تحتفل فرنسا بعيدها الوطني في 14 يوليو من كل عام، وهو مناسبة تخلد اقتحام سجن الباستيل وبداية الثورة الفرنسية عام 1789. تقام احتفالات رسمية وعروض عسكرية في ساحة الكونكورد في باريس، حيث تقف مسلة الأقصر المصرية كشاهد على الأحداث التاريخية والسياسية الفرنسية.
هدية مصر لفرنسا
في 29 نوفمبر 1830، قدم محمد علي باشا، حاكم مصر، مسلة الأقصر كهدية لملك فرنسا لوي فيليب الأول، تكريما لجهود العالم الفرنسي جان-فرانسوا شامبليون في فك رموز الكتابة المصرية القديمة. وتظل المسلة قائمة في ميدان الكونكورد، كرمز للعلاقات المصرية الفرنسية وولع الفرنسيين بالحضارة المصرية القديمة.
تاريخ المسلة
تعود مسلة الأقصر لعصر الملك رمسيس الثاني من الأسرة التاسعة عشر، الذي أمر ببناء مسلتين أمام معبد الأقصر تخليدا لانتصاراته العسكرية. اختلف علماء المصريات حول الدلالة الدينية للمسلات، فالبعض يعتقد أنها ترمز لهبوط أشعة الشمس، بينما يرى آخرون أنها تمثل التل الأزلي في العقيدة المصرية القديمة.
رحلة المسلة إلى باريس
بدأت رحلة المسلة إلى باريس بعد زيارة شامبليون لمعبد الأقصر وإعجابه بالمسلات. في 1831، شيدت فرنسا سفينة خاصة لنقل المسلة، وتم نقلها بعد مشقة كبيرة ووصولها إلى باريس في 23 ديسمبر 1833. وقد تمت مراسم نصب المسلة في ميدان الكونكورد يوم 25 أكتوبر 1836.
ردود الفعل والمعارضة
أثارت عملية نقل المسلة إلى فرنسا اعتراضات من شخصيات مثل رفاعة الطهطاوي، رائد التنوير الفكري في مصر، والشاعر الفرنسي بيتروس بوريل، اللذان رأيا أن المسلة يجب أن تبقى في موطنها الأصلي.
أهمية المسلة في الاحتفالات الفرنسية
تشهد مسلة الأقصر على العديد من الأحداث الكبرى في فرنسا، مثل عودة رفات بونابرت في 1840، واحتفالات العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو من كل عام. وقد اقترحت عالمة المصريات كرستيان ديروش-نوبلكور في السبعينيات وضع هريم ذهبي على قمة المسلة لتعزيز جمالها ورمزيتها، وهو اقتراح لم ينفذ حتى الآن.
تخليد ذكرى شامبليون ورمسيس الثاني
وضعت لافتة مذهبة إلى جانب قاعدة المسلة في باريس تخلد ذكرى شامبليون، بينما تظل نقوش المسلة باللغة المصرية القديمة تردد اسم رمسيس الثاني وإنجازاته كل صباح، مما يعزز الصلة التاريخية بين مصر وفرنسا.
التعليقات