الطمع خلق سيئ يجعل الإنسان حقودا لا يحب الخير للآخرين، وأنانيا لا يريد الخير إلا لنفسه.
علمنا رسولنا الكريم التحلي بالكثير من الأخلاق الحميدة، والابتعاد عن الأخلاق الذميمة؛ وإن من أسوأ الطباع التي يجب أن نبتعد عنها هو طبع الطمع.
والطمع يعني الرغبة في الحصول على كل شيء، وامتلاك المزيد منه دون النظر إلى حاجة الآخرين منه، وهو عكس القناعة والرضا.
فالإنسان الطماع إنسان لا يملأ عينه إلّا التراب، وهو إنسان لا يشبع ولا يرضى بما قسمه الله له، بل يبحث دوماً عن المزيد وإن كان على حساب الآخرى.
فلا يفرح لنجاح الآخرين ومكاسبهم، بل يجلس متحسراً مفكرا ماذا يفعل حتى يخطف هذه الفرص لنفسه، وهذا يرهق عقله، وجسده، ويسرق راحة باله.
فلا يحيا حياة سعيدة أبدا جزاء طمعه وأنايته اللذين نهانا عنهما الله تعالى ورسوله حينما قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
للطمع أضرار كثيرة تلحق بالشخص نفسه فالإنسان الطماع إنسان غير محبوب، يشعر الجميع بأنه أناني فيبتعدون عنه، ويتجنبون التعامل معه.
كما أنه إنسان يعيش فقيراً ويموت فقيراً؛ فالطماع دوماً ما يشعر بأنه فقير، مهما امتلك من فرص وأموال، وهذا يجعله بخيلاً لا يحب الإنفاق.
والطماع إنسان يضيع رضا الله تعالى عليه، فهو شخص لا يؤمن بحب الخير للآخرين، فلا يساعدهم، ولا يتحلى بالإيثار الذي دعانا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
من أبرز الآثار السلبيّة التي يسببها الطمع العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع، ويجعلهم يتسابقون للحصول على أشياء ليست من حقهم.
وهذا يسبب تركز الأموال في يد فئة من الناس دون أخرى، كما يسبب الطمع إذكاء روح التنافس السلبي بين الأشخاص، فيكيدون لبعضهم البعض مقابل أن يحصل أحدهم على أكثر من الآخر، وهذا كله من الصفات الذميمة التي نهى عنها الدين.
إذ إن الله تعالى أمر عباده أن يكونوا مقسطين، لا تغلب عليهم صفة الطمع، وأن يتحلوا بحب الإيثار وتمني الخير للآخرين بالقدر نفسه الذي يتمناه الشخص لنفسه، أما من يتمنى الخير لذاته فقط فهو شخص طماع لا يشبع رغباته أي شيء.
ويجب توجيه رسالة للآباء والأبناء كي يُعلّموا أبناءهم كيف يكونون معتدلين في امتلاكِهم الأشياء.
وأن يبتعدوا عن الطمع والطماعين، وأن يحرصوا على أن يكونوا بذرة الخير؛ في الحياة التي ترفضُ التصرف بأسلوب الطمع والتفرد؛ في الحصول على الأشياء
والقناعة كنز لا يفنى، والطمع ضر ما نفع.
فالإنسان القنوع إنسان مرتاح البال، راض بقضاء الله تعالى ورزقه الذي كتبه له، سعيد بما يملك ولو كان قليلاً.
على عكس الإنسان الطماع الذي يظن أن كثرة المال هي ما يجلب السعادة، فينطلق في هذه الدنيا راكضاً ركض الوحوش حتى يحصل على المزيد .
وينسى أن العمر يمضي، فيترك عائلته ومن يحبونه وراء ظهره، ويجري ليجمع النقود ويكنزها، وهو بذلك يخسر كل شيء جميل في هذه الحياة دون أن يشعر.
ومن أشهر اقوال عن الطمع يقول هارون الرشيد : النفس تطمع والأسباب عاجزة… والنفس تهلك بين اليأس والطمع
ويقول لقمان الحكيم عن الطمع: يا بني، إياك والطمع فإنه فقر حاضر يا بني، لا تأكل شيئا على شبع فإن تركه للكلب خير لك من أن تأكله.
ويقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: (لو كان لابن آدم واديان من مال لا بتغى إليهما ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب) .
و(لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد).
التعليقات