منذ عهد سيدنا يوسف وسيدنا موسى...
والخيانة حتى لو كانت للأخ، والكذب حتى لو كان على الأب...
والجدل والقتل ولو كان للأنبياء، بل والكفر رغم الدلائل الإلهية، والنجاة بالمعجزات، والتيه لأربعين عامًا!!!
وبرغم كل المعاهدات والاتفاقات، وبرغم كل الشهود والدول الضامنة، والقوانين والأعراف القانونية والإنسانية...
لا عهد لهم بأي اتفاق أو وثيقة أو وعد!
لا عهد لهم لنبي... ولا لآدمي!!
ومن ثم، وبعد كل ذلك، أنا لا أعتبر كل هذا طبعًا أو عادةً أو موروثًا، وإنما هو نمط... نعم، نمط مقصود، له غرض واحد فقط، وهو:
صناعة اليأس!!!
نعم، هذا هو المبدأ النفسي العام، فبعد براعة استخدام تكنيك إنكار كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، وبعد إحكام تكنيك زيف الحقائق بالكذب والافتراء وقلب الواقع وتزييفه، وبعد الإفلات من كل القوانين الحاكمة للكرة الأرضية، وتحدي كل صرخات وقرارات العالم، تصل النفس الإنسانية إلى حالة من اليأس...
واللامبالاة!!!
إن هذا النمط الذي أتابعه منذ فترة طويلة، تم تركيزه بذكاء وبقوة، خاصة بعد حدثين هامين:
• الأول هو حادث السابع من أكتوبر.
• والثاني عقب تولي الرئيس ترامب السلطة.
ولكن قبل ذلك، كانت حالة السيولة التي يعيشها العالم من ثورات ربيع عربي وحروب متوالية...
والعجيب، عزيزي القارئ، هو فشل العالم بأسره، دون استثناء، في فعل أي شيء أمام كل ذلك!!!
ولكن المثير الآن، وهو ما أريد أن أنبه إليه، هو بدء فشل نظرية اليأس!
وتحطم كل جدرانها شيئًا فشيئًا...
لأن اليأس يولد العدم...
فبما أنني ميتٌ ميتٌ...
فلأمت بإرادتي أنا... وعلى طريقتي أنا...
بل إنني لن أموت من أجل لا شيء...
فلابد لي أن أموت من أجل شيء ما...
لكني لن أموت سُدًى!!!
وهذا هو أضعف الإيمان، طالما أصبحت المعادلة صفرية...
وعليه...
ها هو العالم يتحرك... يستعيد الوقوف على قدميه من جديد...
ها هو العالم يرفض... ها هو يثور...
وأكثر من ذلك...
ها هو العالم يشرع في الاتحاد واتخاذ القرار...
قرار بعدم ضعفه... بعدم فنائه...
فالخطر أصبح واضحًا وقريبًا، بعد أن أيقن أنه التالي في قائمة من لا عهد له!!!
التعليقات