(لو عاد الزمن للوراء لعشت حياتي نفسها بكل تفاصيلها وهزائمها) هكذا وصف الكاتب الكبير احسان عبد القدوس حياته التي بدأها في 1 يناير 1919 وانتهت في 12 يناير 1990، سبعون عاما بين البداية والنهاية
شكلت شخصيتة بأنه (أديب الحب، ونصير المرأة، والثورات).
إحسان عبد القدوس تاريخ طويل في الصحافة الوطنية قبل وبعد ثورة يوليو؛وفي الكتابة الروائية والادبية؛ وقامة عالية في الدفاع عن حرية الرأى وكرامة المهنة طوال حياته..
وصاحب الأسلوب المتميز في كتابة المقال والرواية والقصة وأحد أساتذة مدرسة الصحافة الحديثة، والدفاع عن قضايا بلده، وصاحب القضايا والمواقف السياسية الشريفة.
صنع مجده الروائي وأعمالا سينمائية، وحقق نجاحا جماهيريا واسعا دون أدنى مساندة من أحد فكان عصاميا في نجاحه الأدبي ؛كما كان عصاميا في نجاحه الصحفي.
ولد في 1 يناير 1919 في القاهرة، لعائلة من الأثرياء ذات الأصول الشركسية، جده لوالده الشيخ أحمد رضوان من علماء الأزهر ورئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، ووالدته الفنانة والصحفية روز اليوسف صاحبة مجلة روز اليوسف، ووالده هو الممثل محمد عبدالقدوس.
تربى في بيت جده المتدين والمتمسك بالعادات والتقاليد القديمة في العباسية؛
وفي سن الثامنة عشرة من عمره عاش فى بيت
والدته، فأثر الاختلاف بين حياته مع جده وبين الحياة المدنية الحديثة والانفتاح الثقافي ببيت والدته، حيث عقدت والدته صالونها الثقافي واجتمع فيه كبار الكتاب والمفكرين، مما أثر في شخصيته ووسع مداركه الثقافية.
تنقل بين عدة مدارس فالتحق بمدرسة البرامونى الأولية بالعباسية، ثم السلحدار الابتدائية بباب الفتوح، فالنيل الإبتدائية بشبرا، ثم مدرسة خليل آغا بالقاهرة في 1927.
إحسان عبد القدوس
فشل في تعلم العزف على الكمان بمعهد الموسيقي الذي الحقه أبيه به، ثم انتقل لمدرسة فؤاد الأول الثانوية عام 1932، التحق بكلية الحقوق وتخرج منها عام 1942، ثم عمل محاميا تحت التدريب وفشل في المناقشات والحوارات التي تتطلبها المهنة، فاتجه للعمل بالصحافة.
تولي رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف وعمره 26 عاما، وظل فترة طويلة يوقع مقالته "إحسان عبدالقدوس المحامي"، تركها وعمل سكرتيرا لتحرير لمجلة آخر ساعة لزيادة دخله لفترة قصيرة ليعود مرة أخرى لها.
ثم تولى بعدها رئاسة تحرير أخبار اليوم من عام 1966 إلى 1968، ثم رئيس للتحرير ورئيس مجلس إدارة أخبار اليوم من عام 1971 إلى 1974 واختتم حياته كاتبا للمقالات بجريدة الأهرام.
وإحسان عبد القدوس
كان دمث الأخلاق وصديقا صدوقا لكل كاتب ومحرر على حدة؛
وهو الذي طلب من الأديب يوسف إدريس إصدار مجموعته القصصية الأولى "أرخص الليالى"، وكانت سعادته بنجاحها كبيرة، وإحسان عبدالقدوس أخ وصديق ومفكر لا يحس بالغيرة التقليدية السائدة بين الكتاب، وإنما يفرح لنجاح أى عمل لأى زميل له.
كما خاض معارك فنية مع الرقابة السينمائية؛ بسبب جرأة قصصه وكتب أكثر من 600 رواية وقصة وترجم له 65 عملا للغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية، وتحول 49 منها لأفلام، 10 لمسلسلات تلفزيونية، 9 للإذاعة، 5 للمسرح .
وهو من أكثر الكتاب في تاريخ السينما والتليفزيون المصري الذين تحولت أعمالهم إلى أفلام ومسلسلات، ومن أشهرها: "حتى لا يطير الدخان، لا تطفئ الشمس، أنف وثلاث عيون، لن أعيش في جلباب أبي، في بيتنا رجل" وغيرها.
وحصل على عدة جوائز منها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس جمال عبدالناصر، ووسام الجمهورية من الرئيس محمد حسني مبارك، جائزة الدولة التقديرية 1989.
وجائزة أحسن قصة فيلم عن رواية "الرصاصة لا تزال في جيبي"، والجائزة الأولى عن رواية "دمي ودموعي وابتسامتي" عام1973
التعليقات