ارتبط فن الإتيكيت بالتحضر والتطور الثقافي، فكان من المعروف قديما هو إرسال العائلات الغنية أبنائهم إلى مدارس داخلية لتعليمهم الأصول والقواعد التي تُعرف حاليا بفن الإتيكيت.
فن الإتيكيت هو فن السلوك، فن التصرف، دليل التحضر والتقدم، دليل تطور الإنسان من الإنسان البدائي "رجل الغابة" إلى إنسان العصر، إنسان الهجوم العقلي وليس البدني.
ومثله مثل معظم الفنون المبتكرة التي تم إثبات أنها مفيدة للتواصل بين البشر، مساعدة في تحقيق الراحة في العلاقات البشرية، بعد بحث تم إيجاد أسس وقواعد له في الدين الإسلامي من القرآن الكريم ومن السنة النبوية.
يتحدث الإتيكيت عن آداب الحديث وحسن الاستماع والتفكير في الكلمة ووقعها على المستمع قبل التفوه بها ونجد في الدين، "إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم وإن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها في الجنة." صدق رسول الله (ص).
تحدث الإتيكيت عن الغيبة لكونها تقلل من قيمة الشخص والتجسس لأنه انتهاك للخصوصية مما يضعك في موقف محرج "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم" سورة الحجرات.
تتعلم من الإتيكيت طريقة للسير باعتدال وضبط حنجرتك على صوت هادئ رزين يوحى بقوة موقفك وشخصيتك " واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير." سورة لقمان.
تتعلم ألا تخون وألا تفشي سرا حتى لا تفقد رونقك وجاذبيتك "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا" سورة الإسراء.
تتعلم ألا تكون مؤذيا معطلا لغيرك ليأتي الدين بأعظم من ذلك فلا يكفي أن تكون مسالما بل يستحسن أن تكون مصلحا بقدر ما تستطيع "الإيمان بضع وسبعون - أو بضع وستون – شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق." صدق رسول الله (ص).
وللطعام آداب كثيرة وقواعد الغرض منها هو الوصول إلى طريقة تناول للطعام غير مؤذية لمن حولك. عن كعب بن مالك - رضي الله عنه – قال: " كان رسول الله (ص) يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها." وأُخذ عن سيدنا محمد (ص) أنه ما عاب طعاما قط إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه.
ومن فن الإتيكيت حفظ الألقاب العلمية والأدبية والبعد كل البعد عن الألقاب المهينة والمشينة ولو كانت في صورة دعابة "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب." سورة الحجرات.
ويأمر الإتيكيت بضرورة التبسم فلكل إنسان همه فلا حاجة لأحد في هم غيره "تبسمك في وجه أخيك صدقة." صدق رسول الله (ص)
خذوا مبادئكم من دينكم، فأوامر وسنة نبيكم هي ما سيغنيكم عن الكثير.
التعليقات