الحياة لها حركة متسارعة نحو عالم مجهول، ولا متناهي في الكبر، وربما هذا هو السبب الحقيقي في هذا العناء الذي يواجهه المرء في هذه الحياة، فالمجهول بالنسبة للبشر تحد لكل شيء. غير أننا على الرغم من معرفتنا المسبقة بأن قدراتنا محدودة وعالمنا الحقيقي هو داخلنا أو ما هو على مقربة منا... عالم صغير وليس كل هذا الكون المترامي، فإننا لا نختار الكيفية التي نعيش بها في هذه الحياة، وغالبا ما تكون قراراتنا انفعالية وغير محسوبة. تعتمد كليا وجزئيا على أسباب ذاتية بحتة تخص تربيتنا وقدراتنا واهتماماتنا الموضوعية منها والغير موضوعية ...
وهنا يكمن السؤال... ماذا أريد. وهل خلقت لأعبر الدنيا كما أتيتها... شخص عبر دون أثر...
رأيي الشخصي أنه على الإنسان أن يخلد ذكراه، ويضيف إلى ممارسات حياته ما يبقيه على قيد الحياة فترة أخرى حتى لو بسيطة تمتد حتى بعد صعود روحه للسماء... عن طريق استثمار نفسه وبنفسه،، ليكون على أفضل نسخة منه... فلا يهدأ، ولا يمل السعي والبحث عن كل فكره واستثمار خطرت في باله.
فإطلاق جماح أفكارك كل يوم، يزيد من فرص نجاحك وتطورك في هذه الحياة القصيرة.
كل الأفكار الكبيرة بدأت بفكرة بسيطة. بما في ذلك الأفكار والمشاريع التي غيرت وجهه البشرية منذ وجودها الأول. لهذا لا تستصغر أي فكرة مهما بدت لك تافهة.
عندي إيمان كامل أن الأفكار هي منح ربانية وهبها الله لك في زمن معين في مكان معين لأنها رسالة وجبت التنفيذ. وعليك أن تفهم، وتدرك وتسعى لتغيير مسارك داخلك، وترتب أولويات حياتك ومفاهيمك المختلطة عليك لتحقيقها... مع العلم المؤكد أن المعرفة الخاصة بالفكرة موجودة بأعماقنا بصورة قد تستغرب وجودها... وإلا لم تكن ستصلك تلك الفكرة...
فقد بدأت كل المشاريع الكبيرة بفكره مثل وميض رقيق حساس في العقل. وبعد ذلك تكبر، وتنمو كلما وجدت الجو والمناخ المناسب.
وهذا يعني أيضا ضرورة انتباهك لكل تفاصيل الحياة صغيرها وكبيرها التي من شأنها أن تجعل من تفكيرك طاقة وقوة كبيرة وجب استثمارها واستغلالها بالكيفية الملاءمة والمناسبة للفكرة...
أفكارنا هبات... لكل منا فكره. ولكل منا قدرات مختلفة... والأريب الفطن من استغل القدرات لتحقيق الهبات...
التعليقات