عندما يتألم أصدقاؤنا، أحبائنا، من سكنوا القلوب. نشعر بعجز رهيب أمامه.
أولا لأننا لا نستطيع رفع الآلام عنهم، الشعور بالعجز عن فعل أي شيء، حتى وإن كان ذلك شيئا يبدو بسيطا.....
وثانيا لأننا لا نتقن إخفاء مشاعرنا. فالألم الذي يعترنا وقتها يصعب علينا وصفه من عظمته ولا تنطبق عليه أي معايير من معايير الفضفضة أو الاستشفاء عنه عن طريق حتى الكتابة. لأنه خارج كل ما يمكن للعقل استيعابه. ألما لا تستطيع أن تعلم من إيه الاتجاهات هو، أو في أي الأعضاء يكمن ويجتاح....
نار تسري في الشرايين لتحرق كل الخلايا. أنفاسك تختنق تمنع التفكير وحتى الرؤية. غصة تملأ الروح تمنعها من الانطلاق، تعتصر قلبك وجعًا. تبكي لثواني وتمنع الدموع لساعات. ترسم ابتسامه تجتهد وتبذل الطاقات لتظهر كما لو كانت تملأ قلبك. ولربما تملأ الكون ضحكات. ولا أحد يرى ما خلفها من العديد والعديد من الانهيارات. أنين يملأ الدنيا لا يستوعبه عقل. يجلد، يكسر، يدغدغ، يحطمك لتصير رمادًا يتطاير. الأنفاس لا تخرج. محبوسة ترفض أن تتركك لتكمل عليك وتزيد بنارها ألمك.
تتوه من نفسك ومن كل شيء حولك. يعتقدك الجميع بمنتهى القوة وأنت في قمة هشاشتك، تبحث عن أي شيء لتستند عليه.
يأتيك الليل ليكون عتمة كالحة يكسو بسواده كل شيء، لا نجوم، لا قمر. لا تستطع منه الهروب والى أين. فالظلمة تبتلعك. تحالف معه النوم وأقسم أن لا تطاله عيناك. لتجد العقل يرفض الاستمرار في المسير معك. أنهك ليستقل ويغلق أبوابه دونك. لتجد نفسك على الطريق وحيدا مسلوبًا من كل ما يمدك بسبل الحياة. تنعدم الرؤيا تدريجيًا.
الناس أشباح والحوائط تقترب منك أكثر فأكثر تكاد تقبرك. كل شيء تراه يقصد أن يخنقك. لا تستطع الكلام ولا تملك الحكايات وليس لديك القدرة على أن تقول لنفسك حتى أطمئن. لأنك أنت نفسك لا تصدق نفسك.
التعليقات