك صدفة لا تبالي بها، إلى واقع لم تكن تحلم به".
ألا إن أفضل نِعَم تخترق دنياك تلك التي لم يكن مرتبًا حدوثها، ولكن إذا لم تعرف كيف تستخدم نِعَمك فلن يكفيك شيء، لن يكفيك شيء أبدًا!
من ضمن نجاحات الحياة أن تعمل عملا لم يسبقك إليه أحد ولا يتوقعه أحد. ألا أدلك على أعظم تلك الأعمال، كن سعيدًا!
الكل يَهْلَك من رفيق القسوة وونيس الظل الذي لا يحمينا. هل تعلم يا صديقي أننا نجتذب هؤلاء؟ هل تعلم أن طاقتك الداخلية السلبية تجذب إليك أنصاف البَشَر ورفقاء الخذلان؟ هل تعلم أن استمرارك بين الأشخاص السلبيين يفقدك شغفك في الحياة وحضورك المبهج الجَذَّاب؟
في أيامنا تلك، لا أحد يعطيك حقوقك ومساحتك الشخصية الآمنة، أنت من تفرض تلك الحقوق بقوة قانون الرغبة في الحياة.
عندي يقين بأن هناك الكثير من الناس لن يستوحش إنتظار القبر؛ قد كان على وجه الأرض ينتظر في مكانه شئ ما لا يحدث أبدًا.
إذا كنت تعتقد أن مغامرات الدنيا خطِرة، انتظر حيث تقف إلى أن يقتلك روتين وكآبة الحياة.
السعادة لا تطرق أبواب المنغلقين!
سِر بإيقاع يناسب روحك واحتياجاتك من الدنيا، لكن لا تقف كالحجر على أشجار تتحرك أغصانها فتسقط أو ينكسر عنك الغصن.
لو تشابهت الأيام في عينيك، فاعلم يا صديقي أنك ما عدت تدرك الأشياء الجميلة؛ فقدت بصيرة الجمال!
إن أكثر ما يجعلك ممتلئ وأنت تموت، أن تترك الدنيا وقد سبق لك العيش فيها بحق.
أرى أن السيدات وافرات الحظ، ينعمن يوميًا في بيوتهن بأشخاص يحتاجون للمأكل والمشرب والرعاية، أكوام من الأطباق تحتاج للتنظيف، بيوت لا تتوقف بداخلها يد العناية والتنظيم.
ونعم أحب تلال الملابس المتسخة، فهي دليل أن البيوت لا يزال يسكنها الأحباب.
من منكن تنظر لحوض أطباقها وتحمد الله وهي تنظفه، ألا تعلمين يا سيدتي أن هناك من ترافقها الوحدة؟
كم مرة حمدتِ الله على وجود أشخاص تعدين لهم الطعام، ألا ترين أن هناك من حُرم نعمة الونس والصحبة ومشاركة مائدة الطعام؟
إن صوت التلفاز وحركة الأحباب في المنزل وضجيج الأطفال واحتياجهم لكِ نعمة تستوجب الشكر في كل صلاة.
لا أحب البيوت المرتبة باستمرار، فهي تعني أن البيت يخلو من بعض الحياة.
إن سر وجودنا الحقيقي يكمن في وصلات الخير الصَفِيّ الودود بيننا وبين من نحب.
فلكل من خلا بيته، املأه ثانية بالطيبين، ابحث عن أبنائك، أصحابك، تزاور، افرض نفسك بقوة ثانية على الحياة واملأ فراغ نفسك بكل ما ومن تستطيعه.
لا زال الناس يعيشون ولا يزال الطيبون في دنيانا قابعون، ولا تزال فرصتنا في مزاولة يسر العيش متاحة، فقط اسعى واقترب.
نحن ننطفئ عندما تتسطح اهتماماتنا ويزول بداخلنا شغف الحياة.
عندما تفتح عينيك كل صباح كن ممتنًا لتلك الفرصة واصنع من يومك ساعات لطيفة.
لا تنتظر من يؤنس وحدتك، فكر في ما تحب واصنعه. مارس هواية، إقرأ، اسأل عن من تحب، قابل أصحابك، مارس رياضة، ربي طير أو قطة أو كلب ينتظر مودتك، شاهد فيلمًا تحبه ولو رأيته عشرات المرات، فإننا نعرف جميعا البهجة ولكننا ننسى كيف نُفسح لها الطريق إلى داخلنا.
مهما قصرت أو طالت بنا السنون سعادتنا مرهونة بالطريقة التي ننظر بها للحياة.
خاطر من أجل أن تستبدل ما تفعله بشيء آخر أكثر حُسْن وحلاوة.
إن الكثير منا يخشى القيام بأي تغيير قد يخل بالعالم الذي درج عليه و هو يكبر ويكتسب العمر، ثم يجلس هنالك يكتنفه الملل في انتظار القدر أن يفاجئه.
لن تُفاجأ بشئ لم تُعِده لنفسك على أكمل وجه. لا تختلق الأعذار تقدم على نحو يرضي قلبك ومزاجك.
عندما ترغب في شئ بقوة وتسعى لتحقيقه ستُفاجأ بأن الكون الذي زهدته يتآمر عليك ليجعلك إنسان آخر، سعيد هانئ وممتلئ.
التعليقات