للقهوة وجه واحد كلما ارتشفت منها يزورك المزاج الجميل.
بالرغم من ذلك تجد لبعض البشر عدة أَوْجُه ولا يبذلون القليل من الجهد ليجعلوا أحد تلك الوجوه جميلة.
نحن نعرف جيدًا أننا قد لا نستطيع أن نتبين حدود الكون، وكذلك غباء الإنسان.
يقال في الأمثال أن التكرار يعلم الشُّطار، هذا يا صديقي حكرًا على التَعَلُم وليس على تكرار الأخطاء بنفس القوة والتفاصيل لأيام وأشهر ولعمر بأكمله.
لدى بعض البشر جزء فارغ في تجاعيد المخ يبدو أنه ضمر من ضلال عقولهم ومحاولاتهم البائسة للزحف على أرواح الطيبين.
للغباء وجوه كثيرة: ١- الغباء المتعمد، وهو يعني أن يظل الشخص يكرر أخطاءه دون تعديل في كل مره يقع في نفس المشكلة. ٢- الغباء المُجَمَع، وهو قدرة مبهرة للشخص على تجميع مساويء معظم من حوله وصهرها في بوتقة واحدة ليخرج علينا من مصباح علاء الدين ببَلاَهَة وحُمْق كسحائب مظلمة تمنع عنا النور والهواء ولون السماء.
ثم يأتي هذا الألمعي صاحب الغباء الفِطري وهو ثالث الأنواع فتكًا وافتراسا، ذاك الذي تقف عاجزًا -رغم ما أتاك الله من فضله- أمام هذا التكوين الذي أشرف على إعداده جهابذة البَلَه على الأرض.
كل ما سبق هي أنماط لبعض البشر، يخالطونك بعض الوقت أو كله، لا تحاول أبدًا إقناعهم بأي شيء فهم على صواب دائم، هز رأسك بالموافقة على آرائهم الحكيمة ومقترحاتهم النيّرة ولا تتبع نصائحهم أبدًا، تَصَّنَع الموافقة واختفي عنهم إلى يوم القيامة.
الحياة مليئة بأشخاص صالحين مهيئين تمامًا لصحبتك وحسن جوارك، فكيف تترك كوب العصير البارد والشمس تعتصر روحك في حر أغسطس وقيظه؟
أسوأ مكان في الدنيا هو مقعد في جحيم الأرض بجوار شخص غبي.
لا أتحدث هنا عن الذكاء أو القدرة على التعلم، لكني اختص أصحاب المواهب الفطرية في البحث عن المنغصات.
كم شخص تعرفه يمكنك أن تخرج من جلستك معه وقد رمم روحك وبعث داخلك الأمل بيوم أفضل؟
سؤال يتعين عليك إجابته وحدك. نعم يا صديقي فنحن صناع الحياة!
هناك من يجيد إعادة تدوير الغباء، أشخاص قادرون على مزاولة تلك المهنة مهما كانت العثرات. يخرجون على عقلك بما يبقيك مشدوها من قدرتهم على جعلك الفشل الإجتماعي نمط وأسلوب للحياة.
لا تقترب كي لا يعضك بأنيابه فتصيبك عدوى لمرض لا يرجى منه شفاء.
كثير الشكوى، معتاد الأنين، من يرى الدنيا من منظار أسود، المتطفل، الناقم، الحقود، الحسود، الجاحد، ومستدعي الأحزان، كلهم أنماط لأشخاص أغبياء أغلقت عقولهم على الأنا الشريرة بداخلهم، يلعبون على شطرنج كافة رُقُعاته سوداء، فكيف يمكن لك أن تغلبه على أرضه المظلمة؟
أسعى جاهدة أن أصل إلى قبري بسلام.
منذ وعيت الحق والخير والصواب، وجدت أن أفضل طرق الوصول هو مصاحبة الطيبين.
لا تخيفني الوحدة قدر ما يرعبني مصادقة الزائفين. ربما أحدهم تقتله فكرة أن تكون مكتفٍ بذاتك، نعم فأنا بحاجة لنفسي فهي تخاف معي الله لأن مصابنا سيكون مشترك.
تلك المحطات التي لا تشبهني وتخالف روحي وما ثمنته بداخلها عمرًا بأكمله، لن أتوقف فيها أبدًا مهما كلفني هذا من مَشَقَّة.
تعقيم العقل أولى من اليدين، أمراض الأجساد قد تجد لها علاج أو مصل يقيك الداء، أما أمراض العقول فهي طريق ممهد لشخص لئيم.
لا أحد يعتذر عن غبائه ودناءة طبعه، أنت من يجب أن يعتذر لنفسه. أنت من يتوجب عليك أن تنتقي لِئَلاَّ يكون جوارك لأحدهم سببًا للمضي في طريق لم تكن ترتضيه. ما تركته بالمنطق لا تعد إليه أبدًا!
الأبواب المواربة لا يدخل منها سوى المتطفلين، الثبات على مبادئك أمر ستدفع ثمنه غاليًا، لكن صحة معيشتك تُحَتِم عليك أن تضع بذورك في منابت طيبة لا تخشى فيها فساد ثمارك وعطب روحك.
يقول الشاعر والروائي الأمريكي تشارلز بوكوفسكي:
"يمكن لأي أحمق ومتسلط في هذا العالم أن يقتل الأفكار الإبداعية للآخرين بمجرد امتلاكه ثلاثة أسلحة رئيسية: حسد، وغباء، وسلطة على الأذكياء.
في بعض المعارك الإنسانية يهزم صاحب المباديء نبيل العاطفة، الذي يرفض عن عمد أن يشهر سلاحًا أمام نفس تجري بداخلها الدماء ظنًا منه أنهم يشعرون ويقدرون.
هو ليس الطرف الأضعف وليس بأحمق لكنه دلف إلى معركته بكامل إنسانيته وعاطفته، ليترك الفائزين في تلك المعركة الطرف المبني للمجهول فازوا بذيل القائمة وربحت أنت بصبرك النجاة.
وربما قد لا تحتاج أن تهرب، يكفي أن تبقى بجانب الغبي وقد أصبح لا يعرفك.
من أفضل النضال في حياتك، أن تقاوم لتُعْرَف بمن لا يليق به الخطأ، لن يتسنى لك ذلك إلا إذا آمنت أن الحسد قد يأتيك على هيئة نصيحة وأن المحبة لا تستوطن قلوب البغضاء وأن أرفف تجاربك ستمتلئ مع الوقت بالكثير من الأغبياء.
التعليقات